مطهر تقي - في حديث أذيع عبر الـ»بي بي سي« البريطانية ليلة الاثنين 6/11/2018 وفي برنامج المذيعة المعروفة جيزال خوري في برنامج حوار استضيف الشخصية الوطنية المعروفة الأستاذ اللواء حسين المسوري عضو مجلس الشورى في لقاء كان أكثر من رائع استطاعت المذيعة بحرفيتها المعروفه وخلال أقل من أربعين دقيقة اختزال تاريخ يزيد عن خمسين عاما من ذكريات الأستاذ حسين المسوري الذي تحدث بإيجاز وجزاله وتواضع الرجل المسئول المجرب ابتداء من خروجه ضابطا صغيرا تحت إمرة الثائر محمد مطهر زيد ليلة السادس والعشرين من سبتمبر 1962 ليشارك والضباط الأحرار في تغيير التاريخ وهو ابن العشرين من عمره ضمن سلاح المدفعية ويخرج بعد الثورة إلى أكثر من منطقة ليدافع عن مبادئ الثورة.
وبخبرة المذيعة التي اختارت محطات مهمة من مسيرة الأستاذ حسين الذي تحدث عنها في كتابه اوراق من ذكرياتي (الذي صدر بطبعته الثانية عام 2009) وأهمها محنة سجنه في غرفة واحدة مع زميله الرئيس الأسبق إبراهيم الحمدي ثم مع الدكتور حسن مكي وثلاثة وثلاثين من رجالات اليمن في السجن الحربي في مصر لأكثر من ثلاثة عشر شهرا (1966-1967م) بتهمة المطالبة باستقلال القرار السياسي اليمني والمطالبة بالدعم العربي لليمن ثم حديثه عن مؤتمر القمة العربية الشهير في المغرب عام 1969 الذي كان عضوا في وفد اليمن برئاسة رئيس المجلس الجمهوري القاضي عبدالرحمن الإرياني الذي استطاع من خلال كلمته البليغة التي ألقاها بوصفه رئيس اليمن الى القمة وتمكن من لفت نظر ملوك ورؤساء الدول العربية في القمة وعلى رأسهم الرئيس جمال عبدالناصر والرئيس معمر القذافي وغيرهما الى قضية اليمن وضرورة إحلال السلام فيه الذي كان مازال في حرب أهلية بالرغم من أن جدول أعمال المؤتمر كان مخصصا لبحث تطورات القضية الفلسطينية إلا أن الإرياني العالم الحكيم والسياسي استطاع أن يجعل من ذلك المؤتمر مدخلاً لحل المشكلة اليمنية والذي انتهت بالمصالحة الوطنية عام 1970م.. وتوالت دقائق البرنامج لتصل بالأستاذ حسين ليتحدث عن مرحله مهمة من حياته حين كان رئيسا للأركان »1968-1974م« ثم إنقلاب 13 يونيو وهو في زيارة رسمية للأردن وتقلده بعد ذلك منصب سفير اليمن في القاهرة وحضوره مؤتمر القمة العربية في الجزائر عام 1974 الذي ترأس وفد اليمن فيه الرئيس إبراهيم محمد الحمدي الذي طلب منه الرئيس المصري أنور السادات الذي حضر القمة التعجيل باستكمال إعتماد أوراق حسين المسوري سفيرا لليمن في القاهرة (استمر سفيرا لمدة عامين) ثم ابتعد عن المنصب وعن أي وظيفة حتى عين في عهد الرئيس السابق علي عبدالله صالح أميناً للعاصمة صنعاء 1988-2000م... ثم عين وحتى التاريخ عضوا في مجلس الشورى.
وفي الدقائق الأخيرة للبرنامج سألت المذيعة عن جهود اللواء حسين ومعه عدد من الشخصيات الوطنية في الخارج والداخل لتحقيق حلم المصالحة الوطنية بين فرقاء القوى السياسية بعد عدوان 26 مارس 2015 وعن سبب مغادرته صنعاء إلى الخارج فقد ذكر :أنه بعد قرابه ثلاثه اشهر من العدوان اضطر وأسرته للمغادرة بعد تعرض محيط منزله للقصف أكثر من مرة بحكم قرب منزله من منزل الرئيس السابق وإنتقل إلى عمان والقاهرة يبحث وعدد من الشخصيات اليمنية عن سبل المصالحة الوطنية وإمكانية تحقيقها بين القوى السياسية المختلفة الذي من ضمنهم الأستاذ محيي الدين الضبي وكيل وزارة الخارجية الأسبق الشخصية الوطنية المعروفة الذي شارك مؤخرا ضمن وفد شعبي مع مندوب الأمم المتحدة غريفيث في بريطانيا ونقل وجهة نظر تلك الشخصيات عن رؤيتهم للحل السلمي العادل في اليمن الذي يجب أن لا يتعارض مع السيادة اليمنية والقرار السياسي المستقل لليمن ويرتكز في الأساس على مشاركة كافة القوى السياسية بتوافق تام تحت قاعدة لا غالب ولا مغلوب.
رعى الله وحفظ الشخصية الوطنية الأستاذ اللواء حسين المسوري ومده بالصحة والعافية الذي رحل عن الوطن بجسده مكرها بفعل العدوان وظل الوطن في قلبه ووجدانه يبحث عن أي فرصة لخدمته والخروج من مأساته التي طالت سنواتها وهو على أمل وصحبه من إخوانه في الداخل والخارج أن يكون الوطن على موعد مع الأمن والسلام العادل والمصالحة الوطنية الشاملة ليتفرغ أبناء اليمن لإعادة بناء وطنهم وصنع مستقبل أجيالهم.
|