موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


صنعاء.. صدور قانون مرتبات موظفي الدولة - صنعاء: موقفنا واضح بشأن خارطة الطريق - البرد القارس يقض مضاجعهم ويزيد معاناتهم ..نازحون ومشردون يواجهون الشتاء - صنعاء تستهدف هدفاً عسكرياً للعدو الإسرائيلي - حصيلة شهداء غزة تتخطى الـ45 ألفاً - إحالة متهمين في قضايا فساد إلى النيابة - اجتماع طارئ في صنعاء.. الداخلية: اليمن يمر بمرحلة خطيرة - لبوزة يعزي بوفاة المناضل فضل اليافعي - لجنة الأقصى تدعو لخروج مليوني الجمعة - الرهوي يدعو أبناء حضرموت لطرد الاحتلال -
تحقيقات
الميثاق نت -

الأربعاء, 04-يوليو-2018
الميثاق نت: -
مع اشتداد المعارك في مدينة الحديدة وإصرار آلة العدوان على استهداف المدنيين ومقوماتهم المعيشية اضطر العديد من السكان للنزوح ومغادرة منازلهم باتجاه مناطق أكثر أمناً من بينها العاصمة صنعاء ومحافظات أخرى في ظل ظروف معيشية وإنسانية صعبة الأمر الذي حدا بالحكومة اليمنية لفتح مراكز الايواء خصوصاً المدارس التي يتم فيها استيعاب الكثير منهم حيث دعت السلطات في صنعاء المنظمات الدولية الى سرعة تقديم العون للنازحين وتحمل مسئولياتها تجاه النازحين والتخفيف من معاناتهم عبر ما تقدمه برامجها الاغاثية.. وبحسب تصريحات رسمية فقد تم‮ ‬منح‮ ‬تسعة‮ ‬آلاف‮ ‬تصريح‮ ‬عمل‮ ‬لموظفي‮ ‬الأمم‮ ‬المتحدة‮ ‬والمنظمات‮ ‬الدولية‮ ‬ومع‮ ‬بداية‮ ‬العام‮ ‬الحالي‮ ‬بحسب‮ ‬المصدر‮ ‬فقد‮ ‬تم‮ ‬التصريح‮ ‬لمرور‮ ‬16‮ ‬ألفاً‮ ‬و711‮ ‬مركبة‮ ‬ووسيلة‮ ‬نقل‮ ‬تابعة‮ ‬للأمم‮ ‬المتحدة‮ ‬والمنظمات‮ ‬الدولية‮.‬

تحذيرات‮ ‬متكررة
الأمم المتحدة كانت قد حذرت في وقت سابق من كارثة إنسانية في اليمن والحديدة تحديداً.. الاتحاد الأوروبي بدوره حذر من أن الهجوم على ميناء الحديدة سيؤدي الى عواقب مدمرة للسكان المدنيين مشيراً في بيان صادر عنه الى أن الهجوم على هذا المرفأ الحيوي والذي يتم فيه استقبال وتفريغ المواد الاغاثية سيكون كارثة وان استمرار الحرب سيؤدي الى مزيد من التدهور في الوضع الانساني الكارثي اصلاً في البلاد.. »الميثاق« رصدت معاناة النازحين واستمعت لشهاداتهم حول الظروف القاسية التي يكابدونها وكذلك مع المعنيين بالأمر.

وجوه‮ ‬شاحبة
الصحيفة نزلت الى منطقة عصر في العاصمة صنعاء والتي يتواجد فيها النازحون حيث تم فتح مدرستين متجاورتين هما مدرسة حفصه ومدرسة أبوبكر التي اكتضت بهم من حيث تسجيلهم في كشوفات وأن يتم حصرهم على أن توزع المساعدات لاحقاً أو ايوائهم وكان البعض منهم في حالة يرثى لها،‮ ‬الوجوه‮ ‬الشاحبة‮ ‬تلك‮ ‬كانت‮ ‬تخفي‮ ‬الكثير‮ ‬لتقوله‮.. ‬اقتربنا‮ ‬من‮ ‬إحدى‮ ‬النازحات‮ ‬وهي‮ ‬متأبطة‮ ‬ولدها‮ ‬الذي‮ ‬يبلغ‮ ‬من‮ ‬العمر‮ ‬12‮ ‬سنة‮ ‬وطلبنا‮ ‬منها‮ ‬أن‮ ‬تسرد‮ ‬لنا‮ ‬أوضاعها‮ ‬منذ‮ ‬وصولها‮ ‬صنعاء‮ ‬وبعدها‮..‬

ألفة‮ ‬المكان
تحدثت وردة جودة والتي تناهز الـ65 من عمرها بقلق لتقول: تركنا كل شيء خلفنا حتى زوجي آثر البقاء هناك في المنزل خوفاً عليه من السرقة وأنا جئت الى هنا مع 7 بنات و3 أولاد في منزل صغير لأحد أقاربنا ولا نعرف الى متى سوف نظل هنا نحن نشعر بالحرج كثيراً.. لا استطيع أن أتحمل هذا خلقت وتربيت في الحديدة وأشعر لأول مرة أنني غريبة.. المكان جزء من حياتي وقلبي وكذلك أولادي هناك.. وتستطرد الحجة وردة: أتمنى أن تتوقف الحرب بسرعة حتى نعود وحسبنا الله ونعم الوكيل..

آثار‮ ‬الحرب
لا أحد يحب الحرب ولا أحد يستطيع وصف آثارها وتداعياتها الاقتصادية والنفسية فهي تطال كل شيء وتظل جراحها غائرة وتحتاج لوقت طويل لتندمل.. إنها حرب مفروضة على شعب يريد الكرامة غير أن هناك من لا يريد ذلك ويريد أن تستمر هذه المأساة.. بلهجته التهامية يتساءل علي حسين: ما فعلنا؟ آمنين في بيوتنا ونطلب الله بما قسمه الله لنا وراضين.. ويضيف: محد كان يتصور أن نكون جالسين في الشارع.. أما عدنان محمد فكان له رأي آخر ويبدو أن الظروف ساعدته كثيراً فيقول: بالنسبة لي كل شيء تمام بس ظروف النازحين صعبة والزحمة هنا نتيجة الاقبال الشديد‮ ‬على‮ ‬طلب‮ ‬المساعدات‮ ‬الغذائية‮ ‬التي‮ ‬يكون‮ ‬النازح‮ ‬في‮ ‬أمس‮ ‬الحاجة‮ ‬لها‮ ‬وكذلك‮ ‬البعض‮ ‬يشتي‮ ‬يسجل‮ ‬وهو‮ ‬مش‮ ‬نازح‮ ‬ويعمل‮ ‬زحمة‮.‬

مرارة‮ ‬ومعاناة
يتحدث سمير الحجوري متذمراً بالقول: والله خرجنا مافيش معانا حتى بطانية يالله ننجو بأنفسنا وأهم شيء يواجه النازح السكن، وهو من الأشياء الأساسية خصوصاً اذا كان معك عوائل.. الناس جالسة في الشوارع فين تروح والله إنها كارثة حلت على الكل..
يتدخل‮ ‬أحدهم‮ ‬ويدعى‮ ‬محمد‮: ‬حتى‮ ‬أصحاب‮ ‬البيوت‮ ‬استغلوها‮ ‬فرصة‮ ‬ورفعوا‮ ‬الايجارات‮.. ‬هناك‮ ‬استغلال‮ ‬وجشع‮ ‬لظروف‮ ‬الناس‮ ‬بالله‮ ‬عليكم‮ ‬في‮ ‬أحد‮ ‬يستأجر‮ ‬وهو‮ ‬نازح‮ ‬بتلك‮ ‬المبالغ‮ ‬التي‮ ‬يريدونها‮ ‬والله‮ ‬هذا‮ ‬ظلم‮.‬

مواقف‮ ‬شجاعة
لكن درويش فرج كان له رأي آخر إذ يشكر كل من تعاون معه ويقول إن الدنيا مازالت بخير والمتعاونون كثر والمعدن الأصيل لا يبان إلا وقت الشدائد، ويقول شارحاً ظروفه: أثناء نزوحنا تعطلت السيارة التي تقلنا الى صنعاء وأخذ ذلك وقتاً طويلاً.. نحن هنا 5 أسر ظللنا في الشارع حتى تكرم أحدهم وفتح لنا هذين المحلين اللذين تراهما أمامك حيث وضعنا الأسر في الأول، والثاني جلسنا فيه مع بعض حاجاتنا ولدي ابن كفيف وآخرون يريدون أداء الامتحانات ولا يوجد معهم كتب وقد تم تسجيلنا في كشوفات النازحين وننتظر استلام المعونة.
لم نكد ننتهي من سماع المواطن التهامي حتى اقتربت مني 3 نساء في أعمار متوسطة وباشرننا فوراً بالحديث عن ظروفهن الصعبة مطالبات الجهات المختصة بالتخفيف من معاناتهن.. وقالت إحداهن احنا جالسات مع عيالنا في شارع الثلاثين مع ناس غرب »تقصد غرباء« خلونا نجلس معهن والواحد منا من عيالنا ما يقدر يتحرك كثر الله خيرهم بس فين نروح وقدحنا مستحين منهم لأن ظروفهم صعبة ونحن ثقلنا عليهم نشتي الحكومة توفر لنا مساكن وتعمل لنا حلاً.. تركنا بيوتنا وحالنا ومالنا وهربنا من الحرب.

تزايد‮ ‬النازحين
الاستاذ منصور البدجي -عضو لجنة الاغاثة تحدث قائلاً: في الحقيقة أعداد النازحين من مدينة الحديدة في تزايد ووفق الاحصاءات الأولية فقد بلغ عددهم 6 آلاف نازح والعدد مرشح للزيادة والامكانات لدينا شحيحة.. هناك تعقيد قد يجده النازح في تسجيل بياناته وكذلك تمحيص بسبب وجود مخالفات، حيث يطلب منهم مثلاً رقم تلفون عاقل الحارة واسمه بعضهم لا يعرف الرقم بل ولا حتى اسمه بسبب ان هناك من هم في صنعاء مستقرون فيها من ابناء الحديدة يريدون تسجيل اسمائهم وهم ليسوا نازحين هم مقيمون وبعضهم عن قصد وآخرون بدون قصد لذلك نضطر للتمحيص لنتأكد‮ ‬من‮ ‬أنه‮ ‬نازح‮ ‬لأنه‮ ‬بعضهم‮ ‬يكون‮ ‬لديه‮ ‬بطاقة‮ ‬شخصية‮ ‬صادرة‮ ‬من‮ ‬الحديدة‮ ‬وكذلك‮ ‬زوجته‮ ‬لكنه‮ ‬مقيم‮ ‬في‮ ‬صنعاء‮ ‬وليس‮ ‬نازحاً،‮ ‬الأمر‮ ‬الذي‮ ‬يحرم‮ ‬المستفيدين‮ ‬الحقيقيين‮ ‬من‮ ‬المساعدة‮.‬

الطلاب‮ ‬النازحون
وعن الطلاب النازحين الذي قد يحرمون من أداء امتحاناتهم وكيفية التعامل معهم قال البدجي: طبعاً هذه مشكلة لأن بعضهم ترك رقم جلوسه وكتبه ومتعلقاته ونزح لذلك قمنا بحل وسط حيث يقوم الطالب بتسليم 4 صور شخصية وتعبئة استمارة خاصة به ليسمح له بدخول الاختبار في المديرية‮ ‬التي‮ ‬هو‮ ‬نازح‮ ‬فيها‮ ‬ليتم‮ ‬بعدها‮ ‬مطابقة‮ ‬بياناته‮ ‬لاحقاً‮ ‬والتأكد‮ ‬منها‮ ‬المهم‮ ‬ألا‮ ‬يحرم‮ ‬ابناؤنا‮ ‬الطلاب‮ ‬من‮ ‬أداء‮ ‬امتحانهم‮.‬

نداء‮ ‬استغاثة
وعن الدور الذي تقوم به المنظمات الدولية والحكومة في مساعدة النازحين يقول: يتم تسجيل النازحين لكن البعض بدون سكن ولا مأوى ولا توجد مراكز ايوائية لاستيعابهم.. بالطبع المنظمات الإنسانية مرتبط عملها بالهيئة الوطنية للنازحين ولا تتم صرف هذه المساعدات إلا عبرها لكن حتى هذه اللحظة لا شيء يقدم، حيث مر أكثر من أسبوع منذ بداية النزوح وليس هناك إلا زيارات من قبل المسئولين في الحكومة الى النازحين لكن لا توجد حلول ومعالجات مقدمة.. وأنا هنا عبر صحيفتكم أناشد الجمعيات الخيرية والمنظمات المهتمة بالوضع الانساني في اليمن بتقديم‮ ‬المساعدة‮ ‬للنازحين‮ ‬دون‮ ‬إبطاء‮ ‬بما‮ ‬يخفف‮ ‬من‮ ‬معاناتهم‮.‬
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "تحقيقات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
30 نوفمبر.. عنوان الكرامة والوحدة
بقلم/ صادق بن أمين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
سوريا .. قصة لم تنتهِ..!!
د. عبدالوهاب الروحاني

صادق الوعد
توفيق الشرعبي

الوطن العربي والمنطقة في دائرة الخطر بعد سقوط سوريا
أحمد عبدالرحمن

أُمُّ النَّـكَبات
جميل الجعدبي

قلعة العرب الأخيرة
أحمد الزبيري

الزلزال السوري
علي ناصر محمد *

زيد أبو علي
محمد الدلواني

أيهما أثمن.. الحرية أم الوطن ؟!
عبد السلام الدباء

استراتيجيات الأطماع "الصهيو-أمريكية" المدمرة.. تفكيك الدول العربية واحتلالها
عبدالله صالح الحاج

المخطط الغربي للحرب العالمية الثالثة
سعيد مسعود عوض الجريري*

ما يجري أوسع وأكثر رعباً مما تنقله عدسات الجزيرة وأخواتها عن سوريا ما بعد الأسد !!
محمد محمد المقالح

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)