يحيى علي نوري - مثَّل التواصل الاخير بين قيادة مجلس النواب بالبرلمان الاوروبي -والذي عقد جلسة له مؤخرا بالعاصمة الفرنسية باريس- بمثابة فتح دبلوماسي جديد للمجلس الذي يواصل باهتمام بالغ تكثيف جهوده الاتصالية مع مختلف برلمانات العالم واحاطتها بكافة ابعاد المشهد الكارثي الذي تشهده اليمن جراء العدوان وذلك بالرغم مما يواجهه من هالات اعلامية وسياسية تضليلية يقوم بها العدوان بإمكانات مفتوحة وبلا حدود بهدف طمس المشهد اليمني والحيلولة دون ان تقوم المؤسسة الدستورية اليمنية الشرعية والمتمثلة بمجلس النواب بإيصال مظلومية الشعب اليمني وتعرية وفضح كافة الممارسات الانتهاكية العدوانية والتي حولت الحياة اليمنية الى جحيم لايطاق تساعدها على ذلك حالة التطنيش التي تتبعها الكثير من الدوائر السياسية في العديد من البلدان تجرها الى ذلك اجندة ومصالح على حساب دورها الاخلاقي والانساني ودون أي اعتبار لفظاعة مايرتكب بحق شعب من اجرام غير مسبوق.. ومن انتهاك فاضح للمواثيق والمعاهدات الدولية التي أُعدت لحماية العلاقات الدولية اصلاً..
ولاريب ان هذا الفتح الدبلوماسي لبرلماننا وبإحاطته المباشرة للبرلمان الاوروبي وعبر شبكات الاتصال مثّل صفعة قوية وشديدة لكل سياسات التحالف العدواني، واختراقا تاريخيا سيسجله تاريخ الصمود اليمني كواحدة من الاشراقات حطمت اسوار العزلة التي فرضها العدوان وأكدت قدرة اليمنيين على تجاوز كافة العوائق بإرادة قوية وصلبة مؤمنة بعدالة قضيتهم، وحتى تبلغ الى مختلف العالم بكل فعالياته السياسية والاعلامية والبرلمانية ..خاصة مع ارتفاع منسوب الاهتمام البرلماني العالمي بكل مايعرض له مجلس النواب والذي بات واضحا من خلال إقدام العديد من البرلمانات على اصدار قرارات تقضي بمنع بلدانها من تصدير السلاح الى السعودية، ناهيكم عما تقوم به برلمانات اخرى من مناقشات مستفيضة للملف اليمني ومايصاحب ذلك من استدعاء لحكوماتها .. الخ من التفاعلات التي نأمل ان تتعاظم خلال المرحلة القريبة القادمة وبصورة تجعل من القضية اليمنية الأكثر اهتماما والأولى باتخاذ كل ما من شأنه ان يعمل على انقاذ الشعب اليمني مما يواجهه من عدوان غاشم وغير مسبوق..
ولعل مايكسب هذا الانجاز للدبلوماسية البرلمانية هو تحقيقه في ظل سعي العدوان الى الاضرار بمجلس النواب وشرعيته ويتمثل ذلك في محاولاته العبثية في استنساخ مجلس آخر بالخارج يمكن له من خلاله تدبيج القرارات التي تتفق مع خططه العدوانية ضد الشعب اليمني ..
وهنا تكمن اهمية هذا الانجاز للبرلمان في تعاظم احترام العالم بشرعيته الصامدة في العاصمة صنعاء والمعبرة عن لسان حال الشعب اليمني وتطلعاته ورغباته في بلوغ غد اكثر أمنا وسلاما واستقرارا ، وهو مايعني ان البرلمان وبإمكاناته المحدودة وهول مايواجهه- كما اسلفنا من تحديات كبرى سببها العزلة التي فرضها العدوان- استطاع الانتصار للشعب وكذلك استطاع الانتصار لشرعيته ولقن كل المتهاونين والمرتهنين للعدوان دروسا في الوطنية ستظل مبعث فخر لليمنيين كواحدة من اشراقات صمودهم الاسطوري..
|