راسل القرشي - ما اعلنت عنه الحكومة المغربية الأسبوع الماضي عن عودة نحو 17 ألف مغربي من ليبيا وسوريا والعراق واليمن ومحاولتها ابعاد تهمة ارتباطهم بنوازع أيديولوجية يكشف عن تغطيتها على الإرهابيين المنتمين إلى بلادها وتبرئتهم من المشاركة في القتال مع الجماعات الإرهابية في البلدان الأربع المذكورة..
قد يكون هناك عالقون فشلوا في محاولة العودة إلى بلادهم ولكن تأكيد الوزير المنتدب لدى وزير الخارجية المكلف بشؤون المغاربة المقيمين في الخارج والهجرة عبدالكريم بنعتيق أن المغاربة الذين عادوا ليسوا بالضرورة مرتبطين بنوازع أيديولوجية يكشف ان هناك الكثير منهم كانوا على صلة بالجماعات الإرهابية وشاركوا في الأعمال القتالية الدائرة في تلك البلدان..
الوزير بنعتيق الذي كشف عن هذا العدد الكبير من الشباب المغاربة العائدين أمام مجلس النواب لم يتطرق في حديثه إلى مصير العائدين إلا أنه شدد في الوقت نفسه على تحصين الشباب المغاربة من التطرف..، وهذا تأكيد واضح أن معظم من عادوا كانوا على صلة بجماعات إرهابية وكان لهم دور في الأعمال الإرهابية التي تعلن عنها تنظيمات مثل "القاعدة" و"داعش" و"جبهة النصرة" وغيرها من الجماعات التي تدعمها دول العدوان في اليمن وسوريا والعراق وليبيا..!!
ما اعلن عنه الوزير المغربي اعاد إلى ذهني الدراسة الصادرة عن معهد إلكانو الملكي للأبحاث في إسبانيا وتضمنت أعداد المتطرفين "الإرهابيين" الذين تم تصديرهم من 12 دولة أوروبية للقتال مع الجماعات الإرهابية وفي مقدمتها "داعش" في كل من سوريا والعراق..؛ وبلدان أخرى..
تلك الدراسة أكدت أن الأعداد الكبيرة من اولئك الإرهابيين والمتطرفين كانوا من بلدان فرنسا وبريطانيا والمانيا وايضا من النمسا والسويد وهولندا وبلجيكا وغيرها من البلدان الأوروبية..!!
لتنضم الى تلك البلدان اليوم المغرب ؛ الأمر الذي يؤكد أن الإرهاب هو صنيعة غربية وتم ايجاده لتمرير سياسات البلدان الغربية في منطقة الشرق الأوسط وبما يصب في مصلحتها على اكثر من مستوى وفي اكثر من اتجاه..
تمثل هذه البلدان الأوروبية التي خرج من اراضيها ومن مواطنيها آلاف الإرهابيين - بحسب ادعاءات قيادات أنظمتها وتوجهاتها السياسية - الأكثر شراكة ومحاربة للإرهاب مع الولايات المتحدة الأمريكية ودول العالم ، وتبدو ملامح تلك الشراكة فيما يحدث في العراق وسوريا وبعض البلدان الأخرى ومنها اليمن..
كل تلك البلدان تذهب صوب اتهام دول أخرى بتخريج المتطرفين وتصدير الإرهابيين ، إضافة إلى رعاية الجماعات الإرهابية وتقديم الدعم المادي والعسكري والإعلامي لها ..
كما تذهب صوب الصاق تهمة الإرهاب بالإسلام والثقافة الإسلامية المولدة والمحرضة - كما يدعون- للتطرف والإرهاب ..، فيما الآلاف من المنتمين لهذه الجماعات هم من اصول اوروبية ، وتكشف العمليات الإرهابية التي تشهدها بلدانهم الأسماء الحقيقية لمنفذيها ومرتكبيها.. اضافة لهوياتهم الوطنية..!!
وفي تناقض غريب لما تدعيه حول محاربة الجماعات الإرهابية وشراكتها مع العالم في الحرب ضد الإرهاب ، تكشف المواقف السياسية لقيادات أنظمة هذه البلدان إزاء مايحدث في سوريا وليبيا واليمن عكس ما تدعيه..، حيث تؤكد دعمها لتلك الجماعات الإرهابية المنضوية تحت ما تسميه "المعارضة" أو "المقاومة" وتمدها بالأسلحة ، وتوفر لها التغطية الإعلامية..؛ كما تسارع إلى التبرير للجرائم التي ترتكبها بحق المدنيين والصاقها بالطرف الآخر المواجه لتلك الجماعات والمدافع عن سيادة بلده وكرامة أبناء شعبه..!!
فإن صح ماتدعيه قيادات انظمة تلك البلدان حول جديتها ومصداقيتها في محاربة الإرهاب والجماعات الإرهابية ليس في بلدانهم فحسب وإنما في مختلف أنحاء العالم فكيف سمحت حكوماتها بمغادرة هؤلاء منذ البداية ولم تعمل على تتبعهم ومعرفة توجهاتهم ومن ثم حجزهم بصفتهم إرهابيين أو متطرفين ويمثلون خطرا حقيقيا على بلدانها أولا والعالم ثانيا ؟!!
وأين هي وكالات الأمن والاستخبارات في دول أوروبا المعروفة بكفاءتها في رصد وتتبع كافة المخاطر التي تواجهها وفي المقدمة منها الجماعات الإرهابية - أين هي من هؤلاء العائدين ولماذا لم تقم باعتقالهم لحظة عودتهم إلى بلدانهم ؟!! ..
مع مرور كل يوم تتكشف حقيقة الإرهاب والإرهابيين وتؤكد إن الإرهاب ليس فقط ورقة تستخدمها حكومات هذه البلدان وغيرها لتنفيذ أهدافها وتوجهاتها المصلحية في عديد بلدان وفي المقدمة منها العربية والإسلامية غير المستقرة نتيجة الحروب والصراعات التي تشهدها منذ سنوات وإنما أيضا هي من أوجدتها بمشاركة رئيسية من أنظمة عربية نجدها الداعمة الرئيسية لكل ما يحدث ويجري في المنطقة..!!
|