أحمد الزبيري - غادر المبعوث الأممي مارتن جريفيث صنعاء يوم السبت الماضي بعد أن طاف على كل الأطراف المواجهة لتحالف العدوان السعودي، وقبلها التقى بشرعية فنادق الرياض.. استمع للجميع كما قال في مؤتمره الصحفي بمطار صنعاء وخلص الى أن لديه أملاً بأن الكل يسعى الى الحل السياسي عبر الحوار ويريدون السلام.. كلام مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة فيه الكثير من الدبلوماسية والعمومية التي تلمح الى مشروعٍ ما للحل يطبخ على نار هادئة في عواصم صناعة القرار الدولي وعلى نحو خاص في لندن وواشنطن لأنهما من أعطيا قرار الحرب العدوانية على اليمن وهما من بيدهما وقفها ولكن وفقاً لأهدافهما.. وجريفيث في الوقت الذي هو ممثل للأمين العام للأمم المتحدة يمثل في الوقت ذاته بريطانيا وأمريكا وهذا لا يحمل دلالة سلبية بل ايجابية من حيث ايجاد حل سياسي جدي في حال قبول القوى الوطنية المتصدرة صفوف شعبها في الدفاع عن سيادة الوطن ووحدته واستقلاله وتحرير قراره السياسي من الهيمنة والوصاية الخارجية بمشروع الحل الذي سيطرح وربما يكون قد طرح في نسخته الأولية لجس النبض.
المبعوث الأممي الجديد لليمن أشار أيضاً في مؤتمره الصحفي الى أنه لم يكمل جولة الاستماع وسيذهب الى عدن والمكلا خلال الأيام القادمة وهو في هذا أكثر ما يشير الى حاجته لمعرفة آراء ورؤية كل الأطراف للحل بمن في ذلك حراك المجلس الانتقالي الانفصالي ليوحي أيضاً بمشروع الحل الذي يُراد فرضه أو الوصول اليه مع الطرف الذي صمد وتصدى لعدوان التحالف السعودي وأفشل مخططاته واسقط أجندته طوال السنوات الثلاث الماضية ويواصل دفاعه عن وطنه وحاضر ومستقبل شعبه للعام الرابع.
بطبيعة الحال هو يعرف أن شرعية هادي التي تذرعت بها السعودية وتحالفها البغيض لشن حربها العدوانية القذرة على الشعب اليمني لم تكن تمثل شيئاً والقوى المعتدية هي من أعطتها قيمة كبيرة، وبعد أن كشفت اطالة أمد الحرب اللعبة الحقيقية منها كذلك المرتزقة على اختلاف مسمياتهم »انفصالي انتقالي اخواني اصلاحي أو قاعدي أو داعشي وحتى اشتراكي أو ناصري« جميعهم أدوات ينفذون ما يؤمرون ولم يعودوا قادرين إلا على القيام بما يطلب منهم وبالتالي ليسوا أكثر من أوراق بائسة في يد السعودية والامارات تحركاتهم كيفما شاءت مدركتين أنها أوراق ستحترق قريباً لأنها لا تصلح في عملية اللعب على المكشوف في المرحلة القادمة والتي سوف تتداخل فيها الأوراق الاقليمية بالدولية والتي قد تفرز على مستوى المنطقة تسوية ما أو انفجاراً شاملاً..
من المهم ونحن نتحدث عن مندوب الأمين العام للأمم المتحدة الجديد مارتن جريفيث البريطاني أن نشير الى أن له علاقة بعدن من الحقبة الاستعمارية لبلاده على جزء من اليمن مما يعطي لدوره معنى أكثر جدية في مسار العدوان على اليمن وهنا يبرز السؤال عن الاتجاه الذي سيتخذه بالنظر الى علاقة بريطانيا »العظمى« به والتي بكل تأكيد تتأرجح بعد ثلاثة اعوام بين مصالح النزعة الاستعمارية القديمة في اليمن والفوائد المالية المباشرة التي تجنيها من مملكة آل سعود في صفقات السلاح والتكلفة السياسية والاخلاقية الانسانية الناجمة عن بشاعة هذه الحرب العدوانية الوحشية والتي ظهرت تجلياتها الأولية في زيارة ابن سعود الصغير محمد سلمان، الى المملكة المتحدة والتي تجلت في فعالياتها كملهى لمأساة وجود السعودية واسرائيل في هذه المنطقة والتي كانت ومازالت الحرب على اليمن إحدى نتائجها وامتداداتها اليوم.
بالطبع.. مهمة مارتن جريفيث ليست كمهمة جمال بنعمر التي لم تكن مثل مهمة ولد الشيخ.. على الأقل جريفيث لن يكون تابعاً للسعودية ومسهلاً ومنفذاً لأجندة عدوانها على اليمن كما كان حال ولد الشيخ لكن هذا لا يعني بالضرورة أنه أفضل بل ربما أخطر منه وهذا ما ينبغي أن ينتبه اليه المفاوض الوطني الواقف في وجه العدوان على مدى ثلاث سنوات مفشلاً كل أجندته ومسقطاً كل رهانات حرب التحالف العدوانية البشعة والقذرة على شعب شبه أعزل في الميدان العسكري.. فلا يجب أن يحقق تحالف العدوان بالسياسة مالم يحققه بالحرب.
|