جميل الجعدبي - بعد مرور عام على أحداث ديسمبر 2017م، والتي تلقّى فيها حزب »المؤتمر الشعبي العام« ضربة موجعة بمقتل رئيسه، الرئيس السابق على عبدالله صالح، والأمين العام للحزب عارف عوض الزوكا، في مواجهات بين رفاق جبهة مواجهة »التحالف«، يمكن القول إن »المؤتمر الشعبي العام« تجاوز الصدمة برغم ما تعانيه قياداته من شتات بين الداخل والخارج، وتباين وانقسام حول القضايا الوطنية وأولويات المرحلة.
لملمة جراح أحداث ديسمبر
وبالرّغم من الهزّة القوّية التي تعرّض لها »المؤتمر« في ديسمبر 2018م، يجدر الإشارة الى استمرار وتأكيد تموضعه في الجبهة المواجهة لمخططات »التحالف« الذي تقوده السعودية في اليمن منذ مارس 2015م.
في الاجتماع الذي عقدته اللجنة العامة لـ»المؤتمر« بتاريخ 7 يناير 2018م، وهو أول اجتماع عقب أحداث ديسمبر، أكدت في بيان أنّ ما حصل لن يدفع قيادتها »لمهادنة العدوان على سيادة وكرامة وحرية شعبنا اليمني العظيم، ومقدراته ومكتسباته، أو للوقوف ضد شعبنا وتضحياته وسيادته واستقلاله ووحدته وسلامة أراضيه مهما كانت الآلام والجروح«، مضيفة: أن »الأحداث التي فاجأتنا بهذا الشكل وبهذه النتائج الكارثية تفرض علينا أن نضع الوطن ومصلحته العليا فوق كل الجراح والآلام والأحزان، وأن نقف على أقدامنا ونلملم جراحنا ونستمر في عطائنا للوطن والشعب والمؤتمر وجماهيره، وذلك بحفاظنا على موقفنا المبدئي والثابت الرافض والمقاوم للعدوان والحصار«.
تجاوز مرحلي للصدمة
وبإصدار اللجنة العامة لـ»المؤتمر« قرارات تصعيد أحمد علي عبدالله صالح، نجل الرئيس الراحل، وعارف عوض الزوكا، نجل الأمين العام السابق للحزب، إلى عضوية اللجنة الدائمة الرئيسية مطلع اكتوبر الماضي، وكذا دعوتها وقراراتها الأخيرة في 13 ديسمبر 2018م، التي قضت بدعوة اللجنة الدائمة الرئيسية لـ»المؤتمر الشعبي العام« للانعقاد في أقرب وقت ممكن، يرى محللون أن »المؤتمر« بهذه الخطوات »تجاوز مرحلة امتصاص صدمة ديسمبر ليبدأ التحضير لمرحلة ترميم بنيانه الداخلي وتحديث هياكله التنظيمية«.
لجنة تحضيرية لاجتماع اللجنة الدائمة
وفي هذا السياق، أصدر رئيس »المؤتمر« الشيخ صادق بن أمين ابو راس الأسبوع الماضي قراراً تنظيمياً قضى بتشكيل لجنة تحضيرية للتحضير والإعداد لانعقاد الدورة الاستثنائية للجنة الدائمة الرئيسية لـ»المؤتمر الشعبي العام«.
وبحسب القرار، فقد تكونت اللجنة من 14 شخصاً يرأسهم الشيخ صادق بن أمين ابو راس، ويحيى الراعي نائباً له، وضمت اللجنة في عضويتها الأمين العام المساعد فائقة السيد، والقائم بأعمال الأمين العام المساعد لقطاع المرأة فاطمة الخطري، ونجيب ناصر العجي رئيس هيئة الرقابة التنظيمية والتفتيش المالي، كما ضمت اللجنة في عضويتها أعضاء اللجنة العامة خالد الديني، احمد النويرة، خالد عبدالوهاب الشريف، عبده الجندي، بالإضافة إلى عضوية كلٍّ من فؤاد محمد الكميم رئيس الدائرة المالية والإدارية، طارق احمد الشامي رئيس الدائرة الإعلامية، طارق محمد الاكوع رئيس دائرة الإحصاء والمعلومات، وعلي العنسي نائب رئيس الدائرة التنظيمية.
لجان فرعية
وكشفت مصادر سياسية في قيادة »المؤتمر«، أن اللجنة التحضيرية تعكف حالياً لإقرار آلية الإعداد والتحضير لانعقاد الدورة الاستثنائية للجنة الدائمة الرئيسية، والتي تأخر انعقادها منذ 8/11/2014م.
وأوضحت المصادر أن اللجنة أقرت تشكيل فرعية من بين أعضائها، ووزّعت المهام التحضيرية عليهم، تمهيداً لانعقاد اجتماع اللجنة الدائمة، والذي -بحسب سياسيين- يعد أهم خطوة تنظيمية للحزب منذ سنوات.
قرارات مرتقبة مهمة
وفي حديثه، توقع الأستاذ يحيى على نوري، عضو اللجنة الدائمة بـ»المؤتمر الشعبي العام«، انعقاد اجتماع اللجنة الدائمة المرتقب بمشاركة أكثر من 1500 عضو من عموم محافظات الجمهورية.
ما هي اللجنة الدائمة؟
وبحسب النظام الداخلي للحزب، فاللجنة الدائمة هي التكوين المسؤول عن قيادة أعمال »المؤتمر« وسياسته، وتوجيهها في ما بين دورات انعقاد »المؤتمر العام«.
ومن مهام اللجنة أيضاً انتخاب الأمناء العامين المساعدين، وأعضاء اللجنة العامة، وإقرار أية تعديلات أو إضافات إلى لائحة المخالفات والجزاءات، وكذا المصادقة على مشاريع قرارات مجالس التأديب المعروضة عليها من اللجنة العامة بفصل أي من أعضائها.
وتتكون اللجنة الدائمة من أعضاء تم انتخابهم بالاقتراع السري المباشر من قبل مؤتمرات فروع »المؤتمر« بالمحافظات (عن كل دائرة نيابية عضواً وعن كل فرع جامعة خمسة أعضاء)، وأعضاء بحكم مواقعهم مثل (أعضاء اللجنة العامة، أعضاء هيئة الرقابة، أعضاء الهيئة النيابية، أعضاء الهيئة الوزارية، أعضاء هيئة الشورى)، بالإضافة إلى رؤساء فروع »المؤتمر« بالمحافظات، وأمناء عموم المجالس المحلية بالمحافظات من المنتمين للحزب، وكذلك محافظي المحافظات ورؤساء الجامعات من أعضاء »المؤتمر«.
|