مطهر تقي - لكِ الله يا صنعاء الحضارة والتاريخ يا رمز الثقافة والتراث، وعنوان الهوية اليمنية الخالدة.
منذ أكثر من خمس سنوات والأيادي الآثمة من الجهلة الذين لا يعرفون قدر عظمتك وقدسية مبانيكِ، يعبثون ليل نهار لتشويه جمالك وقيمتك الحضارية تحت مرأى ومسمع هيئة الحفاظ على المدن التاريخية.. والتجار المطففون الخبثاء لا هم لهم إلا السطو على مبانيكِ العتيقة وتحويلها إلى متاجر يأكلون من ريعها نار شجر الزقوم ، دون رادع يردعهم من هيئة الحفاظ على المدن أو مديرية صنعاء القديمة او من جهات الدولة المعنية... أما الدواعش وثقافتهم الشيطانية التي جعلتهم يقصفون مبانيكِ بطائراتهم حقداً على جمالك وأصالة مبانيكِ وتفردها بين مدائن الأرض وبغضاً في تاريخ وحضارة اليمن.
وأخيراً يا صنعاء يا زهرة المدائن العالمية يحاول البعض من المتحوثين الذين يحاولون التقرب زلفا إلى قيادة أنصار الله السطو على المركز المعماري للحفاظ على صنعاء القديمة (في حوش طبقة جنوب حارة طلحة) لتحويله إلى كلية للشريعة حسب زعمهم ونسوا أو تناسوا أن المركز المعماري هو مركز دولي قدمته إيطاليا باسم منظمة اليونيسكو والسوق الأوروبية (تم بناؤه عام 1990م) ليكون مركزاً وطنياً للحفاظ على مدينة صنعاء وقبل العدوان الآثم على بلادنا تم إقرار المكتب الإقليمي لمنظمة اليونيسكو أن يكون هذا المركز في صنعاء مركزاً إقليمياً للحفاظ على المدن والآثار العربية... وهذا المركز يضم عشرات الخرائط لأجزاء مدينة صنعاء ومئات الوثائق والدراسات الخاصة بالحفاظ على صنعاء وعدد من الآلات والمعدات الخاصة بالخرائط والدراسات.
والسؤال الذي نوجهه إلى أولئك المتحمسين لاختطاف المركز: هل عدمت المباني في جامعة صنعاء أو في مجمع الأمن القومي أو العرضي أو حتى المباني الحكومية المهملة في صنعاء القديمة ليكون مقراً لكلية الشريعة ؟ هل تعون عواقب تحويل المركز إلى كلية للشريعة وطبيعة رد فعل منظمة اليونيسكو والمنظمات الدولية المهتمة بالتراث وأنتم تسطون على مركز تم بناؤه من مال أجنبي هدية لتاريخ وتراث ومباني صنعاء القديمة وهدية لأهل صنعاء وأهل اليمن جميعاً ليكون مركزاً للحفاظ على مدينة صنعاء؟ هل أصبح الأجنبي أكثر حباً لصنعاء منكم ؟ هل حرص الأجانب على الحفاظ على صنعاء أكثر من حرصكم على صنعاء وأنتم حسب علمي من أبناء اليمن؟!
اتقوا الله يا من تحاولون أن تسيئوا إلى قيادة أنصار الله وتفتحوا عليها انتقادات المنظمات الدولية وهي في غِنى عن ذلك وتعرفون جيداً أن دول العالم ضد بلادنا وسيكون عملكم ذلك فرصة ذهبية للمتربصين ببلادنا ليفتحوا أبواقهم واحتجاجاتهم على بلادنا.
كفوا عن عبثكم ذلك واعلموا إنْ كنتم لا تعلمون أن الجامع الكبير بصنعاء هو عبر التاريخ الإسلامي جامعة للإسلام وشريعته وفقهه وهو ليس بحاجة إلى كلية للشريعة يكون مقرها به شبهة في الملكية والمقصد ولا يعقل أن تعملوا على إقامة مصلحة على حساب مصلحة أخرى أهم وأعظم لخدمة المدينة ، خصوصاً والبدائل متوافرة لمقصدكم ذلك وأن أي تغيير في مهمة المركز المعماري لا بد من موافقة منظمة اليونيسكو الراعية للمدينة باعتبارها مدينة تراث إنسانية عالمية.
واعلموا إن كنتم لا تعلمون أن الإشاعات بين المواطنين على أشدها تؤكد أن هدفكم الحقيقي هو استغلال بدروم المركز للاحتجازات الأمنية تحت ستار كلية الشريعة ، وأنكم لا تقدرون التراث وتهتمون به.
اتركوا العبث وكفوا عن ممارستكم المسيئة إلى أنصار الله وإلى قيادتها.
وسؤالي لقيادة الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية وموظفيها إن كنتم تعلمون أهمية المركز للحفاظ على المدينة وتهتمون بالحفاظ على ممتلكات الهيئة؟ لحافظتم على المركز بألسنتكم وجهدكم ومساعيكم ، وإذا عجزتم عن ذلك ضعوا أجسامكم على أبواب المركز دروعاً تمنع السطو عليه ، وإذا كنتم عاجزين عن فعل ذلك فاستقيلوا من مناصبكم فذلك أشرف لكم أمام الناس وأمام ضمائركم.
وأخيراً:
أقول للسيد عبدالملك بدر الدين الحوثي قائد أنصار الله ، هل يرضيك مثل هذه الممارسات وغيرها من الممارسات التي تسيئ إليك وإلى أنصار الله عامة.
أسأل الله أن يقيض لهذه البلاد وعاصمة صنعاء من يحميها ويحافظ عليها.
|