التقاه/رئيس التحرير - يعتقد بل ويجزم الكاتب الصحفي الكبير فيصل جلول أن أي حل تأتي به الأمم المتحدة بشأن اليمن سيكون مبنياً على قراراتها التي شرعنت للعدوان على اليمن..
مشيراً الى أن الوضع الراهن باليمن شديد التعقيد وأن الحلول العسكرية والسياسية غير متاحة على المستوى المنظور.
معللاً ذلك بكون المعتدي لم يتمكن من ترشيح نتائج عدوانه على الأرض ولأن حكومة صنعاء تواجه سياسياً العالم بأسره إلا اذا تمكنت من إلحاق أذى لا يستطيع المعتدي تحمل نتائجه.
جاء ذلك في حوار مقتضب أجرته معه »الميثاق« أكد خلال أن القضية اليمنية لم تعد قضية يمنية داخلية وإنما أصبحت قضية إقليمية وبالتالي فإن حلها لن يتم إلا عبر تدخل دولي داخلي.
ونوه الكاتب الصحفي فيصل جلول الى أن ما يعتمل حالياً من صراع في الساحل الغربي لن يحسم مصير الحرب وأن استمرار الصراع في هذه المنطقة سيندرج تدخلاً دولياً نظراً لحساسية باب المندب.
معرباً عن أسفه أن العرب باتوا لا يسيطرون على مضائقهم وغير قادرين على صيانة أمنهم وليس لديهم القدرة على أي قضية من قضاياهم وبأن الحلول تفرض عليهم من الخارج.
مشدداً على أن حل القضية اليمنية يفرضه ميزان القوى على الأرض بين العدوان ومقاومته.. والى حصيلة اللقاء..
< كيف تنظرون للمشهد اليمني الراهن؟
- الوضع الراهن في اليمن شديد التعقيد. الحل العسكري غير متاح في مدى منظور الحل السياسي غير متاح لان المعتدي لن يتمكن من ترسيخ نتائج عدوانه على الارض ولان حكومة صنعاء تواجه سياسيا العالم بأسره وعسكرياً تحالفاً دولياً فتاكاً وبالتالي ليست قادرة على وضع حد للعدوان الا اذا تمكنت من إلحاق اذى لا يستطيع المعتدي تحمل نتائجه.في هذا الوقت يخشى من ان يخلق المعتدي تغييرات في المناطق التي يحتلها وفرض وامر واقع على الارض يصعب تجاوزه من بعد.
< هناك جهود يبذلها المبعوث الدولي الجديد في نظركم الى اي مدى سيستطيع المندوب انجاز مهمته؟
- انا من الذين يعتقدون ان الامم المتحدة تقف في اليمن الى جانب المعتدي في القسم الاكبر من تقاريرها. اي حل تأتي به الامم المتحدة سيكون مبنيا على قراراتها التي شرعت الحرب على اليمن.لا تظنوا أن الامم المتحدة ستنصفكم في هذا الصراع ناهيك عن انها لم تتمكن يوما من حل صراع واحد في العالم وكي اكون دقيقا اقول انها لم تتمكن بنسبة 90٪.. يكون المبعوث الدولي مفيدا لليمن اذا كلفه المعتدي بإعداد صيغة لوقف حرب اليمن هو يريدها او تفرض عليه وما تبقى من عمل المبعوث الدولي هو عبارة عن اجراءات تقنية ثانوية لا اثر لها على مسار الحرب التي تحسم اولا واخير على الارض.
< وماذا عن الحوار بين اليمنيين؟
- القضية اليمنية لا تحل عبر حوار بين اليمنيين لانها ليست قضية داخلية هي قضية اقليمية وبالتالي حلها سيكون عبر تدخل دولي واقليمي لكن كما قلت في حال توصل المعتدي الى قناعة بان استمراره في الحرب ما عاد يحقق مصالحه في هذه الحالة سيطلب من اليمنيين الذين يتحالفون معه ان يجلسوا الى طاولة المفاوضات وان يوقعوا قرار انهاء الحرب وسيفعلون.
< تطورات الساحل الغربي؟
- نعم الصراع على السيطرة على الساحل الغربي يحتل اهمية كبيرة جدا وسيجعل حكومة صنعاء في موقع اصعب لكنه لن يحسم مصير الحرب ولن يفرض استسلاما على المقاومة اليمنية للعدوان الاقليمي والدولي.. لنتذكر ان الجمهوريين قاتلوا داخل صنعاء وكانت كل مناطق اليمن تحت سيطرة اعدائهم ومع ذلك انتصروا. الصراع على الساحل الغربي مهم جدا لكنه لا يقرر مصير الحرب على اليمن.
< الملاحة في البحر الاحمر..
- تعطيل الملاحة في البحر الاحمر سيستدرج بالضرورة تدخلا دوليا لان مضيق باب المندب ممر دولي وسيؤدي الى تعطيل قناة السويس التي لاقيمة لها بدون باب المندب وهنا اظن ان مصر لن تظل صامتة وقد ترسل جيشا الى اليمن ونفس الحال الامريكي وربما الروسي ايضا.. لا اظن ان تعطيل الملاحة هو لمصلحة الحكومة الوطنية اليمنية في صنعاء.
< الامن القومي العربي؟
- لو كانت الجامعة العربية قادرة على صيانة الامن القومي العربي لما اندلعت في الاصل حرب اليمن.. العرب مع الاسف لا يسيطرون على فضائهم وبالتالي هم غير قادرين على صيانة امنهم وفرض اولوياتهم.. هذا امر يحتاج الى التخلص اولا من التبعية.
< العرب وحل الازمة اليمنية؟
- حال العرب اليوم يدعو للرثاء.. لا اظن ابداً أن لديهم القدرة على حل اية قضية من قضاياهم المركزية.. الحلول تفرض عليهم من الخارج.. في الحالة اليمنية الحل يفرضه ميزان القوى على الارض بين العدوان ومقاوميه.
< المؤتمر الشعبي العام؟
- هناك محاولات لاستتباع المؤتمر الشعبي العام من كل الاطراف والاتجاهات. قيادة المؤتمر الراهنة في صنعاء تعمل في ظروف شديدة الصعوبة... انا اعتقد ان اعادة الاعتبار لدور المؤتمر في التحالف الصنعاني مسألة في غاية الاهمية وهذا لا يتم الا بالاتفاق على حل قضية ديسمبر الماضي بما يتيح اطلاق سراح ما تبقى من اسرة الرئيس الراحل علي عبدالله صالح وتوفير الشروط لدفن الرئيس الراحل بطريقة وطنية تليق بالحزب وتوافق تطلعات قسم كبير من ابناء الشعب اليمني.. ان طي صفحة ديسمبر بطريقة وطنية هي شرط لا غنى عنه لاعادة الاعتبار لدور المؤتمر في مقاومة العدوان وفي الشراكة الوطنية.
|