يحيى السياغي - حالة الاطمئنان الكبيرة التي يبديها قطاع كبير من الوسط المؤتمري لوجود الشيخ صادق بن امين ابوراس على رأس قيادة المؤتمر الشعبي العام في هذه المرحلة المهمة والعصيبة هى نتاج طبيعي شكله رصيد الرجل المشرق ومسيرته العملية المهنية داخل المؤتمر منذ التأسيس حتى اليوم بل ومن قبل تأسيس المؤتمر حيث كان واحدا من الشخصيات التي اسندت اليها عملية الحوار الوطني الذي انبثق عنه قيام المؤتمر الشعبي العام وعلاوة على ذلك وجوده على رأس القطاع التنظيمي كأمين عام مساعد منذ الوهلة الاولى وحتى تحمله مسئولية قيادة المؤتمر ..، وهو ماجعله قياديا مؤتمريا اصيلا وغير طارئ كغيره من القيادات التي تأتي وتذهب بفعل رياح التحالفات السياسية او بفعل اللجوء للمؤتمر والتعامل معه كمحطة ترانزيت لبلوغ منصب رسمي اعلى..
ولاريب ان خبرة الرجل ومعايشته لكافة قضايا الحياة المؤتمرية الداخلية واتصاله وتواصله المستمرين بمختلف فعاليات المؤتمر قد اكسبه الفهم والاستيعاب الامثل لمشكلات المؤتمر المختلفة بل وقدرته على قراءة المؤتمريين وآمالهم وتطلعاتهم والتشخيص الدقيق لكل ذلك برؤية مهنية تستجيب لمتطلبات الادارة التنظيمية ناهيكم عما عرف به ابوراس عبر محطات عدة من عطائه التنظيمي في اخذه دائما بزمام المبادرة مع قواعد المؤتمر في تبني الكثير من المسؤوليات والواجبات اضافة الى دوره الفاعل في احداث التطور المؤسسي للمؤتمر..، حيث تحمل مسؤولية إعادة بناء المؤتمر من خلال قيادته لأكبر عملية تنظيمية لم يشهد لها المؤتمر مثيلا خلال مسيرته وهي الخطة التنظيمية العامة التي تعاملت مع مختلف جوانب العملية التنظيمية تطويرا وتحديثا وعلى مستوى مختلف جوانبها ومن ادنى تكوين مؤتمري قاعدي الى اعلى تكوين قيادي وماتمخض عن كل ذلك من تطوير لكافة النظم واللوائح التنظيمية وهي عملية استندت على اسس وقواعد علمية وادارية تكللت جميعها بالنجاح الكبير والباهر بانعقاد المؤتمر العام السابع في دورته الاولى في عدن والذي عقد والمؤتمر يتمتع ببناء مؤسسي جديد لايضاهيه أي حزب او تنظيم سياسي في ذلك على المستوى الوطني..
وازاء هذه الكارزمية المؤتمرية والوطنية التي يتمتع بها الرجل فإن ادارته للمؤتمر وخلال هذه المرحلة العصيبة بكل تأثيراتها وتداعياتها تمثل ضمانة حقيقية للسير بالمؤتمر باتجاه المستقبل وحتى يتمكن من تجاوز كافة العقبات والصعوبات الماثلة امامه جراء الازمة الراهنة للبلاد او تلك التي تشكلت خلال مسيرته وتركتها قيادة المؤتمر دون معالجات.. ولكون الواقع الراهن يمثل تحديا كبيرا امام قيادة الشيخ ابوراس للمؤتمر ويتطلب تضافر جهود كل المؤتمريين بمختلف مواقعهم التنظيمية والرسمية وغيرها ..
ووقفة هنا امام جهود ابوراس كفيلة بأن تقدم لنا ملامح المستقبل القريب للعمل المؤتمري وهي مؤشرات قد لايراها البعض بفعل المتاكفة والمزايدة التي تسيطر عليهم ولايحبذون ان يرون المؤتمر يحاول بامكاناته الاقل من المتواضعة بل والمنعدمة تجاوز مشكلاته والوصول إلى المرتجى المأمول..
ولاشك ان حكمة وحنكة وتروي ابوراس في تعامله مع كل مايتعلق بمتطلبات العملية التنظيمية ومايبديه من حرص على عدم الانجرار الى رفع منسوب التباينات مع زملائه بالقيادة او غيرهم يدلل على ان رؤيته الثاقبة للمشكلات المؤتمرية ليست بمعزل عن المشهد اليمني برمته وبكل تفاعلاته وهذا مايؤكد الفهم للبيئة المحيطة وضرورة الاخذ بكل ماهو متاح وما من شأنه ان يعزز من خطى المؤتمريين نحو المستقبل ..حيث عكس حرصه على إجراء اللقاءات الموسعة مع فعاليات مؤتمرية ومنذ تقلده رئاسة المؤتمر ليهيئ للمشهد الجديد الذي يتطلع لتحقيقه من خلال الوقوف بواقعية وموضوعية امام مختلف جوانب المشهد المؤتمري والوطني .. وقد اتسمت احاديثه مع القيادات المؤتمرية المختلفة بدرجة عالية من الشفافية والوضوح ووضع النقاط على الحروف وتبيان كل الجوانب ذات العلاقة بالمؤتمر كما هي دون زيادة او نقصان ..، ودون أي اسلوب شعاري..
لقد تمكن الشيخ صادق بن أمين ابوراس بهذا الاسلوب في الطرح الشفاف ان يحدث الصدمة لدى كل متلق لذلك من المؤتمريين والتي كانت كفيلة بتحريك عقول ومشاعر المؤتمريين ازاء تنظيمهم وفتح الباب على مصراعيه امامهم للمشاركة الفاعلة في كل عمل مؤتمري جمعي يتعاطون معه بروح تنظيمية عالية..؛ هذا الى جانب ماتمكن رئيس المؤتمر من إنجازه وذلك في إحداث حالة تطمين لدى أعضائه واطلاق سراح الكوادر المؤتمرية التي تم اعتقالها او في عملية الحفاظ على مقار المؤتمر بالاضافه الى تنشيط تكويناته القيادية وعلى رأسها اللجنة العامة باعتبارها القيادة السياسية والتنظيمية العليا وكذا الامانة العامة كقيادة تنفيذية وتفعيل وسائله الاعلامية خطوة خطوة..
وهذا بحد ذاته يمثل انجازا عظيما تحقق في الوقت الذي ذهب البعض الى التنبؤ المبكر بفشل ابوراس نظرا لهول المشهد الوطني وارهاصاته وفظاعة ماسيواجهه من تناقضات وخلافات داخلية ظلت عالقة دون معالجات ناجعة لها وعلاوة على ذلك تحتاج الادارة المؤتمرية الى الكثير من المال بما يمكنها من تحقيق نشاطها خاصة بعد ان اصبح المؤتمر غير قائد ويعاني كثيرا في الجانب المادي ..
وبما ان المؤتمر اليوم يحتاج الى جهود مختلف فعالياته على حد سواء في إطار إدارة ابوراس والابتعاد الكامل عن كافة الممارسات التي من شأنها ان تثبط إدارته والتفرغ لمتطلبات عودة المؤتمر الى حياته الاعتيادية بدرجة عالية من الانضباطية التنظيمية وروح الولاء التنظيمي المستوعب لمصلحة الوطن والمؤتمر ..
ونحن على يقين بأن انخراط الفعاليات المؤتمرية في انجاز مسؤولياتها من خلال تنمية روح المبادرة سيقود المؤتمر إلى تحقبق المزيد من النجاحات..؛ فهو بجماهيريته وقاعدته العريضة وامكانات قواعده المتمتعة بالتنوع في القدرات والمهارات والمعارف في مختلف المجالات سيكون اكثر قدرة على العودة الى دائرة الالق وتحقيق المهام الكبرى..
نقول ذلك للمزايدين والمناكفين من داخل صفوفه وهم قلة بالطبع والذين نأمل ان يوجهوا جهودهم الى جانب تنظيمهم من اجل لملمة صفوفه وتنقية الحياة الداخلية من أي منغصات خلال هذه المرحلة المهمة من تاريخ مسيرته..، والكف عن توجيه الاتهامات الخطيرة التي تسيئ للمؤتمر وقيادته ولا تتفق مع مايواجهه من تآمرات تستهدف تشظيه وتجزئته باعتبار رصيده الوطني الرائع المنتصر لليمن يمثل حصنا حصينا يحول دون القضاء على انجازات اليمن في الثورة والجمهورية والوحدة والتنمية والمشاركة الشعبية وإعلاء قيمة الحوار الوطني المسئول..
وهى مناسبة ندعو فيها الجميع الى الاصطفاف والتوحد حتى يشكل المؤتمريون مع قيادتهم برئاسة الشيخ صادق بن أمين أبو راس رئيس المؤتمر الشعبي العام ملحمة مؤتمرية في صنع انجاز تاريخي جديد لتنظيمنا الرائد..
وخلاصة.. ان مبدأ الادارة بلا يأس والذي يأخذ به الشيخ صادق بن امين ابوراس وفي اطار مايتمتع به من خبرات متراكمة كرجل دولة وحزب من الطراز الاول والمنفتح تماما مع رياح التغيير وافرازاتها ومتطلبات التعامل معها بعقلية ثاقبة سوف يتمكن بإذن الله تعالى من تحقيق فتح جديد في مسا ر العملية التنظيمية للمؤتمر وان يستعيد تدريجيا كل ابعاد المشهد المؤتمري المنهك وبثوب جديد اساسه المهنية والحرفية والقدرة على تحقيق المشاركة الفاعلة مع كل الفعاليات المؤتمرية ومن خلال اشراك كل الطاقات والامكانات البشرية التي يزخر بها المؤتمر في عملية التخطيط والتنظيم السليمين لكل مناشطه. .
ولاريب ان الادارة المفتوحة التي يتطلع الى تحقيقها ستجعل المؤتمر يجني ثمارها سريعا
خاصة وان المؤتمريين لن يبخلوا على تنظيمهم الذي يحتاج الى عصارة فكرهم وجهدهم وحتى يواصل نضاله من اجل تحقيق المبادئ والمنطلقات التي قام المؤتمر من اجلها في ال24 من اغسطس 1982م بفكر ناضج ووسطي ومعتدل مثل البيان الحقيقي لمسار الثورة اليمنية وتطلعات الشعب باتجاه المستقبل الافضل..
نسأل الله ان يسدد خطى رئيس المؤتمر الى مافيه الخير للوطن والمؤتمر وان يتحقق على يده مشهد مؤتمري جديد ينتظره الملايين من اعضاء المؤتمر باعتباره الانقاذ لمسيرة تنظيم جبل على حب الوطن وحب الجماهير له.
❊ عضو الامانة العامة _ رئيس دائرة العلاقات الخارجية
|