موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الحديدة.. إصابة طفل بانفجار في الدريهمي - وحدة الصف الوطني.. الحصن المنيع لمواجهة المشاريع الاستعمارية - 43846 شهيداً منذ بدء العدوان على غزة - 6364 مهاجر أفريقي وصلوا اليمن في شهر - الرئيس/ علي ناصر يعزّي بوفاة النائب البرلماني الدكتور عبدالباري دغيش - تدشين خطة الانتشار الإسعافي على الطرق السريعة - النواب يجدد الثقة بالإجماع لهيئة رئاسته لفترة قادمة - صنعاء: انطلاق حملة للتبرع لمرضى الثلاسيميا - ارتفاع عدد شهداء غزة إلى 43 ألفاً و799 - مع غزة ولبنان.. مسيرة مليونية بصنعاء -
مقالات
الميثاق نت -

الإثنين, 14-مايو-2018
عبدالرحمن‮ ‬مراد -
من خاصيتين اثنتين هما الثبوت الخلافي (السلطوي)، والفكر الثوري، تكوّن تأريخنا، وهو ممتد في كل التجارب وبنفس النسق الذي كان عليه، وما يحدث اليوم من صراع يحمل ذات السمات، فالماضي يناوش بثبوته، والمستقبل يحاول تحقيق وجوده، فالثبوت والتحول تلاقيا من جديد، فتحرك جانب بين آتٍ لا يأتي لقلة وسائل صنعه، وبين ماضٍ لا يرجع لانعدام الحياة فيه، وإن دلّتْ عليه أصوات وأصداء الغد..، فالعملان مجرد حركة هزيلة في فراغ، لأن الماضي لا يرجع، والآتي لم تتهيأ مُهود ميلاده، فالجانب الثبوتي يعجز عن إرجاع الامس، ذلك أن إعادة أي موروث تقتضي وجود كل ظروفه، وكل ملابساته، وكل المناخات التي غذته، كما أن دخول الغد يستدعي جِدّة نفوس الداخلين فيه وقدرة تجديده، وتجديد نفوسهم معه، حتى لا يصبح ماضياً، ومن هنا تدل الظواهر والاعمال على أن مجتمعنا إلى الآن يتحرك بين زمن مستحيل الرجوع، وبين آتٍ غير ممكن الإتيان إلى الآن، هذا ما تنبئ عنه دلائل اليوم - وإن كان لكل يوم دلالة - إلا ان الآتي ممكن الميلاد، كما أن الماضي مستحيل الانبعاث، لأن لكل زمن عملاً، وحيوية كل عمل أن تدفعه أفكار حياتية وتقوده أفكار حياتية، ويولي اهتماماً مضاعفاً بالقدرات الذهنية والإبداعية والابتكارية لأنها هي من تصنع الافكار الحياتية وتقودها، فالهوية الثقافية اليمنية محرومة من الفلسفة، وإن كانت قامت على اصول مختلفة من الفكر، إلا أنها في ملامحها العامة تشكلت من النزوع الديني والحس الوطني، ومحاولة المزج بين ما كان وبين ما جدّ على‮ ‬العصر‮.. ‬والملاحظ‮ ‬أن‮ ‬غموض‮ ‬المرحلة‮ ‬زاد‮ ‬من‮ ‬غموض‮ ‬الفكرة،‮ ‬غير‮ ‬أن‮ ‬مكوناتها‮ ‬الاولى‮ ‬تصلح‮ ‬أساساً‮ ‬لأنها‮ ‬بذرة‮ ‬حية‮ ‬قابلة‮ ‬للنمو،‮ ‬‭ ‬ولأن‮ ‬نشأتها‮ ‬واكبت‮ ‬الشكل‮ ‬الاجتماعي‮ ‬البطيئ‮ ‬الحركة‮. ‬
ونحن ندرك اليوم أن العالم أصبح قرية صغيرة لابد أن نتلقى أفكاراً ونعطي أفكاراً، لان من يعرف يحب المعرفة في غيره، والمهم حسن الاختيار، وبعد حسن الاختيار حسن الاستخدام، والمهم أن نكتشف على ضوء الفكر مكامن قوتنا ومواطن ضعفنا، وبمعرفتنا نفوسنا نعرف من أين نبدأ‮ ‬وكيف؟‮ ‬فالواقع‮ ‬يتحرك‮ ‬من‮ ‬حولنا‮ ‬ومن‮ ‬تحتنا،‮ ‬‭ ‬ولا‮ ‬نقدر‮ ‬على‮ ‬تسييره‮ ‬إلا‮ ‬بالفكر‮ ‬المثقف‮ ‬والاستزادة‮ ‬من‮ ‬التثقف‮ ‬والتفكير،‮ ‬لأن‮ ‬الواقع‮ ‬لا‮ ‬يبدو‮ ‬في‮ ‬أحلامنا‮ ‬وإنما‮ ‬يتحرك‮ ‬من‮ ‬خارجنا‮ ‬ويمتد‮ ‬منه‮ ‬إلينا‮ .‬
ولعل‮ ‬الواقع‮ ‬أخصب‮ ‬مادة‮ ‬للفكر،‮ ‬‭ ‬لأن‮ ‬للفكر‮ ‬موارد‮ ‬كما‮ ‬له‮ ‬منابع،‮ ‬‭ ‬و‮ ‬ليست‮ ‬المعرفة‮ ‬الفكرية‮ ‬مقصورة‮ ‬على‮ ‬الكتب‮ ‬ومناهج‮ ‬الدراسة‮ ‬وإنما‮ ‬كل‮ ‬قضية‮ ‬وكل‮ ‬شيء‮ ‬يعطي‮ ‬فكرةً‮ ‬ويلهم‮ ‬رأياً‮ .‬
ومن يحب أن يعرف نفسه يعرفها من تجارب غيره ومن وقائع تجربته، فوراءنا طريق طويل من التجارب المعاصرة، فإذا كان الماضي من العصر قد هجم علينا قبل الاستعداد له، فإن علينا أن نواجه الحاضر بنفس روح العصر وآلاته، فطول احتمائنا بالماضي أو حفاظنا على الحاضر لا يدفعان‮ ‬عنا‮ ‬هجوم‮ ‬الغد،‮ ‬ولكي‮ ‬لا‮ ‬يهاجمنا‮ ‬الغد‮ ‬كالأمس‮ ‬علينا‮ ‬أن‮ ‬نهاجم‮ ‬الغد‮ ‬من‮ ‬اوسع‮ ‬أبوابه،‮ ‬‭ ‬لان‮ ‬أمسنا‮ ‬من‮ ‬صنع‮ ‬غيرنا‮ ‬أما‮ ‬الغد‮ ‬فهو‮ ‬من‮ ‬صُنعنا‮ . ‬
كما دلت التجارب على أن الصالح العام هو أضمن الوسائل وأنجحها للكل من أجل الكل، والمهم أن الاستحالة والامكانية تتفاوت بتفاوت شعوب وأفراد، إلا أن تجارب البشر للبشر كضوء الشمس للجميع، فيبدو أن المستحيل يصبح غير مستحيل بتوالي التجارب وفهم النجاح والفشل.
ولان‮ ‬الزمان‮ ‬حركة‮ ‬فهو‮ ‬تبدل،‮ ‬ولأن‮ ‬التبدل‮ ‬تطور‮ ‬وزيادة‮ ‬فمفروض‮ ‬على‮ ‬الخلف‮ ‬التفوق‮ ‬على‮ ‬السلف،‮ ‬لأنه‮ ‬يملك‮ ‬تجارب‮ ‬من‮ ‬قبله‮ ‬وخصائصه‮ ‬الذاتية‮ .‬
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
في زيارتي للوطن.. انطباعات عن صمود واصطفاف ملحمي
اياد فاضل*

هم ونحن ..!!
د. عبد الوهاب الروحاني

اليمن يُغيّر مفهوم القوة
أحمد الزبيري

مسلمون قبل نزول القرآن الكريم.. فقه أهل اليمن القديم
الباحث/ عبدالله محسن

الأقلام الحُرة تنقل أوجاع الناس
عبدالسلام الدباء *

30 نوفمبر عيد الاستقلال المجيد: معنى ومفهوم الاستقلال الحقيقي
عبدالله صالح الحاج

دماء العرب.. وديمقراطية الغرب؟!
طه العامري

ترامب – نتنياهو ما المتوقَّع من هذه العلاقة؟!
ليلى نقولا*

أين هو الغرب من الأطفال الفلسطينيين السجناء وهو يتشدَّق دوماً بحقّ الطفل؟
بثينة شعبان*

صراع النملة مع الإنسان ولا توجد فرص أخرى للانتصار!!
د. أيوب الحمادي

دغيش.. البرلماني الذي انتصر للوحدة حتى المَنِـيـَّة
خالد قيرمان

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)