أحمد الزبيري - أربع سنوات من حرب التحالف السعودي الإماراتي العدوانية الإجرامية القذرة ضد الشعب اليمني دون أن يحققوا أياً من أهدافهم المعلنة الكاذبة.. ولسنا هنا بصدد سرد اسطوانة ذرائعهم المشروخة عن الشرعية ومواجهة ايران وما صاحب ذلك من مفاهيم وشعارات مناطقية وطائفية ومذهبية وغيرها من تلك التي يزخر بها قاموس الإرهاب التكفيري السعودي الداعشي فهذا كذب وتضليل ودعاية سوداء لتبرير عدوانهم، وصار مفهوماً لكل من يريد أن يفهم بعد أن بات واضحاً الهدف الحقيقي من العدوان، وهو تدمير اليمن وابادة ابنائه ليسهل عزوه واحتلاله والسيطرة على موقعه الاستراتيجي ووضع اليد على مناطق الثروة، وما تبقى منه يتم تقسيمه الى كيانات متناحرة.
هذا ما يعرفه عملاء شرعية فنادق الرياض من الفار هادي حتى أصغر عميل في عاصمة بني سعود وغيرها من عواصم انظمة التحالف السعودي.
الملتبس وغير المفهوم للبعض أو الكثيرين من اليمنيين وغير اليمنيين الحديث المتواصل عن الحل السياسي والذي لم يتوقف طوال اعوام هذه الحرب العدوانية الوحشية على شعب مسالم، وفي كل مرة يتصاعد في وسائل الاعلام الحديث عن السعي للحل عبر التشاور والحوار يصاحبه تصعيد ميداني للاحتلال والسيطرة على مدن حيوية واستراتيجية، وكلما جاءت الدعوات لوقف الحرب من الدول الكبرى المشاركة فيها علت وتيرة تحالف العدوان السعودي، وفي هذا السياق جاء الهجوم على الساحل الغربي من أكثر من أربعة أشهر واشتدت عملية التصعيد لاحتلال مدينة الحديدة الشريان المتبقي لايصال ما تسمح به دول العدوان من احتياجات الغالبية العظمى من اليمنيين للبقاء على قيد الحياة والهدف طبعاً استكمال احتلال الساحل اليمني وابادة اكبر عدد من اليمنيين واخضاع من تبقى منهم.. وما تعرضت وتتعرض له مدينة الحديدة لم يسبق أن تعرضت له مدينة أخرى عبر كل تاريخ الحروب ومع ذلك عجز الغزاة ومرتزقتهم عن اجبارها على الاستسلام ومثلها اليمن كله لن يستسلم..
نعم.. اليمن واليمانيون يريدون السلام الذي يحفظ لهم وطنهم وسيادته ووحدته واستقلاله ولهذا استجابوا لكل دعوات الحل السياسي حتى بعد ان تأكد لهم انها دعوات غير جدية أو كاذبة أو مشبوهة من أجل اتاحة الفرصة للعدوان ليتمكن من انجاز المخطط الذي يريده من هذه الحرب العدوانية الوحشية على الشعب اليمني.
وهكذا جاءت الدعوات هذه المرة قبل واثناء شن الهجوم على الحديدة.. بدون شك أنها جاءت من وزيري الدفاع والخارجية الأمريكيين ومن رؤساء دول كبرى وصغرى في ظل متغيرات دولية واقليمية ليست في صالح نظام العدوان السعودي الذي جسد في عملية اغتيال خاشقجي ما يقوم به في اليمن طوال ما يقارب الأربعة الأعوام تحت الدعم والرعاية والمشاركة الأمريكية البريطانية الاسرائيلية ورغم كل هذا كان يجري التغطية على جميع الجرائم التي ترتكب بالطائرات والأسلحة الأمريكية البريطانية الأوروبية..
اليوم بعد انكشاف جريمة خاشقجي تصير الكارثة التي لم يشهد العالم مثيلاً لها جرَّاء حرب التحالف السعودي الاقليمي والدولي على الشعب اليمني وسيلة للتغطية على العالم فيما يخص جريمة خاشقجي التي في أحسن الأحوال وفي أسوأ الأحوال أحدثت حلحلة ما في هذه الحرب تمهد لحل يؤدي الى نتيجة كلية أو جزئية لصالح مخطط العدوان الذي في ظاهره سعودي اماراتي ولكن ذلك يتطلب انتصاراً ميدانياً كبيراً بحجم السيطرة على الميناء الأكبر والأهم على البحر الأحمر بالنسبة لليمن بعد احتلال ميناء عدن وكل موانئ الساحل الجنوبي والشرقي لليمن، وبهذا المعنى تكون الحديدة الورقة الرابحة على طاولة التفاوض لفرض ما تريده السعودية وامريكا على الشعب اليمني.. أي أن ما لم يتحقق في ميدان الحرب يؤخذ بالسياسة عبر التفاوض، غير مدركين أن المدافعين عن اليمن في مواجهة العدوان يريدون السلام قبل العدوان وخلاله.. أما الاستسلام لم ولن يكون بين خياراتهم ولن يقبلوا بأقل من سلام يحفظ السيادة والاستقلال الكامل من أية هيمنة وسيطرة ووصاية خارجية عليهم وعلى وطنهم.. سلام يحقق لهم الحرية والاستقرار مهما كانت التضحيات.. وعلى كافة اليمنيين أن يوحدوا صفوفهم لاسيما وأن أهداف المعتدين لم تعد تحتاج الى توضيح.. ومن يكابر ممن تورطوا في هذا العدوان على وطنهم وشعبهم فإنما يرتكب جريمة بحق شعبه واجياله القادمة ولن تمحى أبد الدهر بعد أن أصبح واضحاً وجلياً الهدف من هذا العدوان.
|