طه العامري - شهدت شبكة التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية والفضائيات والمطبوعات وكل وسائل الإعلام العربية والدولية حملة انتقادات على خلفية إعادة ترشيح الرئيس بوتفليقة لولاية خامسة ..ولم تخلُ هذه الانتقادات والحملات من التهكم والسخرية ..والمؤسف أن أحدا لم يكلف نفسه الوقوف أمام الدوافع الحقيقة التي أدت إلى إعادة ترشيح بوتفليقة لولاية خامسة ..والمؤسف أن كل الانتقادات وجهت لشخص الرئيس بوتفليقة وأيضا كم التهكم والسخرية وجهت لشخص الرئيس وهذا لعمري ظلم وإجحاف بحق الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة وتاريخه النضالي على الصعيدين الوطني والقومي ..
لأن الرئيس بوتفليقة لا يحكم الجزائر منذ ست سنوات أي منذ تعرض لجلطة دماغية وأن من يحكم الجزائر هو الجيش الجزائري ..
الجيش الجزائري حاول خلال السنوات الست الماضية جمع كل الفعاليات السياسية والحزبية ومنظمات المجتمع المدني والنقابات والهيئات بهدف إقامة ما يسميه إخواننا في الجزائر بـ(الندوة الوطنية) والمقصود به _ الحوار الوطني _ لكن ثمة حسابات لدى بعض الأطراف الجزائرية وخاصة الليبرالين والإسلاميين الذين راهنوا على ما أطلق عليه بالربيع العربي ونتائجه ..
الجزائر فيما يتصل بأمنها تواجه تحديات أمنية كبيرة وخلال الفترة - 2019م ألقت الأجهزة الأمنية الجزائرية والدرك وحرس الحدود القبض على أكثر من 3000 ألف (إرهابي) عائدين من العراق وأفغانستان وسوريا وآخر مجموعة تم اعتقالها الأسابيع الماضية كان عددها 150 من اعضاء داعش تم اعتقالهم على الحدود الجزائرية مع دولة مالي وكانوا عائدين من مدينة حلب السورية ..
بوتفليقة يرى فيه الجيش وكثيرون من القطاعات الشعبية صمام أمان حتى يتم عقد (ندوه وطنية) والاستفتاء على الدستور الجزائري الجديد الذي يعبر عن تطلعات وأحلام الشعب العربي في الجزائر ..
بوتفليقة الذي تولي السلطة عام 1999م شهدت الجزائر بعهده تحولات نوعية وعلى مختلف المجالات وأبرز إنجازاته إعادة تطبيع العلاقة بعد صراع دامٍ مع الجماعات الإسلامية وانخفضت نسبة البطالة في عهده قرابة 40٪ واحدث عهده انتعاشا اقتصادبا واستقرارا ولهذا ومن خلال خطاب الترشيح لبوتفليقة يمكن استنتاج الهدف من الترشح لولاية خامسة والتي لن تزيد مدتها عن عام يجري خلاله عقد مؤتمر الحوار الوطني الجزائري والاستفتاء على الدستور ثم الدعوه لانتخابات رئاسية مبكرة بعد إنجاز الحوار والدستور والاستفتاء عليه ويرى الجيش أن بوتفليقة هو من يوحد النسبة الغالبة من الشعب الجزائري ناهيكم عن التفاف الجيش والمؤسسة الأمنية حوله ..والجيش الجزائري هو من يحكم الجزائر منذ ست سنوات وبوتفليقة هو رمز سيادي ليس إلا بحكم تاريخه النضالي واحترام الجيش وحزب جبهة التحرير له ..وتواجه الجزائر فعلا تحديات أمنية خطيرة على ضوء أحداث المنطقة الآسيوية والأفريقية مع العلم أن الاسلاميين الجزائريين العائدين من أكثر من ساحة يشكلون التحدي الأكبر لأمن البلاد ولهذا يخشى الجيش تكرار أحداث التسعينيات ولهذا يريد اتفاقاً وطنياً ودستوراً يستفتى عليه شعبياً وانتقالاً سلمياً السلطة في انتخابات محروسة بالدستور والتوافق الوطني ..
وأعتقد أن مخاوف الجيش الجزائري مشروعة ولكن كيل الاتهام لبوتفليقة ظلم بحق الرجل الذي يستحق التكريم وليس التجريم من داخل الجزائر ومن خارجها ..
|