|
|
| |
|
حاوره/رئيس التحرير -
كنت سعيداً أن أكون عضواً مع معية نجوم المؤتمر الشعبي العام المشاركين في الوفد الوطني الذي قاد مشاورات ستوكهولم بنجاح وتألق ومن هؤلاء النجوم خالد الديني الشخصية الهادئة والرزينة والمتعاملة مع مختلف القضايا الوطنية بحساسية بالغة أساسها الحرص على المصلحة الوطنية العليا لليمن ووحدته وأمنه وسلامه الاجتماعي.
لعب ضيفنا دوراً مهماً الى جانب زملائه في قيادة الوفد في انجاح المشاورات مسجلين جميعاً اشراقات مهمة ستظل تمثل وثائق مهمة في مسار التفاوض اليمني للخروج من الأزمة الراهنة وحدثاً تاريخياً بكل ما تعنيه الكلمة سيكون له نتائجه على المستوى القريب.. الديني طاف بالعديد من الملفات التي شملها جدول أعمال المشاورات وقدم وجهة نظر الوفد إزاءها وأسباب عرقلة استكمال بعضها من الخروج الى الأضواء.
الديني أيضاً أشاد بمستوى الاهتمام البالغ الذي لعبه المؤتمر الشعبي العام في سبيل انجاح مهمة الوفد مؤكداً أن متابعات الشيخ صادق بن أمين أبو راس -رئيس المؤتمر- وتزودهم بتعليماته وارشاداته كان له الأثر البالغ في انجاح اعمال المشاورات ورفع وتيرة نشاط اعضاء الوفد.. الى التفاصيل:
< في البداية.. الأهمية التي تعول عليها التفاهمات التي انجزتها المشاورات في السويد.. الى أي مدى تمثل قاعدة قوية ومتينة للمفاوضات القادمة؟
- التفاهمات وان لم تكن عند المستوى المنشود لها وعلى مستوى مختلف الجوانب المتصلة بالعملية التشاورية إلا أنها ستمثل بداية مهمة للتهيئة للمرحلة القادمة وهي المرحلة التي سيعول عليها الولوج في مناقشات كبيرة وعميقة ولا ريب أن تفاؤلنا هذا مرهون بمدى الانجاز الذي سيحقق على الميدان لبلورة ما اتفق عليه من تفاهمات وهذا سيكون معياراً مهماً يعكس من خلاله الطرفان حرصهما على السير بخطوات واثقة باتجاه انجاز التسوية المنشودة التي من شأنها أن تخرج بلادنا من أتون أزمتها الراهنة والتي أضحت خطيرة.
< تقييمكم للموقف الدولي الذي واكب هذه المشاورات.. هل من جديد ذي أهمية؟
- التوقف الطويل لما بعد المفاوضات التي عقدت بالكويت الشقيقة وما تبعه من احتجاز الوفد الوطني في عمان لبضعة أشهر بالاضافة الى التداعيات الخطيرة التي شهدتها الساحة اليمنية على ضوء استمرار العدوان وبضراوة وما استجد من تطورات خطيرة على الصعيد الاقليمي والدولي بالاضافة الى القناعات الراسخة التي باتت لدى العديد من القنوات السياسية الدولية والاطارات الأممية كان لابد من أن تبرز مواقف جديدة تعبر عن نظرة المجتمع الدولي للتطورات في اليمن وخاصة بعد ما يقارب الأربع سنوات من الاقتتال والصراع، وادراك تأثير استمرار ذلك على الأمن الدولي، كان لابد أن تحمل هذه المواقف في طياتها رغبات صادقة تسعى الى مساعدة اليمنيين من الخروج من أتون أزمتهم.
ولذا ساد هذا الاهتمام عملية التهيئة والاعداد لمشاورات السويد وتعاظم مع انعقادها ولا نخفي أن هذا الاهتمام كان سبباً فاعلاً في تحريك المياه الراكدة على صعيد المشاورات.
وكان للحضور الدولي لسفراء الدول الخمس الدائمة العضوية والذي تكلل مؤخراً بحضور الأمين العام للأمم المتحدة اضافة الى التصريحات السياسية من أكثر من عاصمة فاعلة، علاوةً على الحضور الاعلامي، كل ذلك عبر بوضوح عن أن الموقف الدولي هذه المرة أكثر فاعلية ومصداقية من ذي قبل وهو تحول مهم كان لإدارة الوفد الوطني ومن خلال قراءتها لهذه التحولات أن استوعبت تماماً هذه التطورات واصبحت في اطار أجندته باعتبار التفاعل مع هذا المتغير يمثل التقاطاً رائعاً يوجب التعاطي معه والاستفادة منه قدر الامكان.
< ما مدى تفهم سفراء الدول الخمس لما عرضه لهم الوفد وهل من جديد على هذا الصعيد؟
- حقيقة لقد لمسنا هناك تحولاً مهماً في الاستماع المتفاعل مع كل ما طرحه الوفد، وندرك أن السفراء بتفاعلهم هذا يمدون عواصمهم بالمعلومة التي تساعدها على فهم كل أبعاد المشهد اليمني وكانت استفسارات السفراء عميقة في الكثير من الجوانب والموضوعات المطروحة على جدول اعمال المشاورات وكانت فرصة لأن يقدم الوفد الوطني وعبر متخصصين متعمقين العديد من المشكلات الاقتصادية وغيرها بصورة شاملة ودقيقة ولا أنسى هنا الدور الرائع الذي لعبه الأخ الدكتور السياني محافظ البنك المركزي اليمني والذي قدم احاطة شاملة جامعة اعدت بأسلوب مهني تناول المشكلة الاقتصادية بالأرقام والمؤشرات دون زيادة أو نقصان وكان أن أحدث ذلك تفهماً كبيراً لدى السفراء هذا بالاضافة الى احاطة السفراء بمختلف القضايا التي وجدت جميعها تفهماً كبيراً نؤكد أنه سينعكس بصورة أكبر على سياسات بلدانهم ومواقفها إزاء القضية اليمنية عموماً.
< أشرتم للجانب الاقتصادي.. هل لكم أن تعطونا فكرة عما تم على هذا الصعيد خاصة وأنه من أكثر الملفات التي تابعها الرأي العام تحت وطأة المعاناة المالية وانقطاع الرواتب؟
- سؤال مهم، وأود أن أشير بايجاز الى أهم الجوانب التي عبر عنها موقفنا إزاء هذا الملف الحيوي والمهم والذي هدف منذ البداية ومن منطلق الاستشعار بالمسئولية الوطنية وتفهم معاناة شعبنا الى أن يتم ادماج البنكين بمجلس ادارة واحدة وهذا مطلب من شأنه أن ينهي التجاذبات والمناكفات والمزايدات التي طالما تحدث عند كل حديث عن البنك المركزي، وكان لنا موقف واضح وجلي وقوي من مسألة الاستمرار في طباعة العملة دون غطاء، الأمر الذي له تبعات كارثية على معيشة المواطن اليمني والاقتصاد عموماً.
وكنا مستعدين ومازلنا لتقديم تنازلات مهمة في هذا الشأن من أجل انجاز هذا الملف وبلوغ توافق مهم يمثل بشرى للموظفين اليمنيين هذا ناهيك عن مواقفنا الواضحة إزاء ضرورة أن تتم العملية الاقتصادية للبلاد في اطار أسس وقواعد ترتكز على العديد من المتطلبات المهمة والتي تلبي تحقيق هذا الانجاز ما يعمل على تحييد القطاع الخاص والاقتصاد العام عموماً عما يعتمل من تطورات وافرازات الأزمة.
< يقال إن عدم انجاز هذا الملف يعود الى موقف الأمم المتحدة أو موقف الجانب الآخر؟
- الجانب الآخر للأسف الشديد لم يتفاعل مع هذا الملف بمسئولية بعكس تعاملنا الايجابي مع آلية الأمم المتحدة، وعلى الرغم من أن عمليات التهيئة لعقد المشاورات قد حثت الجانب الآخر على ضرورة احداث حالة من الاهتمام بمناقشة الجانب الاقتصادي إلا أننا فوجئنا كما تعلم وأنت عضو بالوفد الوطني أن عدم مبالاة الجانب الآخر بهذا الملف قد خلق حالة ارباك لدى الأمم المتحدة حيث كان لابد من حضور المختصين بهذا الجانب ليتم الحوار معهم وكنا نتوقع حضور حافظ معياد ومعه محمد زمام باعتبارهما يمتلكان القدرة على الخوض في هذا الجانب واتخاذ قرار بشأن أي تفاهمات حوله.
لكن ومع ضغط الأمم المتحدة وجدنا الجانب الآخر يحضر الأخ احمد غالب وكان يعمل رئيساً لمصلحة الضرائب إلا أنه لم يكن بمقدوره اتخاذ قرار بهذا الشأن- وكان الرجل يتحدث إلينا في اجتماعات جانبية بهذا وبصراحة.
< وهل تم عقد لقاء معه؟
- للأسف لم يتم اي لقاء رسمي معه في اطار المشاورات فقد رفض أحمد غالب حضور الاجتماعات بناءً على تعليمات وأوامر صدرت له من الرياض.. وعموماً فإن موقفنا من صرف الرواتب كان يشترط مراقبة الأمم المتحدة لهذا الجانب إلا أنها أكدت أن عملية المراقبة لأداء الحكومات لا يقع في اطار اختصاصها.
< كان من الملاحظ أن ملف تعز ومنذ بداية المشاورات لم يكن يمثل صعوبة ما لحله.. ما الذي ترتب حتى تم ارجاء الاتفاق حول تعز؟
- تثبيت الهدنة في تعز وغيرها كان هدفاً رئيسياً للوفد الوطني كون ذلك سيعمل على تعزيز الثقة والتخفيف من المعاناة الناتجة عن استمرار العديد من الاماكن تحت تأثيرات وافرازات الاحتقان الخطير الذي يستمر بصورة يومية.
واعتقد أن التجاذبات الخطيرة التي تشوب هذا الملف من قبل سماسرة الحرب ومع المزيد من المعاناة لأهل مدينة تعز وكل اليمن عموماً كانت سبباً في عدم تحقق انجاز باستثناء الاتفاق على ترحيل هذا الملف وتكليف لجان لمتابعة متطلباته.
< هل يعود ذلك لموقف سعودي أو إماراتي سلبي تجاه تعز؟
- كل هؤلاء مازالوا مع قوى الداخل يتفقون على الاستمرار في معاناة اليمنيين بالرغم من ان المشكلة ليست معقدة الى الدرجة التي يستحيل عندها تحقيق تقدم على صعيدها.
< يثار لغط كبير حول اتفاق الحديدة ولم يسلم ذلك من الاتهامات بالتخلي عن السيادة الوطنية.. تعليقكم؟
- اتفاق الحديدة وكما باركه مؤتمرنا الشعبي العام ومختلف الفعاليات الوطنية لا يجب تحميله مالا يطاق من المزايدات والمناكفات السياسية.. لقد كان الهدف الأول لوفدنا هو السعي الى التخفيف من معاناة المواطنين في هذه المدينة بل المحافظة عموماً وتجنيبهم حدوث أي كارثة عسكرية، وأن تهيأ اجواء جديدة يمكن أن تساعد على خلق مناخ لاعادة التطبيع للمحافظة واعادة الأمن والاستقرار وزخمها الاقتصادي.. ولاريب أن اعادة الانتشار والتمحور للقوات بين الجانبين والذي وصل الى مستوى خطير كان لابد أن تلعب الأمم المتحدة دوراً فاعلاً في الاشراف على تحقيق هذا الانسحاب وبالصورة التي تجعله يتم بانسيابية كاملة.. ومن يتحدثون عن السيادة نقول لهم إن الأمر يتمثل في دخول الأمم المتحدة للاشراف على ميناء الحديدة وأن عملية التفتيش انتقلت من جيبوتي الى الحديدة.
< لكن هناك اختراقات للاتفاق ومن اللحظة الأولى؟
- هي اختراقات متوقعة خاصة من الجانب الآخر الذي امتثل للاتفاق بضغوط خارجية لكننا مع هذا نأمل أن يتعزز الاتفاق ويتم انجازه بصورة كاملة وان يهيئ كما سبق وان أشرت الاجواء للولوج في المفاوضات القادمة.
< باختصار كيف تقيمون إدارة الوفد في التعاطي مع ملف الأسرى وهو ملف حيوي ومهم؟
- كان للوفد الوطني منذ الوهلة الأولى أن أكد أنه سيتعامل مع هذا الملف بدرجة عالية من الاستشعار بالمسئولية الوطنية والانسانية وباعتباره قضية انسانية تعيد البهجة والسرور الى الكثير من الأسر التي تنتظر عودة ابنائها من الأسر حيث أعلنا تعاملنا مع هذا الملف على مبدأ الكل مقابل الكل، وهذا يمثل اشراقة تعكس حيوية الوفد الوطني والتي قوبلت بإشادة بالغة من كل المهتمين.
< يقال إن وفد الرياض اهتم بالأسرى السعوديين أكثر من غيرهم .. ما تعليقكم؟
- هذا واضح حيث لم يكن الوفد قادراً على تسليم جداول اسماء الأسرى إلا بعد عدة أيام، أي أنه قدم الى المشاورات ولا يمتلك المعلومات الكافية لكل أسراه وهو أمر أخر عملية الاستلام والتسليم.
< وماذا عن مطار صنعاء؟
- مطار صنعاء وأنتم أخ يحيى عضو باللجنة الخاصة به لم يكن موقف وفدنا إلا داعماً لفتح المطار وأكد أنه على استعداد لفتحه وفق المعايير الدولية وتحت ادارة وطنية والعمل على معالجة كافة المخاوف التي يخشى البعض منها من عودة الملاحة الى مطار صنعاء لكن يبدو أن هناك رغبة كانت واضحة في أن يتم استبدال مطار بيشة بمطار عدن وتحويله الى محطة أمنية وحرمان مطار صنعاء من الرحلات الدولية وجعل وصول الطيران الى صنعاء في اطار رحلات داخلية، الأمر الذي يعمق مسألة استمرار الحصار لمطار صنعاء.. وقد واجهنا كل ذلك بتقديم المزيد من التنازلات، لكن لم يتم التعامل معه بنفس المسئولية فالرغبة مستمرة في استمرار المطار مغلقاً.
وهي معوقات جاءت على عكس التصريحات المبكرة للمبعوث الدولي عقب أول اجتماع له مع الوفد الوطني في صنعاء حيث أعلن أنه سيتم فتح مطار صنعاء أمام الملاحة في غضون عشرة أيام وأنه جاهز من الناحية الفنية واللوجيستية.
وأشير الى أن رفضنا لمطار عدن يعود لحيثيات عدة منها أنه لم يعد تحت السيطرة الأمنية للسلطة في عدن وهو أمر أكده محافظ عدن، كما أن الطيران اليمني محرم عليه البيات فيه.. وفي اطار هذه الفوضى سيتحول الى محطة أمنية لممارسة المزيد من التعسفات بحق المسافرين والناشطين والسياسيين.
< وماذا عن الاطار السياسي؟
- الاطار السياسي يمثل لبّ العملية التشاورية كونه يمثل خارطة الطريق للمفاوضات القادمة حيث سيسمح بمناقشة العديد من القضايا على صعيد البحث عن بدائل لرئاسة الجمهورية والحكومة وتحديد الفترة الانتقالية واجراء الانتخابات وكذا نزع السلاح من المسلحين في جميع المدن اليمنية، وقد وافق الوفد على الكثير من المضامين التي شملها مشروع الاطار الذي قدمه المبعوث الدولي وتم ترحيله الى المرحلة التالية.
< هل لكم أن تحدثونا عن نشاط الوفد وآلياته وتناغمه؟
- الحديث يطول فالاشراقات عدة وقد سعدت بأنك في صحيفة »الميثاق« ومنذ أول تغطية كتبتها عن المشاورات تواصل كتابة الانطباعات عن الوفد وأدائه وإدارته وما امتاز به من تعاون وتكافل وتناغم على مستوى كل جوانب مهمته.
وأشير هنا الى جهود الاستاذ محمد عبدالسلام رئيس الوفد ونائبه جلال الرويشان على ما قدماه من أداء فاعل ارتكز على روح ديمقراطية والتزام رائع بالمشاركة الفاعلة لكل اعضاء الوفد وكل ذلك ساعد على انجاز الوفد لمهمته بصورة فاعلة حظيت بارتياح شعبي ورسمي ولعل الاستقبال الكبير الشعبي الذي حظي به الوفد الوطني بمطار صنعاء واحد من الجوانب التي تبعث على الارتياح بأننا قد قدمنا دوراً فاعلاً بالرغم من عدم تمكنا من تحقيق السقف المنشود للطموح الذي كنا نرغب في زفه الى جماهير شعبنا التي ظلت ترقب باهتمام بالغ مجريات المشاورات خلال فترة انعقادها.
< يواصل الوفد عقد لقاءاته.. ما دلالات ذلك؟
- الوفد الوطني وامام ما انجزه في مهمته مطالب باحاطة مختلف الفعاليات بذلك حيث التقينا بالرئيس مهدي المشاط ورئيس مجلس النواب يحيى الراعي ومن ثم اعضاء المجلس في جلسة خاصة أُعدت لهذا الغرض.. كما التقينا بالأحزاب، وسيواصل الوفد اجتماعاته مع مجلس الشورى وفعاليات أخرى وهذا يعكس أهمية أن يظل الوفد الوطني في حالة عمل ونشاط مستمر وتقييم موضوعي لنشاطه في السويد والوقوف أمام جوانب الايجاب والسلب.
< كلمة أخيرة؟
- لا أنسى جهود قيادة المؤتمر الشعبي العام برئاسة الشيخ صادق بن أمين أبو راس رئيس المؤتمر والذي كان لمتابعته لكل نشاطنا وبصورة يومية أثره في منحنا العزم والنشاط والفاعلية والحيوية والتزود بإرشاداته ونصائحه الأمر الذي شكل عامل دفع وحافزاً لنا.. كما لا ننسى دور المجلس السياسي الأعلى في إنجاح مهام الوفد على أكمل وجه.
|
| |
|
|
|
|
|
|
|
تعليق |
إرسل الخبر |
إطبع الخبر |
معجب بهذا الخبر |
انشر في فيسبوك |
انشر في تويتر |
|
|
|
|
|
عضو المجلس السياسي- عضو قيادة الوفد الوطني لـ«الميثاق»:
