محمد عايش - .. ودائماً عليك أن تترقب ما بعد الجريمة الوقحة لتشاهد سلسلةً من ردود الفعل بشأنها ذات طابع أكثر إجراماً ووقاحة وانحطاطا.
قال بعضٌ من معاقي الضمير: منذ متى كان في صعدة حافلات لنقل الطلاب؟
وقالت بعض حيواناتٍ ترتدي ثياب الآدمية: منذ متى كانت هناك مدارس في أغسطس؟!
وقالوا وقالوا، ولا يزالون يقولون ويتقولون.. والغرض معروف: تبرير مجزرة من أبشع المجازر التي يشهدها تاريخ الإنسان المعاصر: أكثر من خمسين طفلاً ما بين قتيل وجريح بضربة واحدة من قاتل متوحش لا يميز بين محارب ومدني ولا رجل وامرأة ولا طفل ومسن.
يا أسوأ من القتلة؛ حتى لو كان عبدالملك الحوثي، بنفسه وشخصه، على متن تلك الحافلة، وسط أولئك الأطفال، أو حتى لو كان قد اتخذ من خمسين طفلاً درعاً بشرياً صريحاً وفجاً؛ فإن قصفه مع الأطفال يعد جريمة بشعة لا يبررها أعوج منطقٍ في الكون كله.
حتى التحالف المجرم صرح اليوم مسؤول فيه، ولو بذر الرماد على العيون؛ إنهم بصدد إحالة القضية إلى التحقيق..
لقد أرهقت الجريمة النكراء حتى مرتكبها المجرم نفسه، بينما اليمنيون المنحطون، والمنغمسون في الانحطاط على مدى ثلاث سنوات وأكثر؛ منهمكون في التبرير للجريمة!
يا الله لماذا كل هذا الوباء؟!
وَيَا الله لماذا على أطفالنا أن يدفعوا ثمن كل هذا الوباء؟
|