أكدت مصادر متطابقة استمرار انقسامات اللجنة التحضيرية لما يسمى «مهرجان التصالح والتسامح» الذي كانت بعض القوى والعناصر تحضر لإقامته يوم غدٍ الأحد في مدينة عدن.
وعلمت «الميثاق نت» من مصادر مقربَّة أن ممثلي المنظمات المدنية والفعاليات السياسية والاجتماعية بمدينة عدن انسحبوا من اللجنة التحضيرية التي همَّشت مقترحاً أجمع عليه معظم أبناء مدينة عدن، ويعتبرون شرطهم الوحيد للمشاركة ومطلبهم الوحيد من المصالحة، وهو «الاعتذار لمدينة عدن وأبناءها» من جميع أطراف الصراع الذي لم يكن لعدن ولا لأبنائها ناقة ولا جمل فيه، بل كانوا ضحايا كل الصراعات، وكانت مدينتهم ساحة مستباحة لأطراف النزاعات و الصراعات والمواجهات الدموية التي خلفت وراءها المآسي.
وأضافت المصادر أن« توزيع مخصصات نقل المشاركين وحصص أحزاب اللقاء المشترك والفعاليات الأخرى من الشعارات والأعلام، وكذلك تقسيم برنامج الفعالية –وتحديداً منها الخطابات- على أحزاب المشترك وبقية الفعاليات، فضلاً عن مقترح الاعتذار لمدينة عدن وأبنائها» كانت أبرز نقاط الخلاف، التي لم يتمكن المجتمعون حتى وقت متأخر من ليل أمس الجمعة من حسمها، وخاصة بعد أن انسحب من الاجتماع- إضافة لممثلي مدينة عدن- العميد ناصر النوبة رئيس ما يسمى «مجلس تنسيق جمعيات المتقاعدين العسكريين والأمنيين».
وأكد العميد ناصر النوبة في تصريح نشرته «الأيام» في عددها الصادر اليوم السبت- أنه مغادر إلى منطقته في محافظة شبوة ومنسحب من اللجنة التحضيرية ومن المشاركة في المهرجان المزعوم..
وبرَّر النوبة انسحابه بما أسماه «سعي أحزاب اللقاء -التكتل المعارض في اليمن- إلى احتواء الفعالية والسيطرة على المهرجان وتجييره لأغراض سياسية تصب في مصلحة أحزاب المشترك وحدها»..
وأضاف النوبة الذي برز في صدارة الفعاليات التي شهدتها بعض المدن خلال الفترة الماضية تحت مسمى «مجلس تنسيق جمعيات المتقاعدين» أن أحزاب المشترك تحاول ركوب الموجة والمتاجرة بنضالات الآخرين واحتلال صدارة الأمر وكأنها هي التي اضطلعت بالأمر منذ البداية على حد تعبير النوبة.
وتشير مصادر «الميثاق نت» بتصاعد الخلاف بين القائمين على اللقاء احتمال إلغاء المهرجان المزعوم، بعد انسحاب النوبة ومعه ما تسمى جمعيات المتقاعدين ورفض أبناء مدينة عدن المشاركة وتلبية استغاثة دعاة التسامح المزيف، إلاَّ أن المصادر ذاتها تؤكد استمرارية ممثلي أحزاب اللقاء المشترك «بمفردهم» في التحضير لمهرجان يوم غد، والذي لن يكون مسمَّاه ولا محتواه «مهرجان التصالح» بل سيكون واحده من الفعاليات التي نظمتها أحزاب المشترك في عدد من المدن والمديريات.
إلى ذلك دعا الكاتب ياسين مكاوي الحزب الاشتراكي اليمني كمؤسسة إلى تقديم الاعتذار الرسمي والعلني لمدينة وأبنائها على الجرائم التي ارتكبها إبان حكمه الشمولي والتعهد أيضاً بمنع حدوثها مرة أخرى.
وكان المقدم لحسون -نجل الشهيد صالح مصلح –أبرز أربعة قياديين من قيادات الحزب الاشتراكي اليمني التي تم تصفيتها في أحداث 13 يناير 86م ضمن صراعات أجنحة الحزب - حذر الداعين إلى ما يسمى بلقاء التصالح والتسامح المزعوم بعدم المتاجرة بدماء الشهداء، رافضاً المهرجان باعتبار الداعين إليه والقائمين على تنظيمه من القتلة الذين صفوا والده ورفاقه وارتكبوا الجرائم والتصفيات الدموية خلال إحداث 13 يناير وما قبلها وفروا إلى خارج اليمن ليمولوا اليوم مثل هذه اللقاءات المشبوهة.