أحمد الزبيري - موقف المغرب الرسمي بسحب قواتها من تحالف العدوان السعودي لاقى ترحيبا واسعا من الشعب اليمني وكل قواه الاجتماعية والسياسية والحزبية المتصدية لهذا العدوان طوال اربع سنوات وكونه تأخر كثيرا لكنه خير من ألا يأتي..
وهو بكل تأكيد سوف يحسب للحكومة المغربية بقيادة جلالة الملك محمد السادس.
نعرف في اليمن ان الشعب المغربي ومعظم مكوناته لم يكونوا راضين عن مشاركة بلادهم العسكرية في عدوان على شعب مسالم لطالما تفاخروا في هذه الدولة الواقعة اقصى المغرب العربي بانتمائهم الى اليمن ويشمل ذلك العرب والبربر والطوارق..ونعرف ايضا الظروف الاجتماعية والسياسية الصعبة التي يعيشها هذا الشعب الشقيق واستغلال الانظمة النفطية في الجزيرة العربية والخليج لهذه الظروف فالمال النفطي كما يتوهم ناهبوه من بني سعود وعيال زايد انه قادر على شراء أيًّ كان وجره الى تحالفه العدواني الاجرامي في حربه على الشعب اليمني لكن ليس الى النهاية وهذا ماهو حاصل مع مملكة المغرب الشقيقة وهي ليست وحدها فهناك دول اسلامية رفضت منذ البداية الانزلاق عسكريا في العدوان على اليمن كباكستان ودولة اخرى سبقت المغرب في الانسحاب من هذا التحالف ونعني بها ماليزيا.
نفهم ان ليس السبب الوحيد في هذا الانسحاب ان النظام في المغرب ادرك ان هذه الحرب اجرامية وهدفها تدمير اليمن وابادة ابنائه ولكن هناك اسباباً اخرى مرتبطة بجهل وعنجهية وكبر النظامين السعودي والاماراتي في سياستيهما الخارجية مع كل الدول العربية والاسلامية خصوصا التي تعاني ازمات اقتصادية وسياسية كان لعبث ايادي انظمة النفط دور في وجودها وهذا اكثر ما ينطبق على نظام البشير في السودان والذي كان مدركا وعلى اطلاع بالدور السعودي والخليجي في ازمات السودان وتقسيمه ومعاناة ابنائه والتي لم تقل بل ازدادت بعد الدفع بالآلاف من جنود جيشه للمشاركة الفاعلة في كل جبهات العدوان على اليمن ناهيك عن فتحه ابواب السودان لتجنيد المرتزقة من ميليشيات الجنجاويد التي ارتكبت جرائم ضد الانسانية ضد شعبها في دارفور ..معتقداً ان هذه المشاركة سوف ترضي السعودية وامارات عيال زايد وبالتالي امريكا وتحالفها الغربي ليتمكن من رفع سيف الملاحقة الدولية والعقويات عليه وعلى بلده وهذا لم ولن يحصل وان دخل دائرة السكوت المؤقت وها هو اليوم البشير يواجه غضب الشعب السوداني الذي لم يعد يحتمل حماقة قيادته وتشبث البشير بالسلطة ولو تقسم السودان وقتل جنوده في حرب لاناقة لهم ولاجمل فيها ناهيك عن انها في اهدافها خطرة على مستقبل السودان الذي يتشارك مع اليمن اهم ممر مائي حيوي في العالم ونعني البحر الاحمر.
خيراً للمغرب وماليزيا ان انسحبتا من هذا التحالف العدواني ونحن بانتظار ان يقول الشعب السوداني كلمته برأس نظامه البشير الذي اجرم بحق الشعب والجيش السوداني وبحق الشعب اليمني ويضع حداً لهذا المجرم وفاءً للاخوة اليمنية السودانية التي لطالما كانت نموذجاً لما يجمع العرب..
لقد ادرك المغاربة مغبة استمرارهم في هذا العدوان ولم يبالوا بالعنجهية السعودية الاماراتية التي تستقوي بأمريكا واسرائيل ..مستوعبين ان الانسحاب من تحالف اجرامي كهذا خير لهم من الاستمرار فيه..فهل يفقه من بقي في هذا العدوان حتى شكلياً ما اقدمت عليه المغرب من موقف صائب ويحذون حذوها ..ام ان المال النفطي القذر اعمى بصائرهم لرؤية ثمن استمرارهم في قتل الشعب اليمني وحصاره ؟!
|