تحقيق - بليغ الحطابي : - لجأت معظم الاسر اليمنية لإيجاد حلول متنوعة لمواجهة ازمة انعدام الغاز المنزلي، ومن تلك الحلول،رغم اضرارها،"الاحتطاب" او شراء الحطب من الاسواق التي شهدت الايام الماضية ازدهارا واسعا.
وبدأ المواطنون يستخدمون الحطب في منازلهم وكذلك يستخدمه أصحاب المطاعم، بالرغم من ارتفاع أسعاره بنسبة 300 في المائة منذ بداية عدوان التحالف السعودي على اليمن في 26مارس2015م.. كما لجأت بعض الأسر إلى شراء السود (الفحم)، كمساعد وكبديل للغاز المنزلي،لاعداد الطعام لأطفالهم..
وانت تتجول في الاسواق وسط العاصمة صنعاء واطرافها تشاهد أكوام الأخشاب (الاحطاب) على الارصفة او على سيارات نقل كبيرة وصغيرة في شوارع وأزقة العاصمة، وتباع بأسعار متباينة، بحسب الأنواع والأحجام ومدى استمرارية كل نوع في الاشتعال. كما أصبحت عملية الاحتطاب (قطع الأشجار) مهنة جديدة لكثير من الرجال الذين كانوا يعانون من البطالة التي ازدادت نسبتها الى معدلات كارثية مع بداية العدوان على اليمن.
انتعاش الأسواق
وتقطع أشجار الوديان والسهول والجبال، وهو ما انعش سوق الحطب، حتى بات يبيعه التجار الذين كانوا يبيعون الغاز. وينقل هؤلاء الحطب من الأرياف إلى المدن التي تقلّ فيها الأشجار مثل العاصمة صنعاء.
اعتداء صارخ
ويمثل الاحتطاب بحسب الخبراء البيئيين، اعتداء جائراً.. ومع ظهور ازمة الغاز التي ضربت المحافظات التي تسيطر عليها حكومة الانقاذ تزايدت عمليات الاعتداء الجائر على الاشجار المعمرة والنافعة من قبل المحتطبين والتجار في مخالفة صريحة للانظمة والقوانين التي باتت مجمدة مع تجميد اعمال ومهام هيئة حماية البيئة..وكأن هذا الاعتداء لايهم احدا وليس مسؤولية احد..
اندفاعات كبيرة لهدم البيئة واجتثاث الاشجار..حيث باتت بعض الاماكن جرداء تعاني من التصحر وتنتهك حرمة المحميات والغابات لعدم وجود نصوص تعاقب من يتاجر بنتاج الغابات والحطب والفحم.
ويؤكد مختصون على ضرورة وضع ضوابط بفرض غرامات على المخالفين وذلك حفاظا على الغطاء النباتي الطبيعي،والحد من ظاهرة الاحتطاب التي اثرت على نمو الاشجار وحياتها.. يطالبون بوجود رقابة من قبل الجهات المختصة.
رأي بيئي
قد يرى معنيون أن ظروف العدوان المتعددة التي يعاني منها اليمنيون، اضطر الناس لممارسة وتجاوز المحاذير التي تضمنتها القوانين والانظمة الخاصة بحماية البيئة والتنوع النباتي والمحميات الطبيعية..لكنهم يؤكدون على ضرورة ضبط العملية وان يكون هناك موانع وضوابط لذلك..
ممارسات خاطئة
وتنعكس عمليات الاحتطاب واهدار الثروة النباتية سلبا على الدولة وصحة المواطن..فحجم الضرر،بحسب خبراء ومختصين بيئيين، ليس آنيا فقط بقدر ماهو مستقبلي قد يتجاوز حد الكارثة على مستقبل الابناء..
يقول بيئيون :في السابق لم تكن عملية الاحتطاب تشكل خطرا على البيئة كما هو الحال اليوم الذي اصبح لها مخاطر جمة على الغطاء النباتي،وتدميره كليا.وانقراض بعض الانواع النادرة من الاشجار وانجراف التربة وحدوث خلل في التوازن البيئي ما يخلق مردوداً سلبياً على الحياة الفطرية وارتفاع درجات الحرارة،وقلة خصوبة الارض وزيادة غاز ثاني اكسيد الكربون وغازات الاحتباس الحراري.
بينما يبرر مواطنون افعالهم بالقول:"لم يكن أمامنا سوى العودة إلى الأساليب التقليدية ،والتي مضى عليها نحو 60عاما منذ النظام الامامي البائد، بعدما ندر غاز الطهو المنزلي في كل المحافظات وبالذات الخاضعة لحكومة الانقاذ.
المشكلة هنا
وبحسب ما أفاد مسؤولون في مكتب الزراعة بأمانة العاصمة، بان السكان لجأوا لاحتطاب أشجار الزينة من الشوارع ،وكذا أشجار الجامعات والمنتزهات، بسبب انعدام مادة الغاز المنزلي.
لم يعد للمواطن اي مشكلة مع انعدام الغاز المنزلي بقدر ماهي مع توفير لقمة العيش وقيمة اسطوانة الغاز..مع عدم صرف رواتب الموظفين ومحدودي الدخل.
مسؤولية من؟
يرى اقتصاديون ان تدهور الاوضاع الاقتصادية للمواطن تتحمله حكومة الانقاذ التي تحملت مسؤولية البلاد وادارة شؤون المواطن.
ويقول مواطنون آخرون ان المشكلة في عدم حصول الموظف على راتبه لاكثر من "18" شهرا..وتضاعفت الاشكالية مع عدم قدرة المواطن على الحصول على قيمة اسطوانة الغاز في حال وجدت ،كما هو اليوم.
ويضيفون: انه حتى لو توافر الغاز فلا نملك النقود لشرائه نتيجة توقف الحياة الاقتصادية ودورانها بسبب عدم صرف الرواتب وبالذات في المحافظات الشمالية التي تُستهدف -ليل نهار- من قبل عدوان ظالم وحصار جائر يهدد بكارثة انسانية هي الأخطر عالمياً حسب منظمات حقوقية وإغاثية..
|