مكين‮ ‬الكوكباني -
هذا المقال العلمي المهم للغاية أجلت كتابته منذ نحو عام كامل بهدف استكمال التأمل والتفكير والقراءة أكثر لأهم نتائج المتغيرات المناخية التي طرأت على المناخ في اليمن نتيجة المتغيرات المناخية في العالم بعد زلزال غرب سومطرة في اندونيسيا 2004م وذوبان جليد جزيرة جرينلاند نتيجة ارتفاع درجة حرارة الأرض بسبب ارتفاع نسبة الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي للأرض بهدف الوصول الى أهم حقائق ونتائج تلك المتغيرات ونتائجها الايجابية على المناخ في اليمن حاضرا ومستقبلا والتي سأطرحها بصورة عامة غير مفصلة من خلال ما يلي : ___
اولا‮: ‬أهم‮ ‬النتائح‮ ‬والمتغيرات‮ ‬المناخية‮ ‬في‮ ‬مناخ‮ ‬اليمن‮ ‬بعد‮ ‬زلزال‮ ‬غرب‮ ‬سومطرة‮ ‬الاندونيسية‮ ‬شرق‮ ‬المحيط‮ ‬الهندي‮ ‬أوخر‮ ‬عام‮ ‬2004م‮.‬
حدث زلزال غرب سومطرة في اندونيسيا شرق المحيط الهندي في 26 ديسمبر 2004م وقد تعدت قوته 9 درجات على مقياس ريختر وأثر على محور دوران الارض حول نفسها ونتج عنه انحراف في محور دوران الارض في اتجاه الجنوب بمقدار ست درجات وتغيرت معه اماكن خطوط العرض الوهمية في الارض،‮ ‬فمثلا‮ ‬قبل‮ ‬هذا‮ ‬الزلزال‮ ‬كان‮ ‬مدار‮ ‬السرطان‮ ‬يمر‮ ‬في‮ ‬منطقة‮ ‬صحراء‮ ‬الربع‮ ‬الخالي‮ ‬وبعد‮ ‬ذلك‮ ‬انتقل‮ ‬شمالا‮ ‬الى‮ ‬المنطقة‮ ‬الواقعة‮ ‬بين‮ ‬الرياض‮ ‬والحدود‮ ‬الجنوبية‮ ‬للكويت‮...‬
هذا التغير أدى إلى دخول اليمن في شبه المناخ الاستوائي الدافئ... وتأثره بشكل دائم طوال العام بامتدادات التيارات والمنخفضات الجوية الاستوائية الدافئة التي أصبحت تتمدد فوق المياه واليابسة في اليمن طوال العام وهي من أهم المتغيرات التي طرأت على المناخ في اليمن والتي‮ ‬كانت‮ ‬نتائجها‮ ‬كما‮ ‬يلي‮: ‬
(1) تأخر او تغير أو تقلب في نسب هطول الامطار الموسمية في اليمن.... نتيجة تداخل المنخفضات والتيارات الهوائية الاستوائية الدافئة مع تيارات الرياح الباردة الموسمية المطرة خلال فصل الصيف، نتج عنها خلل وتأخر أو تقطع أو تقلب في فترات ونسب هطول الامطار الموسمية حسب المواسم الزراعية التقليدية السائدة منذ نحو ألف عام نتج عنها تأخر المواسم الزراعية وتلف للمحاصيل الزراعية نتيجة تأخر أو انخفاض في نسب هطول الامطار من اول نيسان حسب الموسم التقليدي حتى يونيو حزيران أو آب أغسطس واستمرار هطول الامطار حتى اكتوبر تموز من كل عام منذ نحو عشر سنوات ما نتج عنها قلة المحصول أو خسارة المزارعين لمحصول الذرة خلال اكثر من عشر سنوات مضت خلال مواسم الصيف الزراعي التقليدي في عموم الهضبة الغربية والوسطى والقيعان الداخلية والهضبة الشرقية....
(2) علينا إدراك أن إعصار »لوبان« والأعاصير التي سبقته لم تكن سوى نقطة نظام للنظام المناخي في الأجواء اليمنية والمناطق المجاورة لإحداث حالة من التوازن والاستقرار النسبي في مناخ اليمن نتيجة التذبذب وعدم الاستقرار المناخي في اجواء اليمن منذ زلزال غرب اندونيسيا‮ ‬اواخر‮ ‬2004م‮.‬
وبالتالي علينا إدراك أن مستوى معدل هطول الامطار سيزداد بمعدلات تصاعدية خلال السنوات القادمة والعمل على التفكير الجاد للاستثمار الأمثل لتلك الزيادة.. أو الوقاية من احتمالات تحول الأمطار الغزيرة الى سيول جارفة في المدن الواقعة في قيعان التقاء رأس الهضبتين الغربية‮ ‬والشرقية‮ ‬في‮ ‬المنطقة‮ ‬الشمالية‮ ‬لليمن‮ ‬من‮ ‬قاع‮ ‬كتاب‮ ‬جنوبا‮ ‬وحتى‮ ‬صعدة‮ ‬شمالا‮..‬

ثانيا‮ : ‬المتغيرات‮ ‬الإيجابية‮ ‬في‮ ‬مناخ‮ ‬اليمن‮ ‬بعد‮ ‬ارتفاع‮ ‬حرارة‮ ‬الأرض‮ ‬وذوبان‮ ‬جليد‮ ‬جزيرة‮ ‬جرينلاند‮..‬
بعد أن ارتفعت درجة حرارة الأرض حوالي درجة الا ربع نتج عنها ذوبان الكثير من جليد جزيرة جرينلاند في اقصى شمال غرب أوروبا وسمح بمرور التيارات الدافئة القوية من غرب أمريكا الشمالية والاسكا حتى وصلت فوق أجواء جزيرة جرينلاند نتج عنها انتقال مناطق المنخفض الجوي الاوروبي البارد الدائم من شمال ووسط أوروبا الى وسط وجنوب اوروبا وحوض البحر المتوسط ما نتج عنه خلال السنوات الأخيرة تشكل امتدادات لتيارات ومنخفضات باردة في اتجاه الجنوب حتى تصل الى فوق السلسلة الجبلية اليمنية الشاهقة وتحول شتاء اليمن إلى شتاء قارس شديد البرودة نتج عنها هطول ثلوج كما شهدناه خلال فصل الشتاء السنة الماضية وهطول امطار خلال هذه السنة... غير أن الجديد في هذه السنة هو إعصار »لوبان« الذي أدى الى خلق حالة من الاستقرار للتيارات والمنخفضات الاستوائية الدافئة فوق الأجواء اليمنية والتقائها بالتيارات الشمالية الباردة وما نتج عنها من سحب للسحب الركامية الممطرة من فوق الأجواء الاستوائية وسط شرق افريقيا ووصولها محملة بالمياه وهطولها فوق أجواء اليمن ما يعني احتمال هطول امطار في اليمن طوال أول شهور فصل الشتاء تقريبا ابتداء من شهر اكتوبر وحتى منتصف ديسمبر او اكثر‮.‬

ثالثا‮ : ‬التوصيات‮ ‬
(1) على الأجهزة المختصة وخبراء المناخ في اليمن متابعة ورصد المتغيرات المناخية في العالم ودراسة آثارها الإيجابية على اليمن بكل جدية وجعلها مدخلا نحو إعادة النظر في المواسم الزراعية التقليدية ووضع مواقيت جديدة بمواعيد المواسم الزراعية ونوع المزروعات خلال فصل‮ ‬الصيف‮ ‬وفقا‮ ‬للمتغيرات‮ ‬المناخية‮ ‬الإيجابية‮ ‬التي‮ ‬طرأت‮ ‬على‮ ‬اليمن‮ ‬بعد‮ ‬دخول‮ ‬اليمن‮ ‬منطقة‮ ‬المناخ‮ ‬شبه‮ ‬الاستوائي‮ ‬الذي‮ ‬حدث‮ ‬بعد‮ ‬زلزال‮ ‬غرب‮ ‬سومطرة‮ ‬الاندونيسية‮ ‬اواخر‮ ‬العام‮ ‬2004م‮.‬
(2) وضع وتحديد مواسم جديدة للزراعة الشتوية وتحديد نوعية المزروعات خلال فصل الشتاء (لعل أبرزها زراعة القمح منها القمح الروسي) بعد تأثر اليمن بامتدادات التيارات والمنخفضات الجوية الباردة التي امتدت من أجواء وسط وجنوب اوروبا وحوض البحر المتوسط الى أجواء اليمن خلال فترة فصل الشتاء بفعل الارتفاع الشاهق للسلسلة الجبلية في اليمن وتلتقى أو تتداخل مع التيارات والمنخفضات الاستوائية الدافئة وما ينتج عن هذا التلاقي او التداخل بين تيارين الاول شمالي بارد والثاني جنوبي دافئ من سحب كميات هائلة من الامطار وهطولها بكميات كبيرة طوال العام وهو ما سيعني تحول فصل الشتاء في اليمن إلى شتاء بارد ممطر أو شبه دافئ ممطر، وتحول اليمن إلى بلد زراعي طوال السنة، ما يعني أنه لن يكون هناك توقف للإمطار في اليمن طوال العام...
(3) ادعو سلطة صنعاء الى عقد ورشة عمل لدراسة المتغيرات المناخية وأثرها على اليمن (شرط أن تقتصر على الخبراء في هذا المجال) بهدف استخلاص النتائج العامة من حيث وضع خارطة للإنتاج الزراعي والحيواني وفقا لحقائق ونتائج المتغيرات المناخية في العالم وآثارها الإيجابية‮ ‬على‮ ‬اليمن‮ ‬وتحويلها‮ ‬إلى‮ ‬وعي‮ ‬وثقافة‮ ‬المجتمع‮ ‬بما‮ ‬يحقق‮ ‬فرص‮ ‬التنمية‮ ‬الشاملة‮ ‬في‮ ‬اليمن‮.‬