د.عادل غنيمة - منذ ان استبشر ابناء الشعب اليمني بنجاح اتفاق ستوكهولم في السويد بالاتفاق على وقف اطلاق النار في اليمن والذي حظي بتأييد دولي واممي وتم ترجمة ذلك من خلال قرارين دوليين القرار الاول يؤكد على ما توصل اليه اطراف التفاوض من الاتفاق على وقف اطلاق النار في الحديدة واعادة الانتشار لقوات الاطراف المتنازعة والاتفاق على تبادل جميع الاسرى على قاعدة الكل مقابل الكل ومواصلة المشاورات لحل ملف فتح مطار صنعاء وتحييد الملف الاقتصادي وتوحيد البنك المركزي وصرف مرتبات جميع موظفي الدولة والاتفاق على انهاء ملف ادخال المساعدات الانسانية لمدينة تعز فان مرور اكثر من شهرين على الاتفاق دون تحقيق نجاح يذكر في تنفيذ بنود الاتفاق او بدء المشاورات لحل بقية نقاط إجراءات بناء الثقة التي حددتها الامم المتحدة في خطة مبعوثها الدولي الى اليمن مارتن غريفيث هو دلالة على عدم رغبة التحالف وحكومة ما تسمى الشرعية في انهاء ملف الحديدة والاسرى وان الموافقة السعودية وهادي وحكومته كانت تحت ضغوط دولية من امريكا وبريطانيا وان خطة التحالف هي في عرقلة التنفيذ من خلال شيطنة تفاصيل الاتفاق واعادة تفسير ماتم الاتفاق عليه من خلال المماطلة وكسب الوقت واتهام صنعاء والجيش الوطني بالعرقلة فما هو سبب اصرار امريكا وبريطانيا على تنفيذ الاتفاق وهم حلفاء السعودية والامارات اللتين تعملان بكل الوسائل لافشال اتفاق السويد ؟
اعتقد ان التفسير لذلك يتضح في التالي :
أولاً: الرغبة الامريكية والبريطانية في السيطرة على موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى بعد سيطرة التحالف على معظم موانئ اليمن لتحييدها عن حالة الصراع في اليمن والتي تخطط لها دول الغرب وقد تستمر لفترة طويلة الاجل ويعتبر البحر الاحمر من المناطق التي قد تهدد الامن والسلم الدوليين ولذلك وجدنا الاصرار الامريكي على تنفيذ الاتفاق والضغط على التحالف لإعادة الانتشار وفتح الممر الجنوبي لمطاحن البحر الاحمر لادخال المساعدات الانسانية والتي اتضحت من خطاب صغي عزيز للأمم المتحدة بالموافقة على فتح الممر وبتاريخ 2019/2/13م وكذلك اعلان التحالف على الموافقة على اعادة الانتشار في الحديدة وهو ما يؤكد صحة تحليلنا برغبة الدول الكبرى بتحييد السواحل اليمنية عن الحرب التي قد تستمر لفترة طويلة ولابد من اخضاعها للوصاية الدولية وهو ما جاء في القرار الدولي الاخير الذى اكد على القرار السابق ورفع عدد المراقبين الدوليين الى 75مراقب وسوف تتوالى القرارات الدولية لتأكيد الوصاية الدولية على الحديدة وموانئها ..
ثانياً: "المؤشرات الاولية لاتفاق السويد كانت تنبئ بأن نجاح الاتفاق سيكون مقدمة لانهاء ملف حرب التحالف على اليمن ولكن الواقع الميداني على الجبهات وتوسعها واستمرار المعارك بضراوة دلالة على استمرار الحرب وعدم اشارة القرار الدولي بالدعوة لوقف حرب اليمن والتي رفضه البيت الابيض الامريكي من خلال رفض المشروع البريطاني الاول والثاني الذي كان يدعو لوقف خرب اليمن واذا ما عادت بنا الذاكرة الى قرار مجلس الشيوخ الامريكي والقرار الاخير لمجلس النواب الامريكي بالموافقة على قانون سحب دعم امريكا للتحالف في عدوانها على اليمن وكانت الموافقة بعدد 248عضوا مقابل 178عضوا معارضا موالين لإسرائيل والسعودية واذا ماتم تحليل ردود الأفعال من البيت الابيض ووزارة الخارجية والدفاع الامريكية فأنها ترفض تماما وقف حرب التحالف على اليمن وان كانت تؤيد بقوة وقف اطلاق النار في الحديدة وانفاذ اتفاق السويد وتحييد سواحل اليمن عن الحرب التي قد تستمر لسنوات قادمة فقد اعلن ترامب امكانية استخدامه لحق الفيتو لوقف قانون نجلس النواب الامريكي وقرار مجلس الشيوخ الامريكي واللذان يعبران عن حالة السخط للرأي العام الامريكي عن جرائم ابن سلمان في المنطقة وبعد فضيحة اغتيال خاشفجي بتلك الطريقة البشعة التي هزت الرأي العام العالمي والتي اكدت كل التقارير الصحفية وتقارير المنظمات الدولية عن جرائم الحرب التي يرتكبها التحالف في اليمن منقتل وتشريد للمواطنين وحصار وتجويع ونشر للأوبئة في كل مناطق اليمن وهو الذي جعل برلمانات دول العالم واعلام امريكا والغرب يتعاطف مع معاناة الشعب اليمني ويطالب بوقف حرب التحالف على اليمن.
ثالثاً: استطاعت امريكا ودول التحالف وبضغوط على حكومة هادي من تهدئة الرأي العام العالمي المطالب بوقف العدوان على اليمن من خلال تمرير اتفاق السويد الذي يخدم المخططات الامريكية لاستمرار الحرب في اليمن والاستفادة من الاموال السعودية والاماراتية والتي مازالت تتدفق على الخزينة الامريكية
واذا كان هذا هو السيناريو المخطط لليمن امريكيا من تنفيذ اتفاق الحديدة والتي اهملوا فيها ملف الاسرى وانكروا وجودهم ولم يعترفوا سوى بالمئات منهم كما تناسوا بقية نقاط إجراءات بناء الثقة والتي تأتي اهميتها للشعب اليمني المحاصر في مناطق حكومة صنعاء ورفع معاناة الجرحى والمرضى والعالقين في الخارج وكذلك رفع معاناة 800 ألف موظف بسبب انقطاع مرتباتهم وادخالهم خانة الجوع والتهديد بالمجاعة بسبب توقف حكومة هادي عن التزاماتها للمجتمع الدولي بصرف المرتبات عند نقل البنك المركزي وموارد اليمن الى بطن هادي وحكومته الفاسدة التي ما تهاونت ابدا في الاستئثار بأموال اليمن من ايرادات سيادية ومبيعات النفط والغاز والتي يتم توريدها للبنك الاهلي السعودي وبحدود مليار دولار سنويا يتصرف بها هادي كيفما شاء دون محاسبة من المجتمع الدولي او التحالف ويتصرف بأموال الطباعة التي وصلت الى ترليون ومائة مليار دون معرفة اين مصيرها فكيف يمكن للحرب ان تتوقف ولذلك فإنني اقترح على وفدنا الوطني الاصرار على تزامن تنفيذ اتفاق الحديدة باستكمال المشاورات لحل بقية نقاط إجراءات بناء الثقة وخاصة فتح مطار صنعاء وتوحيد البنك المركزي وتحييده عن حكومات اطراف الصراع والاشراف الاممي على البنك لصرف المرتبات وتشغيل مؤسسات الدولة التعليمية والصحية على الاقل ولتكون الخدمات من اختصاص المجالس المحلية وان يتم تركيز وفد صنعاء على مطالبة الامم المتحدة بإصدار قرار دولي لوقف اطلاق النار في اليمن في كافة الجبهات وان ما يتم تنفيذه في الحديدة من وقف لأطلاق النار هي الخطوة الاولى باتجاه تعزيز السلام ووقف الحرب والحل السياسي الذي ينشده الشعب اليمني والمجتمع الدولي وترفضه دول العدوان الرباعية وان خدعت به المجتمع الدولي اعلاميا "
|