حاورها/ راسل عمر : -
تمثل منظمات المجتمع إحدى الأدوات غير الحكومية المهمة في تنفيذ كل البرامج التنموية والاجتماعية ويعد دورها المجتمعي مكملا للعمل الحكومي ولا يمكن الاستغناء عنه مطلقا..
وقد مثلت هذه المنظمات على تعدد مسمياتها وتخصصاتها دورا مهما في مساعدة الجهات الحكومية في كثير من المهام وخاصة خلال السنوات الأربع الماضية نتيجة العدوان والحصار.. وابرز تلك المهام المشاركة الفاعلة في الاعمال الإغاثية والإيوائية للنازحين من المناطق التي تواجه اعمالاً عسكرية واثرت على جوانب حياتهم الأمنية والغذائية.. اضافة الى تقديم المعونات الغذائية للاسر الفقيرة..
ولم يقتصر دور هذه المنظمات على تقديمها للخدمات الاجتماعية والخيرية فحسب بل اصبح لها دور أكبر واكثر اهمية في نشر وتفعيل ثقافة السلام الاجتماعي.. كون السلام الغاية والهدف في وقتنا الراهن وبما يؤدي إلى نبذ ورفض ثقافة الكراهية والاحقاد التي وجد من يروج لها في إطار مجتمعاتنا المحلية كهدف من اهداف العدوان الغاشم..
هنا التقينا بالاستاذة مريم الحبشي مسئولة مؤسسة "ازرع خيراً" التي تعد من المؤسسات المدنية الفاعلة في تنفيذ العديد من البرامج المجتمعية الهادفة الى المساهمة في رفع المعاناة عن الكثير من الفئات الشعبية المتضررة نتيجة العدوان والحصار..
ناقشنا معها العديد من القضايا المتعلقة بطبيعة عمل المنظمات المدنية ودورها الحالي وابرز الصعوبات والمعوقات التي تواجهها..
فإلى المحصلة :
< كيف تنظرين الى الوضع العام للمنظمات المدنية حاليا؟
- المنظمات المدنية الحالية تعمل على قدم وساق ولكن ينقصها التعاون الجاد والمسئول فيما بينها ، وايضا التعاون من قبل اهل الخير لدعمهم ورفع هممهم لمساعدة الغير خاصة المنظمات التي تعمل بإخلاص ونشاط..
أهمية كبيرة
< ما الأهمية التي يشكلها وجود المنظمات المدنية؟ وما الرسالة التي تحملها على تعدد مسمياتها ومجالاتها؟
- لها اهمية كبيرة خاصة في وقتنا الراهن وماسببه العدوان على البلاد.. فدورها الرئيسي والاساسي اليوم يتمثل بمساعدة اخواننا في جميع المحافظات..
ومن اهم الرسائل التي تقدمها دعم الجانب النفسي والمادي للمتضررين من العدوان والصراع القائم اضافة للأسر الفقيرة وتأهيل قدرات الشباب وتمكينهم اقتصاديا..
عمل تكاملي
< هل اصبحت المنظمات المدنية تقوم بمهام ومسئوليات الجهات المعنية في الحكومة أم أن العمل بينهما تكاملي؟
- العمل يجب ان يكون تكامليا وكل منهما مكمل للآخر.. ودائما ما نلاحظ ان الكثير من الندوات وورش العمل تنعقد بالتنسيق مع عدد من الجهات والمؤسسات الحكومية..
العمل التكاملي ضرورة لا يمكن الاستغناء عنه وخاصة في الجوانب الإنسانية التي تعد من ابرز مهام المنظمات المدنية في وقتنا الراهن..
منظمات ربحية
< تم منح التراخيص للآلاف من منظمات المجتمع المدني على تنوع اسمائها ومهامها إلا أن الفاعلة او التي تعمل ميدانيا عددها بالعشرات.. إلامَ تعزون ذلك؟
- هذا بالفعل موجود ولكن يرجح غالبا بسبب ان هناك من يعمل لحسابه الخاص أو بهدف الربح وكل من يضع في اهتماماته الربح والتجارة من وراء انشائه منظمة مدنية يفشل ويسقط سريعاً..
وهناك ايضا قلة أو انعدام الدعم لدى اغلب المنظمات المحلية وعدم قدرتها على ايجاد البديل ما يؤدي بها إلى التوقف..، والسبب الرئيسي في ذلك أن تأسيس هذه المؤسسة او تلك المنظمة التي توقفت وغابت عن العمل تم بطريقة غير صحيحة وغير مدروسة..
إعادة النظر
< ما الدور الذي تتخذه الجهات الحكومية المسئولة عن المنظمات المدنية تجاه المنظمات الموجودة اسماً وغير موجودة ميدانياً أو أي نشاط لها؟
- بالفعل هناك الكثير من المنظمات موجودة اسماً وغير موجودة ميدانيا أو ليس لها أي نشاط.. وقد بينت سابقا ان السبب قد يعود إلى انعدام الامكانات والدعم أو أن إدارتها عاجزة وغير قادرة على إعادة ترتيب اوراقها وخططها بشكل سليم وصحيح..
وهنا اقترح ان تحدد لها مدة محددة لاعادة النظر في وضعها ومن ثم إن عجزت وبقيت في حالتها الميتة تتخذ إجراءات صريحة بإلغاء تصريحاتها والاعلان عن ذلك في الصحف الرسمية..
مقترح للنقاش
< في اعتقادك هل قانون المنظمات المدنية أو غير الحكومية يسهل من عملها أم أن هناك قيوداً تؤثر على نشاط هذه المنظمات وتعيق اهدافها؟ وهل من الضروري اعادة النظر بالقانون وتطويره بما يقود إلى منح المنظمات المدنية المزيد من الحرية؟
- القانون وضع الآليات الواضحة لسير عمل المنظمات المدنية وحدد توجهاتها بالنظر إلى أهداف كل منها.. ولكن قد يكون من الضرورة اليوم إعادة النظر في القانون بما يتماشى مع الوضع الراهن والمتغيرات الكثيرة التي يشهدها الوطن..
وأرجو هنا أن ينعقد مؤتمر برعاية وزارة الشئون الاجتماعية والعمل والجهات الحكومية المختصة بحضور مسئولي المنظمات المدنية للوقوف على مجمل الاوضاع المتعلقة بالنشاط المدني للمنظمات المدنية على اختلافها وتنوعها والاستماع إلى كل الآراء المقدمة من مسئوليها، والهدف تطوير العمل المدني وترقية القانون إن كانت هناك ضرورة..
العمل المدني للمنظمات غير الحكومية بحاجة إلى تطوير بما يتماشى مع المتغيرات الحالية..
ولكن يبقى السؤال هنا : هل الوقت مناسب لانعقاد هذا المؤتمر ومناقشة كل القضايا المتعلقة بالعمل المدني؟
وانا هنا اقول: رغم تأكيدي على اهمية انعقاد مثل هذا المؤتمر إلا ان الجهات المختصة هي من تحدد موعده واهميته..
مجرد رأي ومقترح اضعه هنا لعل وعسى يتم التفاعل معه من وحي الأهمية التي اصبحت تحتله وتمثله منظمات المجتمع المدني في الوقت الراهن..
انعدام الدعم المعنوي والمادي
< كمسئولة عن مؤسسة مدنية.. ما ابرز المهام التي تقوم بها مؤسستكم وهل هناك عوائق أو صعوبات تواجه نشاطاتكم؟
- ابرزالمهام التي تقوم بها المؤسسة هي التمكين الاقتصادي ودوام ذلك ومساعدة ذوي الاحتياجات سواء طبيا او غذائيا او تعليميا.. وفي جميع المجالات التي تخص المواطن المتعب في ظل العدوان الغاشم..
ومن اكثر الصعوبات التي تواجهنا عدم الدعم المعنوي والمادي من قبل الجهات المختصة الحكومية وبعض القطاعات الخاصة.. ونأمل أن تلتفت الجهات الحكومية والقطاع الخاص إلى الجهود الكبيرة التي تقوم بها منظمات المجتمع المدني حاليا وترفد نشاطاتها بالدعم المطلوب، كون كل الاعمال التي نقوم بها تعود بالاستفادة على المواطنين..
السلام الداخلي أولاً
< اليوم أصبح المجتمع المدني يحمل على عاتقه مسئوليات كبيرة ولعل من أهمها نشر وتفعيل ثقافة السلام الاجتماعي.. ألا يعد العمل من أجل تحقيق وسيادة السلام في مقدمة القيم الإنسانية الرفيعة التي ينبغي على منظمات المجتمع المدني نشرها.. وما الدور الذي تقومون به في هذا الاتجاه؟
- السلام وما تتضمنه هذه الكلمة واجب على الجميع ولكن نحن اليمنيين اساس السلام.. وهناك عدو غاشم على البلاد ، ومن الصعب جدا تجسيد السلام والمناداة له ونحن في حالة عدوان لم تكن هناك أي اسباب حقيقية لشنه على البلاد والعباد..
لذلك اجد السلام الداخلي هو ما نبحث عنه اولاً..
الاهتمام بالشباب والمرأة
< أين موقع الشباب والمرأة في إطار اهتماماتكم ؟ وهل لكم برامج للتوعية بالظواهر السلبية التي تنتشر في المجتمع وما تمثله من خطورة لاسيما على الشباب؟
- من اهم نشاطاتنا الاهتمام بالشباب والمرأة وتمكينهم اقتصاديا ومساعدتهم لتجاوز هذه الازمة إما بالدورات التدريبية او التوعية النفسية ورفع هممهم الى الاعلى..
تنمية القدرات
< ما اهم البرامج التي ترونها في اطار مؤسستكم تمثل اهمية وينبغي العمل من أجلها في هذه المرحلة الصعبة التي يواجه فيها الوطن عدوانا غاشما وحصارا ظالما وما سببه ذلك من كارثة إنسانية حقيقية على اليمنيين؟..
- تنمية قدرات الشباب من الجنسين في ظل الظروف السيئة التي تمر بها البلاد هي من اولى الأولويات التي ينبغي إيلاؤها كل الاهتمام والمسئولية.. فالشباب هم عماد هذا الوطن وبُناته في المستقبل.. وهذه من اهم القضايا من وجهة نظري التي ينبغي على كل منظمات المجتمع المدني التركيز عليها..
ونحن بدورنا نعمل في هذا الاتجاه بحسب إمكاناتنا الضعيفة والمحدودة.. كون الفراغ الذي يعاني منه الشباب نتيجة انعدام الوظائف يشكل خطورة ليس عليهم فحسب وانما على الوطن عموماً..
| 
رئيسة مؤسسة «ازرع خيراً» المدنية مريم الحبشي لـ«الميثاق»: 
