أحمد الزبيري - يمضي التحالف السعودي حربه العدوانية القذرة على اليمن للعام الرابع على التوالي بزيارة ولي العهد السعودي محمد سلمان لبريطانيا وأمريكا صاحبتي قرار شنها وبيدهما قرار استمرارها أو إيقافها وواضح أنهما لا يريدان ايقافها رغم حديثهما الكاذب عن الحل السياسي في محاولة للتغطية على دورهما واعطاء النظام السعودي ودويلة الامارات الفرصة علهم يحققون في عام عدوانهم الرابع ما عجزوا عنه في الاعوام الثلاثة الماضية والتي فيها استطاع الشعب اليمني العظيم وجيشه ولجانه الشعبية ليس فقط افشال مخططات هذا التحالف الدولي الاجرامي بل والحاق الهزائم به ومعهم مرتزقة الداخل والخارج بمن فيهم الجيوش المستأجرة لتتكشف حقيقة العدوان على الشعب اليمني الذي اجتمعت فيه قوة المال والسلاح ضد شعب شبه أعزل مفقر تتقاذفه زوابع الأزمات والصراعات والحروب العبثية الناجمة عن التآمر السعودي ومعه بعض دويلات الخليج ومن خلفها البريطاني والأمريكي والاسرائيلي ورغم هذا كله لم يستطع كل هذا النيل من إيمان وإرادة اليمانيين المنتصرة.
اليوم وبعد هذه المدة الزمنية تأتي زيارة بن سلمان لبريطانيا وأمريكا لتقديم فروض الولاء لصانعي عرشه وحماته ولضمان وصوله إليه واستمراره فيه لخمسين سنة قادمة كما قالت »سي بي اس« الامريكية إحدى وسائل الاعلام التي أنيط بها الترويج لأمير الرمال وتسويقه للرأي العام وصناع القرار في هذا البلد الذي أكد رئيسه في هذه الزيارة نظرته الى السعودية بأنها ليست إلا بقرة مدرة للمال وهذا هو المعنى من مطالبته بجزء من ثروته كاستحقاق مقابل الحماية وعندما يجف حليبها سوف تذبح.
لا تهمنا العلاقة بين ترامب والتابع.. ما يهمنا هو علاقة كل هذا بالعدوان على اليمن والذي كان واضحاً منذ بدايته ويأتي في اطار المخطط الأمريكي الذي يُعمل عليه منذ نهاية الحرب الباردة وحتى اليوم وأسند للنظام السعودي ودويلة الامارات وقطر تمويله وتنفيذه في جانب تجييش العناصر الوهابية التكفيرية لتحقيق أهداف المشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة بصورة تجسد نمطية الإسلام التي يريدها الغرب.. ففي الوقت الذي ينفذ التكفيريون الإرهابيون أجندة الولايات المتحدة في الوقت ذاته يستخدمون كمبرر لاحتلال دول المنطقة بذريعة محاربة الإرهابيين الذين كانوا أولاً مجاهدين ضد الغزو الشيوعي السوفييتي لافغانستان وبعد انجاز مهمة تدمير هذا البلد حولهم الى إرهابيين تحت مسميات متعددة وكلها مستنسخة من الفكر الوهابي السعودي والنسخة الأولى الأصلية متمثلة في الاخوان المسلمين ومنها خرجت طالبان بنسختها الافغانية ثم القاعدة وداعش ولهؤلاء تفرعات أخرى لا حصر لها.
في هذا السياق ليس جديداً سعي أمريكا وأدواتها في المنطقة الى استهداف اليمن تحت ذريعة الإرهاب ولكن الجديد هو عودتها لاستخدام هذه الورقة بعد ثلاث سنوات من الحرب العدوانية القذرة التي تشنها على اليمن وراح ضحيتها عشرات الآلاف من ابناء الشعب اليمني المسالم معظمهم من الاطفال والنساء وتدمير كل شيء على أرضه.
فقبل أيام من دخول العدوان على اليمن تعلن الادارة الأمريكية استمرارها فيه مع شريكتها الأوروبية الموثوقة بريطانيا في سياق الاحتفالات بزيارة محمد سلمان وصفقات السلاح الجديدة الموقعة مع هاتين الدولتين العظميين.. ومن جديد تعود وسائل الاعلام الأمريكية والغربية الى عملية الحرب على الإرهاب في اليمن والتي لطالما عبرت عن خشيتها من انتشاره في المحافظات الجنوبية المحتلة وتمدده الى محافظتي مأرب والجوف النفطيتين بذريعة الحرب على الإرهاب.
ندرك أن الكثير من الإرهابيين التكفيريين من كل الجنسيات تم نقلهم الى اليمن من العراق وسوريا الى محافظات شبوة ومأرب والبيضاء وأبين وتعز، ولكن ما لم تدركه أمريكا وشركاؤها وأدواتها في المنطقة وعلى رأسها النظام السعودي ودويلة الامارات أن اللعبة انكشفت في سوريا والعراق وانكشف معها حقيقة التحالف الدولي ضد »الإرهاب« والذي تتذرع به لاحتلالهما وتقسيمهما.. وربما هناك أسباب أخرى وراء عملية نقل الإرهابيين الى اليمن الذي أفشل شعبه مشاريع العدوان عليه وسيسقط ورقة الإرهاب وسينتصر على الحرب الأمريكية السعودية الصهيونية القذرة عليه.
|