نجيب شجاع الدين - تضطر أحياناً الى كتابة الكلمات وكأنك تبصقها في وجه شخص ما.
قبل أيام التقيت أحد الاصدقاء بعد غياب سنوات.. قاسمته شعور السخط والغضب وكيف أن الاحوال المعيشية تبدلت بفعل الحرب في الداخل ومن الخارج على حد سواء..
صارت عملية طلب الرزق تعاند الجميع وكأنها تمر بمزاج سيئ.. الأمل في الله كبير.
وهكذا.. قد تبدو على درجة عالية من الحكمة مقولة »القرش الأبيض لليوم الأسود« لكنها يا صديقي فاحمة السواد طويلة تجاوزت الحرب العالمية الثانية في المدة والبشاعة..
وهكذا.. الحياة تجارب وأننا نحن »الجيل الملعون« لم يحقق شيئاً ولن يستطيع العيش كما كان يرجو وينتظر!!
وهكذا الى أن تدخَّل ثالث بالقول: أشتغل قاطع طريق اشرف لي، من الوقوف على عربية في الشارع!!
الحقيقة أن قوله لايزال يرن في رأسي مثل ايقاع البرع في زامل يوحي بالوثوق من فكرة النصر.
مادمنا في أوقات حرب توقع أي شيء في هذه البلاد.. بيد أن آخر ما يمكنه تصوره أن قطع الطريق وظيفة مربحة وذات قيمة وأشرف من كل وظيفة شريفة تخطر على بالك.
وانظر الى منحولك.. الكثيرون تبدلت قناعاتهم باستثنائك تبدو معاقاً ذهنياً أمامهم!!
أعجب ما يكون في هذه البلاد..
أن حياة الريف بدأت تنتقل وتفرض وجودها الطاغي على حياة المدينة.. ظلام، طرق مخربة، حطب، اطلاق رصاص، ألعاب نارية، تعتيم إعلامي مخيف الى درجة تصديق أن القتال الدائر في تلك المحافظة سببه صندوق ذهب وجد مدفوناً في مزرعة شيخ وأن الأهالي وجدوا ديناصوراً سقط من الجو ميتاً في القرية المجاورة.. قامت القيامة.. وأن الرئىس بوتين اتصل بترامب بعد قصف سوريا وقال له حرفياً: »لا راحت فأنا أمك«!!
الأمر ذاته ينطبق على سلوك الناس ابتداءً من مظاهر انتشار السلاح والمسلحين وسيارات بلا أرقام، وتقاطر النساء صباحاً في الحارات لجلب الماء من السبيل.. الخ.
يكفي.. اعتقد أن باقي المقال سب وشتم أُحاسَب عليهما قانوناً..
|