تحقيق/ عبدالرحمن الشيباني - دشنت وزارة الصحة العامة والسكان الأسبوع الفائت الحملة الوطنية للتحصين ضد الحصبة والحصبة الألمانية خلال الفترة من 9 - 14 من الشهر الحالي لجميع الأطفال والبالغين من 6 أشهر وحتى 15 عاماً في المراكز الصحية أو من خلال النزول الميداني للفرق الصحية إلى المدارس والمنازل صحبتها حملة إعلامية للتعريف بأهمية اعطاء الأبناء هذه اللقاحات حفاظاً على صحتهم ومستقبلهم من الأمراض التي تعطيهم هذه اللقاحات مناعة ضد تلك الأوبئة الفتاكة كالدفتيريا والحصبة الألمانية وغيرهما .. هذا في الوقت الذي ابدى بعض المواطنين تخوفهم من إعطاء أبنائهم هذه اللقاحات.. حول ذلك وأكثر الـ "الميثاق" تفاعلت مع هذا الموضوع وخرجت بهذه الحصيلة ..
خطورة المرض
الحصبة مرض شديد العدوى سببه فيروس "الروبيلا" إلا ان التطعيم يمنع الإصابة.. وبحسب منظمة الصحة العالمية فإن 2.6 مليون شخص يموتون بهذا المرض في العالم لأنهم لم يحصلوا على اللقاح حيث يأخذ الفيروس من 1 - 3 أسابيع لتأسيس نفسه ولكن الأعراض تظهر ما بين 9 - 11 يوماً بعد الإصابة الاولية أما الحصبة الالمانية فهي أكثر انتشاراً بظهور طفح جلدي للشخص المصاب حيث لا تعتبر الحصبة الألمانية معدية مثل الحصبة العادية وعادة ما تكون أقل تأثيراً وخطورة منها ما عدا استثناء واحد وهو في حالة ظهور الحصبة الألمانية على الأم: وفي حالة ظهورها على الأم الحامل خاصة في المرحلة الأولى والثانية من الحمل فذلك يشكل خطورة على الأم والجنين.
لقاحات آمنة
د. فؤاد الحبيشي نائب مدير مركز غزة الطبي بمديرية معين يقول إن الناس أصابهم الخوف في فترة سابقة من عمليات التحصين خصوصاً فيما يخص مرض الدفتيريا التي أُعطيت للفئات المستهدفة ونتجت عنها اعراض مثل التورم والوجع هذه الاعراض جعلت الناس يحجمون في البداية عن التجاوب مع الحملة بالرغم من أن هذه الأعراض لاتشكل خطورة على صحة الأطفال بل الأمر يكمن في قوة اللقاح والذي سبب بعض الهلع والخوف ..وفيما يخص هذه الحملة التي دشنتها الوزارة لمكافحة الحصبة والحصبة الألمانية هو لقاح آمن ليس فيه شيء وبارد واعراضه نادرة الحدوث ومنذ تم التدشين لم تأتنا أي حالة تعاني من أعرض، وإذا ما حدثت حمى مثلاً يعطى الفرد بارامول أو مسكنات أخرى وإذا ما حصل وصاحب طفح جلدي في بعض من تلك الأماكن التي ظهر بها الطفح فُيعطى كمادات وينتهي الأمر وكما قلت سلفاً هذه الاعراض نادرة جداً.. أما نسبة الأقبال في هذا المركز فكانت أكثر من 60٪ وكثيراً ما يفضل الآباء المراكز الصحية عن الفرق التي تنزل إلى المدارس والمنازل لشعورهم بالاطمئنان أكثر..
كسر الخوف
أما الأخت ابتسام العروس - ممرضة- فقالت إن الإقبال كان ضعيفاً في البداية لكن التجاوب حصل بعد شرحنا لهم هدف الحملة والنتائج التي يمكن ان تعود بالضرر على الطفل في حال تركه دون إعطائه هذه اللقاحات.. وتضيف: الحصبة فيروس ينتقل عن طريق الرذاذ وقد تحدثنا أثناء نزولنا مع الامهات حول ذلك وخطورة هذا الذي يؤدي إلى الوفاة، كما انه ايضاً يؤدي إلى فقدان البصر بالإضافة إلى مشاكل كثيرة في السمع وان اللقاح ضرورة وعادي جداً ولايشكل أي خطورة ويؤخذ على فترات بدءاً من الشهر التاسع ثم في عمر السنة والنصف ثم جرعة تنشيطية أخرى لاحقاً إلى 15 سنة تقريباً .
وتضيف العروس "نحن غطينا معظم المدارس وكان هناك خوف في بداية الأمر لأن لقاحات الدفتيريا خلقت توجساً وخوفاً لدى الناس لكننا تغلبنا على ذلك وتم كسر حاجز الخوف .. وبالنسبة لي أثناء نزولي تم تلقيح ما يقارب (180) حالة في الفترة الصباحية وفي الفترة المسائية (160) حالة.
شروط السلامة
الأخ/ واصف الفقيه- أمين مخازن- تحدث حول هذا الأمر بالقول: هذه اللقاحات مقدمة من قبل منظمة الصحة العالمية وهي بالطبع آمنة ويتم تخزينها بشكل سليم ، حيث تتوافر فيها شروط السلامة ولايمكن تسلمها الا بعد فحصها وتخضع للمراقبة من قبل لجنة ووفق معايير معروفة ولايوجد أي خوف على سلامتها ، وكما تشاهدون فإن هذه اللقاحات تحفظ في الثلاجات وأماكن صحية وبالطبع سوء التخزين لهذه اللقاحات ينهي مفعوليتها ثم تلفها لذلك نحاول بشكل جاد الحفاظ على هذه اللقاحات .
هناك آثار جانبية قد تظهر وهي قليلة الحدوث كالطفح أو الاحمرار لكن هذا شيء طبيعي بسبب تفاعل العلاج "اللقاح" في الجسم ولاخوف في ذلك.
تأجيل
اشرف الجبلي - موظن- كان قرب أحد المراكز والذي تحدث للصحيفة بالقول: أنا جئت اليوم لكي يتم تلقيح ابني كان هناك جدل ولغط حول هذا الموضوع وكذلك جئت متاخراً بعض الشيء لأنني تواصلت مع بعض المختصين في هذا الشأن وأكدوا على سلامة هذه اللقاحات وانتم تعرفون الظروف التي تمر بها بلادنا والجميع حريصون على أبنائهم وليس أنا وحدي لكن الحمد لله تم كل شيء بيسر وسهولة.
تجاوب
أم صلاح تقول: إن المدرسة التي يدرس بها ابنها ارسلت اشعاراً لها تخيّرها ما بين موافقتها بالتلقيح أو الرفض لكي تخلي مسؤوليتها في هذا الجانب .. وأضافت: جيت للمدرسة علشان اشوف الأمر ورأيت ان الاطفال كلهم بيتلقحوا واطمأننت وكانت هناك حملة توعية مصاحبة للتلقيح لأن الوعي مفقود والثقة أيضاً لذلك الناس مترددون .
أرقام ودلالات
تستهدف الحملة التي تقوم بها وزارة الصحة العامة والسكان نحو (13) مليون طفل إذ تعاني المحافظات اليمنية انتشاراً لهذا المرض .
حيث قال المنسق الوطني لمكافحة الحصبة في وزارة الصحة د/ وحيد عبدالله الباخش ان الحرب تسببت في تدهور الوضع الصحي وتوقف الكثير من المرافق الصحية عن العمل مما انعكس سلباً على الخدمات الصحية المقدمة للأطفال ومنها خدمات التحصين الروتيني لاسيما الجرعة الأولى والجرعة ضد فيروس الحصبة.. وسجل نظام الترصد للمرض في الوزارة نحو (12798) حالة مشتبهاً بإصابتها بالمرض في أكثر من (278) مديرية وتتصدر محافظة البيضاء قائمة المحافظات في عدد الوفيات بـ (28) حالة وفاة ثم محافظة ذمار بـ (21) حالة وفاة ومحافظتا إب وابين بـ (17) حالة وفاة لكل منهما وتوزعت بقية الوفيات على كلٍّ من حجة وشبوة وعدن والحديدة وتعز وصعدة والمكلا.
تمديد
وإزاء الاقبال على عملية التحصين أعلنت وزارة الصحة العامة والسكان تمديد الحملة استشعاراً للمسئولية وإعطاء الفرصة للذين تخلفوا عن التحصين بحسب تصريحات ناطق الوزارة بهذا الخصوص يأتي ذلك في الوقت الذي كان الكثيرون قد أبدوا قلقهم وتخوفهم من عملية التحصين خصوصاً بعد الاعراض التي صاحبت عملية التحصين ضد مرض الدفتيريا وما صاحبها من اعراض يقول الأطباء إنها لاتشكل خطورة وهي طبيعية نتيجة تفاعل العلاج مع الجسم.
|