نجيب شجاع الدين - - يخوض المؤتمر الشعبي العام مرحلة جديدة من العمل التنظيمي ليست ببعيدة عن ترجمة التزاماته السياسية والوطنية اذ لا يزال غالبية ابناء الشعب يضعون امالهم عليه في مواصلة الدرب.
في البدء كان المؤتمر وسيظل يشكل معيارا لجميع الامور في البلاد .
صحيح ان الاحداث الاخيرة وجهت ضربة
حقيقية للتنظيم هزته عميقا وتركت بعض الخلخلة في كيانه وبنيانه الا ان قياداته واعضاءه وحلفاءه وانصاره اثبتوا بفضل الصمود ان المؤتمر اكبر من اي محاولات تفكيك وتمزيق او ازاحة واقصاء لدوره الريادي على الساحة .
لعل المتابع لشئون التنظيم منذ بداية العام يرى ان رئيسه الشيخ صادق امين ابو راس نجح اولا في اخراج المؤتمر من حالة الشعور بالذهول والصدمة التي سادت الموقف .
وهاهو يمضي بحكمة واقتدار في اعادة بناء البيت الداخلي للمؤتمر واستعادة الوضع المستقر والفاعل في اداءه وادواته .
الحق يقال ان هذا الرجل بين بجلاء للقاصي والداني صعوبة المساس والنيل من المؤتمر الشعبي العام فهو يمتلك من الخبرة والتجربة ما يمكنه من التعاطي مع اشد الازمات حلكة - واخطرها في تاريخه - والخروج منها سالما معافى .
اسجل هنا انطباعي وزملائي عن شخص رئيس المؤتمر الشيخ صادق امين ابو راس من خلال اللقاءات التي جمعتنا وكأن لا شيئ - طوال الوقت - يشغل باله وتفكيره سوى المؤتمر واحواله .
يبدو كثير من المسئولين وكبارهم ممن عرفت بعيدون عن الواقع بهموماتنا وتطلعاتنا المتعددة .
يتعاملون مع مجريات الحياة على مستويات بقليل من عبارات التعاطف المستهلك وكثير من الايحاء المبهم استدعاء للثقة بافكارهم " نحن ندري ماذا نفعل " !!
الامر يختلف مع الشيخ ابو راس فهو يعرف المؤتمر - ظاهره وباطنه - يهتم بكل الاراء المطروحة ايا كانت , يناقشها بصراحة ودون تجاهل لأحد , ويقول رأيه كواحد منا وليس كقانون ملزم .
لا تستغرب والحال هكذا ان تجد خطواته وقراراته تعبر عن وعي وادراك كاملين بما الذي يحتاجه المؤتمر والوطن عموما في الوقت الراهن .
بالنسبة لي لا ادري لماذا تأتي لقاءاتي بالشيخ صادق على شكل مقال !!
لن احيد عن نهج الميثاق الوطني -عملا بنصيحته للجميع - اذا قلت ان المرحلة الدقيقة والحساسة التي يمر بها التنظيم ويمننا الحبيب على حد سواء تستدعي من كل مؤتمري ادراك انه يتحمل مسئولية كبرى في احتواء وتجاوز تحديات ومصاعب الظروف الراهنة - على قسوتها - لا تقل اهمية عن دور رئيس المؤتمر او فرد من قياداته التنفيذية الجماعية .
لطالما شكلت الارادة الواعية لدى المؤتمريين بحجم المخاطر وكيفية التصدي لها اهم معادلات الفوز وسر من اسرار البقاء .
...وليكن .. فالمؤتمر على الدوام يجيد
حرفة الانتصار ويرفض الانكسار .
و بالعودة الى ثلاثة عقود من تاريخه وحتى اليوم لم تكن من عاداته ندب الحظ على ما مضى او الولولة على ما حصل مثلما قد يفعل البعض و مثلما تبكي النساء ازواجهن .
لقد اظهر المؤتمر جدارته في كل المراحل وانه قادر على تحويل الازمة الى فرصة تزيده عنفوانا ونشاطا ولا تسمح للفتور والخوف والوهن ان يدب في اوصاله
.وهذا هو حال ملايين اليمنيين . |