السفير/يحيى محمد السياغي -
منذ تأسس المؤتمر الشعبي العام في مطلع الثمانينيات القرن الماضي وهو يمثل الغالبية العظمى من الشعب اليمني وقد تم تأسيسه ليكون إطاراً وطنياً شعبياً جامعاً بمعنى أن تتمثل فيه كافة القوى والتنظيمات والاحزاب السياسية التي كانت تمارس نشاطها بصورة سرية داخل المجتمع ولكي يتسنى لها ان تمارس انشطتها بصورة غير مباشرة من خلال تواجدها داخل المؤتمر الشعبي العام وبالتالي يتسنى للجميع المشاركة بالحكم دون استثناء واستمر هذا الوضع الى أن تم إعلان الوحدة بين شطري اليمن في الثاني والعشرين من مايو 1990م عندما تم اقرار دستور الجمهورية اليمنية من قبل مجلسي النواب في كلا الشطرين في صنعاء وعدن وهذا الدستور المقر أجاز حرية التعددية السياسية المباشرة وهنا خرجت كل القوى السياسية التي كانت تمارس نشاطها من خلال المؤتمر الشعبي العام بصورة غير مباشرة خرجت من إطار المؤتمر لتعمل وبصورة علنية وفقاً لمسمياتها الموجودة وبقي المؤتمر الشعبي العام قائماً كتيار سياسي وطني بعيداً عن وجود الأحزاب فيه وبعبارة اخرى أصبح تنظيماً سياسياً قائماً بذاته مثله مثل بقية القوى السياسية الاخرى وقد توسعت قاعدته الجماهيرية لتشمل كافة التراب الوطني من المهرة حتى صعدة وقد بلغ ذروته عام 1995م حيث أصبحت له الغالبية الساحقة في كل العمليات الانتخابية -مجلسي النواب والشورى والمجالس المحلية المنتخبة وكذا الانتخابات الرائاسية- وكلما أخفقت القوى السياسية في تحقيق تطلعات الجماهير كلما زادت قاعدة المؤتمر بالتوسع نظراً لاطمئنان الشعب وثقتهم بالمؤتمر الشعبي العام حتى وصلت نسبة العضوية فيه الى أكثر من اربعة ملايين عضو منضمين بموجب لوائح المؤتمر واكثر من ثلاثة ملايين مناصرين لتوجهات المؤتمر ويبلغ عدد الفروع بالمحافظات والجامعات 30 فرعاً يقابلة 23 فرعاً للقطاع النسوي بالإضافة الى 540 فرعاً بالمديريات والدوائر وكليات الجامعات اليمنية الحكومية يقابلها ايضاً 540 فرعاً نسائياً اضافة الى ذلك فروع المؤتمر بالخارج في عدد من الدول الشقيقة والصديقة ويمارس المؤتمر انشطته وفقا للوائحه وقانون الاحزاب اليمنية من خلال مراكز انشطة تنظيمية على مستوى المراكز الانتخابية التي يصل تعدادها الى 7000 مركز بمعنى ان في كل مركز انتخابى يوجد للمؤتمر الشعبي العام مراكز انشطة..
هذا يعني أن المؤتمر قد أتسعت قاعدته الجماهيرية على المستوى الرأسي والأفقي ليشمل الخارطة اليمنية من أقصاها الى أدناها بالاضافة الى تكوين فروع للمؤتمر بالخارج للجاليات اليمنية في بلدان المهجر.
ناهيك عن تمثيله للجماهير اليمنية من خلال السلطة التشريعية الحاصل على 235 مقعدا من اصل 301 مقعد ونسبة 93٪ من مقاعد السلطة المحلية المنتخبة بالمديريات والمحافظات..... ونشاط اعضائه فى معظم الاتحادات والنقابات والمؤسسات الاهلية.. لخدمة المجتمع اليمنى...
الأمر الذي يؤكد مدى ارتباط اليمنيين وانخراطهم في هذا التيار السياسي الوطني على مستوى اليمنيين بالداخل والخارج وذلك لان اليمنيين شعروا بأن هذا التنظيم السياسي الذي ولد من رحم الارض اليمنية هو الاقرب اليهم وهو الاكثر تعبيراً عن آمالهم وتطلعاتهم في العزة والكرامة والحياة الآمنة المستقرة ومن هذا التناغم بين قيادة المؤتمر الشعبي العام الممثلة برئيسه الشهيد علي عبدالله صالح وجماهير الشعب وخاصة المنخرطين في اطار المؤتمر الشعبي العام استطاع المؤتمر أن يحقق الكثير من الانجازات لليمنيين في كافة الاصعدة المختلفة أهمها استخراج الثروات كالنفظ والغاز وتأمين حاجة البلد منها وأصبحت عائداتها تشكل رافداً مهماً للاقتصاد الوطني..
التوسع في المجال الزراعي وصولاً الى تحقيق الاكتفاء الذاتي في الخضار والفواكه وصولاً الى تصدير الفائض منها الى العديد من دول الجوار...
كذلك انشئت العديد من المؤانئ البحرية لتصل الى أكثر من عشرين ميناء وكذلك هي المطارات الجوية..
التوسع بالتعليم كماً وكيفاً ابتداءً من التعليم الأساسي والثانوي لتصل عدد المدارس الى أكثر من ثلاثة وعشرين الف مدرسة وكانت قبل ذلك عددها بالمئات فقط وبلغ عدد الجامعات اكثر من ست عشرة جامعة حكومية بالاضافة الى بعض الكليات في المحافظات الاخرى وكذا المئات ان لم نقل الآلاف من المعاهد ومراكز التدريب الفنية والمهنية..
اما على الصعيد السياسي فإعادة توحيد اليمن وتأسيس واحدة من افضل التجارب الديمقراطية الناشئة في الوطن العربي شهد لها العالم اتاحت للشعب حرية انتخاب المجالس المحلية ومجلسي النواب والشورى وكذا الانتخابات الرئاسية والحفاظ على امن اليمن واستقراره والحفاظ على سيادته..
ومن هنا ندرك مدى حجم وانتشار واتساع قاعدة المؤتمر الشعبي العام وسبب تفضيل غالبية اليمنيين له عن غيره..
وقد اثبتت الأحداث التي مر بها اليمن منذ مطلع 2011 وحتى اليوم جوهر ومضمون المؤتمر الشعبي العام وتماسكه رغم محاولة استهدافه من الداخل والخارج وقد زاد من شعبية هذا الحزب اخفاق القوى السياسية الاخرى التي اساءت استخدام السلطة وافرطت في أنانيتها الضيقة واساءت الى الجماهير وخيبت آمالها وعمدت الى تدمير ماتحقق لليمنيين من انجازات بدلاً من ان تضيف الى ماتم بناؤة سابقاً..
وجرت البلاد الى صراعات و حروب داخلية واستعانت بالأجنبي لقتل اليمنيين وتدمير بنيته التحتية..
ضف الى ذلك ان المؤتمر الشعبي العام كان حزباً وحدوياً قولاً وعملاً وهو لم يرفع شعارات زائفة كالتي تشدقت بها أحزاب الاسلام السياسي ولم يمارس المناطقية ولم يمارس الفئوية او الطائفية او القروية او العشائرية كما مارستها بعض القوى السياسية الاخرى ولم يستعن بالخارج لمحاربة خصومه بالداخل كما هو الحال اليوم ولهذا سيظل المؤتمر الشعبي العام محل ثقة الشعب العربي به داعياً الى الوحدة والسلام والى حل كل الخلافات بالحوار وعدم اغتصاب السلطة بالقوة بل ينبغي الوصول اليها عبر صناديق الاقتراع وان يتمكن الشعب من حكم نفسه بنفسه عن طريق انتخاب ممثليه في المجالس المحلية وفي مجلس النواب وفي انتخاب رئيس الجمهورية وبالتأكيد اثبت المؤتمر الشعبي العام وقيادته أنه الاقدر في حفظ الأمن والاستقرار والبحث عن العيش الرغيد للمواطن واثبت رجاله أنهم رجال دولة من الطراز الرفيع..
وسيظل المواطن اليمني يرى في المؤتمر الشعبي العام الخيار الأفضل لتحقيق آماله وتطلعاته في تحقيق الأمن والاستقرار والرخاء والوحدة والسلام.
❊ عضو الأمانة العامة رئيس دائرة العلاقات الخارجية بالمؤتمر الشعبي العام
| 
لماذا يفضّل اليمنيون المؤتمر الشعبي العام؟
