يحيى علي نوري - يحتفل شعبنا اليمني العظيم هذه الأيام بالذكرى الـ "56" لثورة الـ26 من سبتمبر والذكرى الـ "55" لثورة 14 من أكتوبر 1963م في ظل ظروف عصيبة وكارثية تهدد أمنه واستقراره وسلمه الاجتماعي بفعل الأجندة والتدخلات الخارجية التي وجدت للأسف الشديد خلافات وتباينات اليمنيين فرصة لتحقيق اهدافها ومآربها تعبر عنها اليوم بوضوح حالة الاقتتال بين ابناء الوطن الواحد وما يصاحب ذلك من عدوان غاشم في افضع صورة تهدد اليمن ارضاً وانساناً وتهدد كيانه وانجازاته الرائدة والتاريخية في الثورة والجمهورية والوحدة وتهيئ بالتالي لمزيد من التصدعات الخطيرة التي تستهدف الحياة على الارض اليمنية.
ولا ريب ان ذكرى الثورة اليمنية الـ 26 من سبتمبر وال 14 من أكتوبر وما تمثله من حدث تاريخي صنعه ابناء اليمن قاطبة بدمائهم من اجل الانعتاق والتخلص من كافة الموروثات البغيضة للإمامة والاستعمار تمثل فرصة ثمينة لليمنيين لمراجعة واقعهم المزري اليوم ليعودوا الى مثل وقيم واهداف ثورتهم العظيمة ويستلهمون مضامينها وكل قيم الخير والسلم والتعايش والانتصار لوطنهم اليمني والعمل الجاد على إخراجه من اتون الصراع الراهن الذي يمثل بكل تصدعاته وتداعياته الخطيرة جنوحاً عن مسار ثورتهم بل والمثل والقيم الدينية والوطنية والتي تؤكد جميعها على ضرورة الاصطفاف والتوحد من أجل اليمن وعمل كل ما من شأنه ان يحافظ على كيانه ومشروعه الوطني وبناء دولته الحديثة والنأي به من كل المنغصات التي لا تليق بشعبنا وموروثه الحضاري وانجازاته العظيمة في خدمة الأمة.
وما احوجنا اليوم ونحن نستحضر ذكرى الثورة اليمنية الخالدة ان نستفيد من حالة الزخم الثوري الذي تكتسبها ذكراها من خلال توجه اكثر عملاً ومصداقية وبعزيمة لا تخلو من الحكمة اليمانية الى الجلوس على طاولة الحوار بأعلى درجات الاستشعار للمسئولية الوطنية وهي مسؤولية حساسة تتطلب الانجاز على الواقع بما يعيد للوطن أمنه واستقراره وسلامه والسعي الامثل من جديد لتجاوز ازمته الراهنة والبدء في فتح صفحة جديدة ليمن جديد يواصل مسيرته بقوة وعنفوان الثورة اليمنية ويربط حاضره بماضيه الحضاري العظيم ويؤكد قدرة اليمنيين على التعامل مع التحديات الكبرى بروح الحكمة اليمنية والمتجددة والتي يعول عليها الجميع ان تكون الضمانة الحقيقية في تشكيل مشهد جديد يعلو على مفهوم الفوضوية والديكتاتورية ويهيئ للثورة المزيد من العطاء المتواصل.
إن مسئوليتنا لتهيئة هذا المشهد يتطلب العمل على ايقاف العدوان والاقتتال الداخلي ورفع الحصار كخطوة تؤكد من خلالها كل قوى الشعب الحية حرصها على الاسهام الفاعل في الخروج بالوطن من اتون أزمته وحتى نخوضها جميعاً اذ ان مهمتنا الوطنية في اطار مفاوضات مسؤولة تبحث عن المعالجات الناجعة لكل ما يعتور بلادنا من كوارث ومشكلات عويصة ومعقدة.
وازاء ما تقدم فإن المؤتمر الشعبي العام الذي جبل على تحمل مسؤوليته الوطنية والتاريخية وحقق في ظل مسيرة الثورة اليمنية الخالدة العديد من الانجازات سيواصل دوره وعطاءه من أجل خدمة الامة والعمل على كل ما من شأنه ان يخلصها من ما تعيشه من وضع كارثي.
نسأل الله العلي العظيم ان تكون ذكرى الثورة اليمنية مهمة لتحقيق كل الاهداف الوطنية والانسانية ليمننا الحبيب الذي يحزننا استمرار نزيف دم ابنائه لخدمة الاجندات الخارجية والتي لن تتوقف في اهدافها ومآربها الا عندما تقضي تماماً على اليمن ارضاً وشعباً.
رحم الله كل شهداء الوطن والمجد للذين يواصلون وهب حياتهم في مواقع الشرف والبطولة دفاعاً عن حياض الوطن وكرامته وسيادته.
|