موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


189 صحفياً فلسطينياً استشهدوا في غزة - أبو عبيدة يعلن مقتل أسيرة في شمال غزة - زوارق حربية إماراتية في ساحل حضرموت - ارتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 44176 - 17 شهيداً في قصف إسرائيلي على غزة - مجلس النواب يدين الفيتو الأمريكي - المستشار الغفاري يبارك نجاح بطولة العالم للفنون القتالية بمشاركة اليمن - الحديدة.. إصابة طفل بانفجار في الدريهمي - وحدة الصف الوطني.. الحصن المنيع لمواجهة المشاريع الاستعمارية - 43846 شهيداً منذ بدء العدوان على غزة -
مقالات
الإثنين, 24-ديسمبر-2007
الميثاق نت -  نزار خضير العبادي -
منذ فترة قريبة كنا نتحدث بانبهار عن النعجة المستنسخة «دالي» ، وفاتنا أن ندرك أننا جيل مهووس بثقافة الاستنساخ ، بدءاً من فوازير نيللي، ثم أغاني الفيديو كليب،وانتهاءً بأي ممارسة ديمقراطية لدى الآخرين..
قد تحكم على صديقك بأنه مثقف،وفاهم لمجرد أنه ينصحك أن تستنسخ أي ورقة قبل تقديمها لأي جهة رسمية وكلما وقع مسئول توقيعاً عليك أن تستنسخ الورقة مجدداً..فأينما تذهب هناك مَنْ لايكلف نفسه العودة إلى أرشيف الأولويات لأنه واثق أنك تحتفظ بصور مستنسخة من المعاملة..
العقلية البشرية لهذا الزمان لم تعد تهتم لمحاولة الابتكار...فالكل ينتظر من يغامر في عمل شيء ليقلده إذا أثبت نجاحه..فما إن يفتح أحدهم مطعماً للبروست في صنعاء حتى تجد عشرات آخرين فتحوا مطاعم بروست وبنفس التصميم، والألوان،والديكور..حتى على مستوى التسول كان لظهور امرأة على أحد أرصفة العاصمة وأمامها طفلان نائمان فاتحة لإغراق بقية الأرصفة بمتسولات تضع كل واحدة منهن أمامها طفلين..
وفي عالم السياسة الكثير من المفارقات الظريفة لثقافة الاستنساخ التي لم تعد تحاكي بعضها بالمنظمات والمسيرات وأسلوب إعداد المهرجانات،والأشرطة الغنائية الانتخابية بل تجاوزتها إلى استنساخ نفس الألفاظ والتعابير في الخطاب السياسي..فتجد السياسي والناشط في منظمة ،والصحافي كلهم يكررون نفس الكلمة حتى وإن كان أغلبهم لايفهم معناها الدقيق.
الملاحظ أن حياتنا اليومية أصبحت تكرر نفسها كل صباح ومساء ،وكل عام..ولو حاولنا تدوين ممارساتنا في عيد الأضحى الحالي،سنكتشف أنها بالضبط نفس مفردات عيد العام الماضي والذي قبله وقبله..الخ..إلى الدرجة التي بإمكاننا التكهن حتى ببرامج الفضائية اليمنية والفضائيات العربية وبأدق تفاصيلها ومواعيد بث برامجها،وأسماء مقدميها..فهناك تعبئة اعلامية ـ غير مقصودة ـ باتجاه ترسيخ ثقافة الاستنساخ في نفوسنا،ليتحول كل تغيير إلى شذوذ ونشاز..
لاشك أن مبعث ثقافة الاستنساخ عائد إلى حالة الجمود الثقافي الابداعي الذي تعيشه مجتمعاتنا العربية ،وهو أمر نحمل مسئوليته النخب الثقافية والفكرية والفنية التي أدمنت على الأخذ بماهو متاح وعدم تكليف النفوس عناء الابتكار والتطوير والتغيير..وهذا يحدث إما لأنها نخب شغلتها مصالحها الشخصية،وإما لكونها مغلقة على أطر محددة وتخاف تجاوزها لضعف ثقتها بنفسها،وإما لكونها نخب زائفة وصلت إلى مراكز الثقافة والرأي بطرق غير مشروعة ،وعلى حساب استحقاقات الآخرين.
ومع أن السبب قد يكون العوامل السابقة مجتمعة ،إلا أننا نعود لنسأل :ياترى أين النخب الحقيقية المخلصة؟ولماذا لاتحاول جادة لإخراج المجتمع من الأطر الروتينية المملة التي تستنسخ حتى أخطاءها وتتوارثها جيلاً بعد جيل ..!؟ ولماذا أذابت ذاتها في التكوينات المستحدثة ولم تسع إلى الاستقلال بكيانها الأصيل بهدف تقديم النموذج الآخر للعمل الابداعي والانجاز الوطني المخلص!؟فالوضع الذي هي فيه اليوم يمثل حالة استسلام مقيتة وتخلياً لامسئولاً عن المبادئ التي تحملها بوصفها أدوات التغيير والتصحيح في المجتمع..
أعتقد أننا بوضعنا الحالي المغرم بثقافة الاستنساخ نكرس التخلف والجهل والجمود في حياة المجتمع..ومطلوب من الجميع الانتقال إلى آلية المبادرات الجديدة حتى إن كان يرى فيها بعض المغامرة،لأن كل بداية جديدة تعد مغامرة طالما لم تسبقها تجربة ناجحة..فلنغامر ونبتكر الجديد بلا خوف لأننا لانستحق البقاء كآلات استنساخ لأفعال الآخرين..!
عن "الجمهورية"
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
في زيارتي للوطن.. انطباعات عن صمود واصطفاف ملحمي
اياد فاضل*

هم ونحن ..!!
د. عبد الوهاب الروحاني

اليمن يُغيّر مفهوم القوة
أحمد الزبيري

مسلمون قبل نزول القرآن الكريم.. فقه أهل اليمن القديم
الباحث/ عبدالله محسن

الأقلام الحُرة تنقل أوجاع الناس
عبدالسلام الدباء *

30 نوفمبر عيد الاستقلال المجيد: معنى ومفهوم الاستقلال الحقيقي
عبدالله صالح الحاج

دماء العرب.. وديمقراطية الغرب؟!
طه العامري

ترامب – نتنياهو ما المتوقَّع من هذه العلاقة؟!
ليلى نقولا*

أين هو الغرب من الأطفال الفلسطينيين السجناء وهو يتشدَّق دوماً بحقّ الطفل؟
بثينة شعبان*

صراع النملة مع الإنسان ولا توجد فرص أخرى للانتصار!!
د. أيوب الحمادي

دغيش.. البرلماني الذي انتصر للوحدة حتى المَنِـيـَّة
خالد قيرمان

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)