علي الخياطي - المؤتمر الشعبي العام ومنذ نشأته مثل متنفسا رحبا وساحة حرة لمختلف القوى التي انضوت في إطاره فقد كان اليساري والقومي والإسلامي وغيرها من التوجهات تمارس الديمقراطية بحرية لها حدود، إلى أن جاءت الوحدة في مايو 1990م فكان لكل تلك التوجهات أن كونت احزابها وكان المؤتمر يمثل صمام الأمان للتعددية والممارسة الديمقراطية دون أن تتعرض تلك الأحزاب للمضايقة أو الإقصاء وإنْ كانت حرب 94م قد أحدثت بعض التباينات لكن سرعان ما عادت الأمور لمجراها الطبيعي.
اليوم وبعد المتغيرات الأخيرة يجب على مكونات هذا التنظيم مهما باعدت وفرقت الظروف بينها عليها أن تتماسك، وعلى القيادات العليا أن تعمل جاهدة على مواكبة المرحلة وان تمارس الديمقراطية داخل التنظيم وتبتعد عن ممارسة الأساليب القديمة كالتزكيات والمحاباة فعضوية التنظيم حق للجميع في التنافس وليس هناك فرق أو فوارق وعليها أن تستقطب الأكاديميين والمثقفين وتفتح مناخات الحوار والتنافس.
المؤتمر يكفي منتسبوه فخرا واعتزازا بوسطيته واعتداله ومدنيته وعراقته الوطنية التي لم تتبع أي فكر دخيل فميثاقه الوطني كان وسيظل منطقه ولا مانع من التطور الذي يقوي ويعزز مكانة هذا التنظيم الوطني القوي بكل رجاله ونسائه..
|