أيمن الإرياني - مع الغلاء الجنوني نتيجة لانهيار الريال نتصارع مع الحياة ونكيف حياتنا واحتياجاتنا مع هذه الظروف، لكن تأتيك ايام خاصة ومنها الاربعاء الماضي حيث كنت احتاج إلى مبلغ لايقل عن مائتي الف ريال التزامات للغير لاتحتمل التأخير.
فقلت معي حسابي في البنك التجاري اسير اسحب ثلاثمائة دولار، فمررت بمكتب الاصبحي وهو مكتب صغير منظم، استطاع المدير ان يصرف لي من حسابي مأتي دولار واعتذر بذوق عن عدم توافر السيولة ، وهذا طبيعي كونه فعلاً مكتباً للبنك (اصغر من فرع).
فقلت مازلت محتاجاً مائة دولار اذهب إلى المركز الرئيسي في الزبيري -رغم بعد المشوار- لاكمال المبلغ ففيه الخزنة المركزية للبنك ، وبعد الوصول للبنك وسحب رقم للدور والانتظار وصلت إلى الشباك فطلب الموظف موافقة نائب المدير على الصرف .
ذهبت إلى النائب شاب أنيق وسيم مكانه الطبيعي في بنوك دبي ولا سويسرا فقال كم رقم حسابك حتى اشوف متى سحبت اخر مرة فرددت عليه : اسهل لك الموضوع عادنا سحبت من الاصبحي 200 دولار ولا أريد إلا 100 دولار لظروف خاصة.
النائب ذُهل لجنوني اني اخذت من الاصبحي واتيت إليهم فقال لايمكن ان تسحب مرتين في اليوم رددت عليه هذه مائة دولار واحتاجها ضروري ، ورأيت في الشباك من صرفوا له عشرة آلاف دولار وآخر سبعة آلاف، فقال : هذه لوائح-عدم الصرف مرتين باليوم- ولو لم نطبق هذه اللوائح لانهار النظام البنكي!!
(فسنب ) شعر رأسي خوفا على انهيار البنك من هذه المائة ،ورفعت صوتي وقلت له هذه فلوسي يالصوص ، فرد علي اني اهنته فأجبته انا اعرف أن من يأخذ مال الناس ولايردها يعتبر لصاً، وانت قلت هي لوائح وانت موظف فاللصوص هم اصحاب اللوائح وليس انت ، طبعا اثناء المشادة قفز ضابط الأمن لحماية النائب من الوحش ، فبدل مااكون زبوناً لي احترامي لأن مرتب الموظف يأتي من تشغيل البنك لاموال الزبائن اصبحت مجرماً .
قالوا اطلع للمدير، فقلت ايش عيفعل هذا ... ، المهم طلعت للمدير فدخلت على مكتب فاخر والمكيف -في صنعاء-يعمل بكهرباء تكفي قيمتها لتغطية حساب عميل، والمدير فعلاً مالي مركزه وقال لي بصوت رزين اجش ورابط الجأش وامامة شاشات الكاميرا ،مالك بتصيّح وتشتمنا وانا شايفك من الشاشة، هل تظن انك ستخيفنا بالصياح والشتم؟!!
ففهمت ان الرجل ممن خسر البنك عليهم في دورات تنمية المهارات الادارية في الخارج من حق ابراهيم العشماوي وغيره لان صياحي ببساطة من قهر على اذلالهم لي على مائة دولار وليس لاخافتهم فأنا لايخاف مني حتى عيالي.
المهم افهمني ان البلاد في حرب وحصار وان قبرص كانت تصرف للعميل 50 دولاراً فقط في اليوم، مع ملاحظة اني وردت فلوسي للبنك وهي في حرب وحصار واستقبلوني وقدموا لي الشاي ولم يكلموني عن قبرص حينها!!
وكان يكلمني وانا اتذكر رزم الدولارات التي صرفت لمن سبقوني وكيف اصبحت المائة دولار خطيرة على اقتصاد البلاد وقبرص!!.
ثم اثبت لي حنكته السياسية فقال : قالوا القاضي الإرياني (يهودي) فقلت له هو جدي وبكل اسف ليس يهودياً، ولوكان كذلك اني عند نتنياهو معزز مكرم عوضا عن اهانتي ممن لايسوى، فرد بدبلوماسية لا حذاتك بالف يهودي فقلت له لا والله اليهود بني آدم فلم أرَ يهودياً يقتل اويسرق يهودياً.
في النهاية رفع سماعته واتصل لفرع شارع تعز وقال لهم اصرفوا غداً للارياني 200 دولار، لكن بكرة انتبهوا تصرفوا له اليوم. وقمت شاكراً له انه تفضل وسيصرف لي من فلوسي 200 دولار الخميس، طبعاً لايهمهم ان كنت فاضي الخميس ولا لا، وماذا ساعمل يومها مع التزاماتي.
كم أمّةٍ لعبتْ بها جُهّالُها ❊❊❊ فتنطّستْ من قبلُ في تعذيبها
الخوفُ يلجئها إلى تصديقها❊❊❊والعقلُ يَحمِلُها على تكذيبها
نصيحة موجهة للبنك: اذا اردتم ادعاء تطبيق لوائحكم المزاجية ، خلوا صرف المبالغ الكبيرة من شباك سري لنصدقكم، مع العلم انه قد تم سابقا صرف مبلغ لي لظروف مرضية طارئة لكن بتقارير ووساطات.
|