يحيى نوري - لاتجد للإعلام الخارجي المتناغم مع العدوان دوراً تحليلياً عميقاً في عرض وتحليل حدث إطلاق عدد من الصواريخ على أهداف في العمق السعودي بالتزامن مع دخول عام رابع للعدوان الغاشم على بلادنا والذي تقوده السعودية.
حالة الجفاف هذه التي تجعل من كل محللي القنوات الخارجية عسكريين وسياسيين في حالة بكم وصم ليس لعجز مهني وإنما لأسباب مهنية من نوع آخر هدفها التغطية على ما مني به التحالف الذي يمدها بالإمكانات الماليه السخية من فشل ذريع في تحقيق أهدافه باستثناء هدفه ورغبته الدموية في قتل اليمنيين وتدمير بنا هم التحتية، ولنا أن نتصور هنا عما ستقوله هذه المنابر برؤية تحليلية عسكرية وسياسية لو سمح لها العدوان بذلك خاصة وان تناولها لموضوع دسم كهذا سيطلق العنان لمحلليها من الإحاطة بخبر الصواريخ من كل الجوانب مع الكشف كل أبعاد الهزيمة النكراء التي مني بها التحالف بعد ثلاثة اعوام ومازال يتلقى الكثير من الضربات الموجعة على صعيد القوة الصاروخية اليمنية او على صعيد ماتواجهه الكثير من مناطقه من ضربات عسكرية جعلت من معسكراته في حالة نزيف دائم في عدادها وعتادها ناهيكم عن الخسائر الكبرى التي مازال يمنى بها على مستوى مختلف الجوانب والاصعدة ومنها المادية الفادحة التي تجاوزت آلاف المليارات من الدولارات وكذا الخسائر البشرية بالاضافة الى تداعيات كل ذلك على المستوى الأمني الاستراتيجي للمنطقة والعالم العربي وما أحدثه هذا الفشل الذريع من تجاذبات دولية واقليمة زادت من أطماع القوى الكبرى وتلك واحدة من الآثار الخطيرة التي لن تجعل المنطقة تتعافى على المستوى القريب وجميعها تمثل كوارث ستدفع ثمنها دول المنطقة وشعوبها المغلوبة على أمرها في إبقاء عوامل الصراع مفتوحة أمام مختلف الاحتمالات والسيناريوهات التي مازالت تنبئ بها العديد من مراكز البحوث والدراسات الدولية وهى تنبؤات تشير بوضوح إلى ان المنطقة تسير باتجاه احداث كارثية ستؤثر على الجميع دون استثناء بل وتهدد حاضرهم ووجودهم..
ولاريب ان تجفيف الاعلام الموازي للعدوان والمدعوم من قبله قد يخدم العدو مرحليا الا انه لا يستطيع حجب الحقيقة الكاملة مهما كانت امكاناته وأدواته التضليلية خاصة وأن هناك متابعين من داخل أوساط شعوب المنطقة المضللة من قبل هذا الإعلام وهؤلاء يعتمدون على تعدد مصادرهم في رصد كل التداعيات والتطورات وإن كانوا يمثلون نسبة قليلة جداً ولايستطيعون إيصال مايجمعونه من معلومات إلى الرأي العام فإن ذلك لا يعني ايضا ان الحقيقة الكاملة لن تصل إلى الشعوب لتعرف في الغد القريب جدا اي جرم ارتكبه حكامها بها وبمصالح اجيالها وإن كان حدوث ذلك للاسف الشديد سيتم بعد ان تحل الكارثة.
|