عبدالله احمد غانم -
بعد ربع قرن من عمرها المديد، إن شاء الله، لاتزال صحيفة »الميثاق« تواصل رسالتها النبيلة ولايزال قلبها النابض بالحياة يبشر كل اسبوع بغد أكثر اشراقاً وفضاء أكثر رحابة يجمع بين الفكر والممارسة لتنظيم سياسي كبير هو المؤتمر الشعبي العام الذي قال عنه البعض يوماً انه أقل من شعب وأكبر من حزب في اشارة ذكية الى الحجم الواسع للعضوية في المؤتمر..
إن الحجم الهائل للمؤتمر الشعبي العام ودوره الريادي للحياة الديمقراطية، وتجسيده الصادق لآمال وطموحات اليمنيين أينما وجدوا يجعل من رسالة »الميثاق« الصحيفة مسئولية كبيرة تكاد أن تكون احياناً بنفس مستوى وحجم مسئولية المؤتمر ذاته.. إنها ليست مجرد صحيفة، وليست فقط رسالة تنويرية، وليست فقط ناطقة بلسان المؤتمر، وليست إداة تواصل فحسب بين قيادة المؤتمر وأعضائه، أو بين المؤتمر والمواطن القارئ والمواطن المثقف.. إنها كل ذلك في آن واحد..
انها المعبر الاسبوعي - واليومي أحياناً- عن الدليل النظري »الميثاق الوطني« الذي يحق الجزم دون تردد بأنه أفضل وأنضج وثيقة سياسية يمنية في العصر الحديث..
قبل حوالى أربعة عشر عاماً كنت رئيساً للتحرير في هذه الصحيفة الرسالة في فترة دقيقة وحرجة من تاريخنا السياسي وتحديداً في فترة الأزمة السياسية التي سبقت حرب صيف 1994م وقبل وأثناء الانتخابات النيابية الأولى التي جرت في ابريل 1993م.. ومنها انتقلت في شهر مايو 1993م إلى عضوية الحكومة وزيراً للعدل.. في تلك الفترة اكتسبت من العمل في الصحيفة معرفة اضافت جديداً الى معارفي السياسية والقانونية والثقافية، وأعني تلك المعرفة المتعلقة بأهمية العمل الجماعي في ميدان الصحافة، وكان ذلك بمناسبة القيام لأول مرة بإصدار عدد يومي من صحيفة »الميثاق« لمدة عشرين يوماً سبقت يوم الاقتراع في 27 ابريل 1993م.
الآن.. وبعد مضي خمسة وعشرين عاماً من عمر الصحيفة أعتقد أن الأوان قد حان للوقوف مطولاً وبجدية من أجل التقييم وايجاد أسس جديدة للانطلاق صوب المستقبل، وهذه مسئولية لاتتحملها فقط إدارة الصحيفة بل تتحملها في المقام الأول قيادة المؤتمر، وعلى وجه الخصوص الدائرة الاعلامية بالأمانة العامة للمؤتمر تحت اشراف الأمين العام والأمين العام المساعد المختص وذلك لأن الصحيفة لم تعامل في كثير من الأوقات معاملة منصفة من قبل عدد من قيادات المؤتمر كما ان الغموض لايزال يكتنف الدور المناط بصحيفة ناطقة باسم حزب حاكم لدى عدد آخر من قيادات المؤتمر.
وإذا كانت هيئة تحرير الصحيفة هي المسئولة دائماً عن التحسين والتطوير المستمر للصحيفة، فإن أعضاء المؤتمر على الصعيدين القيادي والقاعدي وفي جميع فروع المؤتمر مسئولون جميعاً عن مساعدة الصحيفة في تجاوز عقبة التوزيع التي تعترضها من خلال الإقبال على شراء أعدادها اسبوعياً..
ختاماً .. إليك ياصحيفتنا، وإلى كل العاملين والكُـتاب فيها تحية حب وتقدير ووفاء..
رئيس الدائرة السياسية
عضو اللجنة العامة
تحية حب إلى صحيفة "الميثاق" في عيدها الفضي
