جميل الجعدبي - هادي رئيس توافقي فار من بلاده وولايته منتهية، سقطت شرعيته بسقوط أول قطرة دم يمنية في أول غارة لطيران العدوان الغاشم على بلادنا في 26 مارس 2015م، سقطت شرعية هادي وفريقه الرئاسي وحاشيته بخيانتهم للوطن والشعب والدستور اليمني وكافة المواثيق والأعراف ، ماتت شرعيته باستدعاء وجلب احتلال متعدد الجنسيات لأجزاء من أراضٍ يمنية..
التوصيف القانوني والسياسي والجنائي والاخلاقي لهادي وشرعيته المزعومة في فنادق الرياض لا يختلف عن حالة زين العابدين بن علي، حيث يجتمعان على قاعدة " كُلْ كبسة واسكتْ..!"، بل إن بن علي من الناحية الاخلاقية يتفوق على هادي، فلم يعرض بلاده ومكتسباتها الوطنية ومنجزاتها التنموية في مزاد الرغبات والاطماع الاستعمارية والمخططات العدائية التدميرية لليمن أرضا وإنسانا وتاريخا ومظاهر حياة ..!
ليس دقيقا القول إن ظروف فرارهما مختلفة، فالتجربة التجربة، والجمعة الجمعة، ومطالب إسقاط ورحيل النظام هي ذاتها، وكلاهما من بوتقة واحدة، وإذا كان زين العابدين بن علي، فرّ إلى السعودية من (ثورة شبابية سلمية شعبية عظمى..) في تونس كما زعمتم، وصالح سلّم السلطة في اليمن تحت ضغط احتجاجات نسختها اليمنية 11 فبراير، فإنّ هادي أيضا فرّ على وقع احتجاجات ورصاص (21 سبتمبر2014)، ولكم تسميتها ما شئتم، فالمنطق والواقع يقول إنها الجزء الثاني من 11 فبراير..
واذا كانت شرعيتا بن علي، وصالح سقطتا بسقوط عشرات الضحايا في مظاهرات بخراطيم مياه مكافحة الشغب، كما كنتم تقولون، فكيف لم تسقط لديكم اليوم شرعية هادي بسقوط وإصابة الآلاف وتضرر الملايين ؟!، وما سر غلاء هذه الشرعية النادرة التي تنمو في برك الدماء المسفوكة بصواريخ طيران f16 طوال 4سنوات ماضية ؟!
وهل مازلتم بعد 4 سنوات من الدمار الشامل لليمن، تعتقدون أن إسقاط تحالف العدوان للدماء (السعودية - الإماراتية- السودانية- المغربية- بلاك ووتر- وغيرها من الجنسيات المتعددة المعتدية على اليمن) كلّ هذه الدماء من أجل سواد عيون هادي وعلى محسن .!؟
حكومة هادي تبقى حكومة منفى منذ 4 سنوات ، وهذه هي التوصيفات الدولية المعمول بها عبر التاريخ، وهي التوصيفات القانونية الحقيقية لشرعيتكم المزعومة، شرعية شرعنة تنفيذ مخططات الخارج لا أكثر، وأمّا الداخل فإن الشرعية لمن يواجه العدوان ، شرعية مقاومة الاحتلال وطرد الغزاة، شرعية المعاناة الشعبية جراء العدوان والحصار والامراض والأوبئة، شرعية الصمود والتحدي في وجه الاستكبار.
|