توفيق الشرعبي - السلام الذي يؤجل المعارك ،أو يسعى لتحقيق ماعجزت عن فرضه الحرب على شعبنا الصامد يبقى سلاحاً من أسلحة العدوان ويجب التعامل معه بسلاح من نوعيته..
فالسلام الذي يرفض ان يمنحك حقك في الذهاب للبحث عنه ،ويستكثر عليك تأمين رحلتك الى طاولته ، وينكر عليك المطالبة بضمانات العودة الى بلدك بعد مباحثاته ليس سلاماً آمناً والانخراط فيه لن يفضي الى سلام دائم..
لايمكن لرعاة العدوان والقتل والدمار أن يأتوا ليمننا الغالي بسلام عادل ينصف التضحيات الجسام التي قدمها شعبنا الأبي خلال أربعة أعوام إلا قليلاً من عمر العدوان والحصار ، لأن تجار السلام لايختلفون عن تجار الحروب..!!
ألم يُعلَن العدوان على اليمن من أمريكا وترعاه امريكا علناً ..فهل يعقل أن تحن "واشنطن" فجأة على الشعب اليمني بعد المجازر وجرائم الحرب بحق الابرياء المدنيين التي ارتكبها تحالف العدوان برعايتها العسكرية والسياسية وتسعى حثيثة بطرق مباشرة أو غير مباشرة من أجل حل الأزمة اليمنية عبر الحوار ..فأي سلام يمكن أن نتوقعه من راعية العدوان تقرر من خلاله مصير ومستقبل اليمن وتضحيات أبنائه..؟!!
كذلك مشروع القرار البريطاني المطروح على طاولة مجلس الامن بشأن اليمن لايختلف في الهدف عن تلك الوثائق وعقود البيع البريطاني لصفقات أسلحة فتاكة لدول تحالف العدوان على اليمن ..!!
اليمنيون فُرضت عليهم حرب غير متكافئة وخاضوا معركتها - متوكلين على الله - لأنها معركة وجود وحرية واستقلال وكرامة ضد تحالف الغطرسة والهيمنة والاستعمار وحسموا شوطاً كبيراً من هذه المعركة الكبيرة المفتوحة على كل الخيارات ،وقدموا فيها خيرة الرجال الأبطال وتحملّوا في سبيل تجاوزها - وما يزالون - أبشع كارثة إنسانية شهدها العالم..ولن يقبلوا بسلام مخادع أو منقوص.
ولن تستطيع أية قوة أو منظمة أو مكون أو كائن أن يضغط على شعبنا الصامد أو يستغل مأساته الإنسانية أو يتبني أوجاعه بغرض تمرير مشاريع ماكرة لإخفاء جرائم العدوان وقبح رعاته..أو استلاب حق هذا الشعب في العيش بحرية وكرامة..
اليمنيون يعشقون السلام ويدعمون الجهود الرامية إليه ،ويكرهون الاستسلام ويرفضون المشاريع التي تقود نحوه ..وغايتهم من خوضهم مواجهة العدوان هي العزة والحرية والاستقلال والكرامة ..وهي ذات الغاية التي يرومونها من وراء انخراطهم في أية مفاوضات نحو السلام حتى وإن كان رعاة السلام هم ذاتهم رعاة العدوان..
فإذا كان الغرض من التحركات البريطانية والامريكية مؤخرا لتحريك ملف المفاوضات اليمنية هو السيطرة على ميناء الحديدة بحيلة السلام بعد فشل قوى العدوان في السيطرة عليه عسكريا ،فإن الأمم المتحدة تكون بذلك قد وضعت المسمار الاخير في نعش المفاوضات ،ولم تترك أمام الشعب اليمني الصامد الصابر سوى خيار أوحد لمواجهة تحالف العدوان لاستعادة سيادة واستقلال وطنه بالكفاح المسلح..
|