راسل القرشي - كثيرا ما نصاب بالاحباط ونحن نتابع مباريات كاس العالم وخروج المنتخبات العربية من الدور الأول ؛ دون تحقيق أية نتائج تجعلنا نفخر بانجازاتنا العربية ولو في كرة القدم .. لكن نعود ونقول إن خروج المنتخبات العربية نعمة توجب علينا أن نسجد لله شاكرين وندعو ليل نهار أن تبقى الكرة العربية على حالتها من الاخفاق والفشل..
ما حدث في لبنان مساء الجمعة الماضية بين مشجعي المنتخبين البرازيلي والبلجيكي عقب انتهاء المباراة التي جمعت الفريقين في تصفيات كاس العالم يبعث على الأسى والأسف والحزن..
ذلك الشجار والمواجهات العنيفة التي حدثت بين عرب لبنان وهم أكثر وعيا عن غيرهم من الشعوب العربية يدفعنا للتساؤل: أليس ما حدث يعكس الحالة المخزية للكرة العربية عموما وجماهيرها أيضا ..؟! وهل شهدت المدن البلجيكية والبرازيلية ومدرجات الملعب الذي اقيمت عليه المباراة شجارا وتبادلاً للسباب والشتائم بين جماهير المنتخبين؟!
شيء مخزٍ ويبعث على الأسى والحزن كما قلت سابقا ..
مشجعو الفريق البرازيلي الذين قطعوا آلاف الكيلو مترات للحضور إلى روسيا لتشجيع منتخبهم لم يقوموا بأي ردة فعل ولم يشتبكوا مع المشجعين البلجيك ولم ..ولم .. وتقبلوا النتيجة بكل روح رياضية وهم المهووسون بكرة القدم حتى النخاع .. فما الذي سيحدث لو وصلت دولتان عربيتان للمربع الذهبي أو لنهائي كأس العالم ؟! .. اعتقد أن هذا سيؤدي الى نشوب حرب بين جماهير البلدين تستمر لسنوات..!!
هكذا هو العقل العربي في كل محفل يثبت أننا مازلنا نعيش في زمن داحس والغبراء والبسوس..!!
ما حدث في بيروت لم يكن الحادث الأول فقد شهدت الجماهير العربية معارك ومصارعات عدة فيما بينها عقب أكثر من مباراة بين منتخبات غربية أو في إطار الدوري الرياضي المحلي أو الخارجي وخاصة الأسباني.. ولاتزال تلك الوقائع مستمرة حتى يومنا هذا..
أكثر تلك المشادات نشهدها أو نسمع عنها حين يتقابل ناديا ريال مدريد وبرشلونة في إطار الدوري الأسباني بين مشجعي الفريقين في أكثر من بلد عربي ..؛ ومازلنا نتذكر المأساة أو الكارثة التي حدثت بجمهورية مصر في العام 2012م عقب مباراة كرة قدم بين المصري والأهلي.. والتي راح ضحيتها 72 قتيلاً ومئات المصابين وهي الكارثة التي أدت فيما بعد الى إقامة الدوري المصري بدون جمهور ..
ليس هذا فحسب وإنما هناك مشاهد بثت على الهواء مباشرة لشجارات عربية أثناء الحوارات والمناقشات التي تقدمها بعض القنوات الفضائية العربية بين ضيفين يمثلون تيارات سياسية مختلفة .. وعكست كلها مدى تعصب العربي وخروجه عن المألوف بعيدا عن الديمقراطية والرياضة والثقافة والفن .. وأكدت أن الوعي غائب تماما ليس بين الرياضيين فحسب بل وبين السياسيين ..!!
وختاما أقول الحمد لله أن الكرة العربية في الحضيض واتمنى أن تبقى كذلك .. ويكفينا شجارات الديمقراطية وحروب المذاهب واختلافات الأحزاب التي قادت البلدان العربية الى ما تشهده اليوم من صراعات وحروب أدت إلى تسيُّد الفوضى والخراب وقتل مئات الآلاف من شعوبنا بكل أسف..
فلتحيا الوحدة العربية وجماهيرها الأكثر خراباً وتدميراً وفوضوية بين مختلف شعوب الأرض!!
|