عبدالعزيز الهياجم -
❊ لم أتعرف شخصياً حتى الآن على الأستاذ أحمد عبيد بن دغر عضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام، ولكنني أحترمه كشخصية وطنية من العيار الثقيل، ولي قصة معه لم تكن مباشرة وترجع الى ما قبل عامين ونصف تقريباً وبعد عودته بأيام الى الوطن بعد أن أقام في الخارج منذ ما بعد أزمة وحرب صيف 1994م.
حيث أجرت معه صحيفة »26 سبتمبر« حواراً مميزاً قبيل العيد الوطني الخامس عشر وكان الحوار بمثابة قراءة ناضجة وصادقة مع النفس والوطن لتجربة 11 عاماً قضاها نازحاً وهو الذي كان قيادياً اشتراكياً بارزاً وأحد الذين شملتهم قائمة الستة عشر الشهيرة والتي صدر بحقها عفو رئاسي.
بن دغر قال ما مفاده أن التجربة أثبتت له أن المعارضة من الخارج غير مفيدة وتكون أحياناً مرتهنة للآخر.. ولأن المادة كانت على درجة كبيرة من الأهمية والوقت لم يسعفني للحصول على رقم هاتفه والتواصل معه فقد أخذت أبرز ما تضمنته المقابلة وأعدت نشره في صحيفة »الدستور« الأردنية، على اعتبار أنني كنت في ذلك منصفاً للرجل، وأيضاً بالنسبة لصحيفة »26 سبتمبر« كنت على ثقة أنهم سيدركون أن ما فعلته كان بدافع خدمة للمواقف الوطنية وتتجاوز مسألة الحق الصحفي.
وعندما نشرت المادة أعجبني موقف قيادة صحيفة »26 سبتمبر« والذي اعادوا نشر المادة باعتبارها حديثاً لـ»الدستور« الأردنية في ادراك عميق لأهمية ما فعلته.
^ المهم أنني رسمت حينها صورة وطنية مشرفة لـ»بن دغر« وأكبرت له تلك الرؤية والقناعة على اعتبار أنه لم يكن مرغماً على ذلك، ولو كان بقي خارج الوطن وركب موجة المتاجرة بالوطن ووحدته وقضاياه كان سيقبض من الأموال المدنسة أكبر بكثير من الراتب الذي صحل عليه في وطنه.
»بن دغر« الذي أحترمه لكونه ناضل في الماضي بقناعات وطنية عبر أيديولوجية معينة وحزب كان وفياً له حتى آخر لحظة.. أحترمه اليوم كثيراً لأنه كان أمام خيارين، إما أن يغير قناعاته الوطنية أو يغير الآلية والوسيلة التي يمكن بها أن يحقق قناعاته الوطنية ويناضل من أجل الوطن ووحدته.. فاختار أن يتمسك بقناعاته الوطنية ويغير الآلية.. وأعتبره أنا كما كان »خياراً« في الاشتراكي فهو اليوم »خياراً« في المؤتمر الشعبي العام، والمواقف التي يسجلها ليست كأي مواقف، فالذين لا يمكنهم أن يطعنوا في تاريخه النضالي لا يمكن لهم أن يطعنوا في نضاله الأكبر اليوم والذي يأتي في ظروف بالغة يواجه فيها الوطن هجمة شرسة تستهدف وحدته الوطنية وتلاحم جبهته الداخلية.