مطهر الاشموري - النظام السعودي يعرف تماماً ان معسكر عمران المعروف منذ تواجد الأتراك بـ(القشله) يحقق هدف إرعاب سكان عمران كون المعسكر بات وسط المدينة.
اما القصف لإدارة الأمن او مكتب الاتصالات فهو إرهاب وجرائم حرب، ولكن كل ذلك لم يعد يوصل الرسالة التي يريد النظام السعودي إيصالها بعد دفعة الصواريخ التي استهدفت الرياض فهو بكل عنوة وعمد وبسقف إصرار أراد استهداف المدنيين لإيصال رسالته التي مفادها أن اي استهداف لأهداف عسكرية سعودية بالصواريخ اليمنية سيكون الرد بإبادة اليمنيين وقصف المدن.
وهو لذلك لم يكن يحتاج إلا لاستهداف أقرب حارة مكتظه بالسكان شعبياً والمسافة بين المنزل او المنازل التي استهدفت بالمباشرة وبين الاتصالات قرابة خمسين متراً قد تزداد او تنقص قليلاً.
هكذا وبكل بساطه مزق الأطفال والنساء إلى أشلاء والأسرة التي فقدت ثمانية من أفرادها اعرفهم حق المعرفة وتربطني بها صلة قرابة بل وظللت اقوم بواجب الزيارة في الاعياد او غيرها للعمة (فاطمة) وكم ترددت من الشهداء وعلى رأسهم عادل وصدام مفردة (يا خال) وكم كان ذلك يسعدني!
لقد كنت اركن سيارتي في تلك المساحه البسيطه جوار الأتصالات او البريد لأن الشارع في تلك الحارة ضيق جداً والكثافة السكانية فوق التصور او التصوير والدخول بسيارة مغامرة غير محمودة العواقب فيما النظام السعودي طالها واستهدفها بكل عمد بأحدث صواريخه المدمره والفتاكة!
ومع ذلك فالنظام السعودي سيظل يردد في أبواقه وآليته الإعلامية بأُجرائها ومأجوريها انه يلتزم بقواعد الاشتباك وبحماية المدنيين .
صدقوني أن النظام السعودي يعرف انه لم يعد في هذا العالم من يصدقه ولكنه يثق في صدق وتصديق امواله ليشتري العالم كإعلام وأنظمة ومنظمات فيتم تزييف الحقائق كما يريد واختلاق وفبركة حقائق لخدمته.. وإذا تابعتم نقداً او تنديداً بالنظام السعودي من انظمة ومنظمات من " إياهم " فذلك فقط لذر الرماد على العيون وليقولوا لنا بأننا نعيش في العالم الحر الذي بشرت به أمريكا وأن في هذا العالم حرية للوصول الى نتيجة او استنتاج أن امريكا زعيمة العالم وهذه هي كذبة العصر الموازية او المتوازية مع "صفقة العصر " (القرن) فيما الواقع يقول إن العدوان على اليمن وجرائم العدوان في اليمن هو المطلوب أمريكيا لتظفر أمريكا بمجمل او معظم حلب وحليب العصر .
اشترك جيلان في ملحمة وقصة كفاح او نضال مر ومرير من أجل الوصول إلى هذا المنزل المتواضع وفي هذا الحي المتواضع ، ولكن النظام السعودي لم يكتف بتدمير المنزل كمحصلة لنضال وكفاح جيلين بل اباد وأفنى الأسرة ومن نجا او كُتبت له الحياة فلأنه كان خارج المنزل او في غرفة بحوش وأطراف المنزل فأي حياة وأي سعادة يمكنه ان يعيشها او يحصل عليها بعد هذه الكارثة المهولة؟
العمة (فاطمة) ذاتها تساءلت: لأحد اولادي الذي استشهد ابنتان معاقتان نجتا لأنهما في غرفة خاصة بهما في ركن المنزل فمن للبنتين المعاقتين يرعاهما بعد فقدان الاب والام والأخوة؟!
هذه التقاطة واعية وواقعية من داخل الداخل للأسرة ولكن الالتقاط من بعد بأن كل من تبقى من هذه الأسرة باتوا في أسوأ من توصيف أو تنصيص الإعاقة وتأملوا في تعويضات أحداث 11سبتمبر 2001م وفي هذا السياق فاليمن الشعب والوطن ليس معاقاً ولايعاني إعاقة، ولكن النظام السعودي مارس ويمارس عمدية (تعويقه) بذات ما صنعه مع هذه الاسرة.
|