حاوره/ يحيى علي نوري - في هـذا اللقاء مع الإعلامي المعروف عبدالحافظ معجب نحاول قراءة السلوك البريطاني ذي العلاقة بالتطورات المتلاحقة التي تشهدها بلادنا وخاصة على صعيد اتفاق ستوكهولم بشأن الحديدة وكذا الاهداف التي تسعى لندن إلى تحقيقها وعواصم كبرى.
وأكد معجب في هذا الصدد أن اتفاق السويد سيصاب بالشلل إذا تم توظيقه لخدمة الأجندة التي عجزت عن تحقيقها الحرب.
وكان اللقاء قد تطرق للعديد من القضايا ذات الصلة بالإعلام المواجه للعدوان ومتطلبات تفعيله وكذا متطلبات الشراكة بين المؤتمر وأنصار الله .. إلى الحصيلة:
* التطورات الأخيرة على ضوء الموقف البريطاني ما قراءتكم لذلك؟ - الموقف البريطاني ليس بجديد وإنما جاء ليؤكد لمن كانوا يعتقدون أن لندن لا علاقة لها بالعدوان، حقيقة اطماعها القديمة الجديدة في اليمن، وهذا يصب في المصلحة الوطنية، ويمثل دافعاً كبيراً لجميع القوى الوطنية للتعامل مع كل شركاء الحرب على اليمن بلغة واحدة وموقف واحد.
* البعض اليوم يتحدث عن الموقف البريطاني وكأنه يكتشف أمرا جديداً عن مشروعها بالمنطقة؟ بِمَ تذكّر هؤلاء؟
- على هؤلاء أن يراجعوا التاريخ بشكل جيد وليس بالضرورة أن يذهبوا لقراءة التاريخ القديم، فاجتماعات الرباعية المتمثلة بالولايات المتحدة والمملكة المتحدة والسعودية والامارات مازالت تعقد بشكل منتظم في أكثر من عاصمة عربية وغربية ويتباحث فيها شركاء العدوان كل تحركاتهم ومواقفهم تجاه مستجدات الملف اليمني.
* الموقع الاستراتيجي لليمن بات يمثل عبئاً لليمن بفعل هذه التجاذبات للقوى الدولية ورغبتها في السيطرة على البحر الاحمر.. هل سيساعد هذا على خروج اليمنيين مبكراً من اتون أزمتهم الراهنة؟
- كل حروب اليمن ومشاكلها مع دول الأطماع الاستعماري بسبب لعنة الجغرافيا، وبدلاً من ان يكون الموقع الاستراتيجي امراً ايجابياً لليمنيين كان سبباً لحظنا العاثر، وعلى مر العقود السابقة من تاريخ بلادنا لم نستخدم أوراق القوة التي بأيدينا والمتمثلة بموقعنا المهم في الخريطة، وربما اذا تمت ادارة هذا الأمر بسياسة ذكية سيساعدنا ذلك على الخروج مما نحن فيه، فالدبلوماسية لا تصلح في بعض الأحيان وقد نحتاج الى استخدام لغة أقوى تفهمها دول العدوان ودول العالم أجمع بشكل جيد.
* يرى كثير من المراقبين أن السعودية والإمارات أدوات لبريطانيا.. هل ترون أن هذا الدور قد أوصل بريطانيا الى غايتها؟
- بريطانيا وأمريكا هما الراعي الرسمي للعدوان على اليمن وفعلاً السعودية والإمارات هما ادوات ولكنهما يتحركان ضمن هامش محدد لهم ويبحثون عن مصالحهم الخاصة الى جانب ما يقدماه من خدمات للراعي الرسمي، ولكنهما لم يحققا الغايات المطلوبة كاملة باستثناء اتاحتهما الفرصة لبريطانيا وامريكا للتحرك بشكل مباشر كان يصعب القيام به قبل الحرب.
* وبالمناسبة مازالت الرياض وأبو ظبي تتهمان أنصار الله بتعريض الامن القومي العربي للخطر بالبحر الأحمر وكأنهم من شن العدوان وجر القوى الكبرى.. ما تعليقكم؟
- هذه اتهامات سخيفة والعالم كله يعرف ما الذي يجري في اليمن ولا أحد سوى دول العدوان من يهدد الامن القومي العربي بالخطر، وهم وحدهم من يتحمل المسؤولية الكاملة عن أي تصعيد قد يؤثر على الأمن القومي العربي او الاسرائيلي.
* يرى كثير من المراقبين والمحللين العسكريين أن معركة كبرى بالبحر الاحمر باتت وشيكة وان تأثيراتها لن تكون على اليمن فحسب.. هل تتفقون مع هذه الرؤى؟
- في ظل استمرار الحرب على اليمن كل شيء وارد وربما يتم استخدام هذه الورقة من قبل الجيش اليمني، وحينها الكل سيدفع الثمن.
* ولماذا نجد تماهياً عربياً في مسألة مهمة متعلقة بأمنهم القومي؟
- الموقف العربي المتماهي مع دول العدوان يستند الى ما يعتقدون انها قوى عالمية بإمكانها حماية مصالحهم غير أن موازين القوى تتغير بين عشية وضحاها والدليل على ذلك أن هذه القوى العالمية منذ اربعة أعوام وهي عاجزة عن حسم معركة كانت تقديراتها أنها لن تستغرق شهراً واحداً.
* بات واضحاً ان المبعوث غريفيث لا يستطيع أن يتجاوز أجندة بلاده باليمن.. ما تأثير ذلك على دوره في الفترة القادمة؟
- تكليف المبعوث البريطاني مارتن غريفيث ممثلاً للأمين العام للأمم المتحدة لم يكن قراراً أممياً وإنما هو تسليم من الأمم المتحدة لبريطانيا لتحقيق ما تريده واشنطن ولندن في اليمن، بعد أن فشل اسماعيل ولد الشيخ في هذه المهمة، وهو يتعامل مع القوى السياسية اليمنية وفق السياسة البريطانية وبذكاء كبير، وتأثير ذلك ليس مقتصراً على الفترة القادمة فلقد ألقى بظلاله على كل الملفات التي سبق وان تم التفاهم عليها ومازالت تراوح مكانها.
* أيضا التحرك البريطاني الحالي يتم في ظل صمت مطبق للأمم المتحدة.. هل يعني هذا أن الأمم المتحدة أوكلت لبريطانيا استكمال مهمتها ازاء اتفاق الحديدة؟
- معركة الحديدة والساحل الغربي عموماً هي معركة امريكية بأيدٍ إماراتية وشركاء متعددين وعندما وجدت بريطانيا أن الجميع فشلوا في حسم هذه المعركة قررت الدخول فيها بشكل مباشر، وهنا جاء دور المبعوث البريطاني الذي سينتهي به المطاف بالفشل أيضاً لأن مالم يحصلوا عليه بالحرب لن يحصلوا عليه بالسلم.
* مثَّل الصمود الشعبي قاعدة قوية ومتينة لمواجهة هذا التحدي.. في نظركم كيف يمكن تعزيز هذا الصمود؟
- فعلاً هو الصمود الشعبي من أفشل كل المخططات وأسقط كل المؤامرات الخارجية على اليمن، وتعزيز هذا الصمود واجب وطني على كل القوى السياسية التي يجب أن تكون عند مستوى الصمود والتضحيات التي يقدمها الشعب اليمني، ويتحمل المجلس السياسي الاعلى وحكومة الانقاذ الوطني مسؤوليات كبيرة في تحسين المعيشة وايجاد بدائل وحلول اقتصادية ومحاربة الفساد للحفاظ على هذا الصمود وتعزيزه.
* حرص الوفد الوطني بعد عودته من ستوكهولم على اجراء حوار مجتمعي مع العديد من الفعاليات لإحاطتها بما توصل له والاستفادة منها للرؤى والتصورات.. في نظركم ما الذي ينبغي على الوفد القيام به على ضوء التطورات الأخيرة والتي تهدد بنسف الاتفاق؟
- الوفد الوطني يحظى بثقة شعبية كبيرة داخلياً، ولكنه يحتاج الى تعزيز حضوره الخارجي، وكنت اتمنى ألا يعود الوفد بعد جولة المفاوضات الى صنعاء ويختار احدى العواصم للإقامة فيها والانطلاق منها الى كل دول العالم والانفتاح على الدول الاوروبية والصين والهند وروسيا ويجري سلسلة لقاءات وحوارات مع المجتمع المدني في امريكا وبريطانيا وهذا سيساعد بشكل كبير على فضح جرائم العدوان وكشف المعرقلين للحل السياسي، وسيضع الأمم المتحدة في موقف محرج وربما يساعد في التسريع من عملية السلام.
* كيف ترون تحالف المؤتمر مع أنصار الله وبِمَ تنصحونهما لتقويته وترسيخه؟
- هذا التحالف هو من أبرز مقومات الصمود الشعبي والتماسك المجتمعي في وجه الحرب على اليمن، وترسيخه وتقويته ضرورة وطنية، ونحث الأخوة في قيادة المؤتمر الشعبي العام وأنصار الله على تكثيف لقاءاتهم ومناقشة كل الملفات بشفافية كبيرة لإزالة أي عوائق تهدد استمرار هذا التحالف الذي أرى انه صمام أمان لمستقبل اليمن، كما يفترض أن يضطلع شريكا التحالف بمهمة التحاور والتواصل مع كافة المكونات والقوى السياسية الأخرى وإشراكها بالقرار فاليمن لن يشهد استقراراً سياسياً بدون الشراكة الوطنية الحقيقية.
* كإعلامي هل أنتم راضون عن أداء الاعلام المواجه للعدوان؟
- استطاع الاعلام الوطني برغم امكاناته البسيطة أن يكسر كل الاساطيل الاعلامية لدول العدوان، وقدم الشيء الكثير، وباعتقادي أنه قادر على تقديم الأكثر والأفضل.
* واضح ان هذا الاعلام يفتقد لخطة تنسيقية تتفق مع حجم التحديات .. ِبمَ تقترح؟
- صحيح التنسيق غائب تماماً وهذا يعود الى تعدد مرجعيات هذا الاعلام وضعف الدور الرسمي المتمثل بوزارة الإعلام، ولابد من مراجعة شاملة للعقلية التي تدير هذا الاعلام وايجاد مجلس اعلى للإعلام الوطني يربط الاعلام الرسمي بالإعلام الحزبي والخاص والتجاري ووضع خطط عمل مشتركة يلتزم الجميع بتنفيذها لاسيما فيما يخص مواجهة التحديات الداخلية والخارجية.
* كلمة أخيرة ؟
- كلمتي الأخيرة أوجهها لقيادة حزب المؤتمر الشعبي العام وعلى رأسها المناضل الوطني الكبير الاستاذ صادق بن امين ابو راس والى كل كوادر وقواعد المؤتمر الشرفاء الاوفياء في ربوع الوطن الذين ثبتوا وصمدوا في وجه العواصف والمؤامرات، أنتم حزب كبير بحجم اليمن، ومواقفكم الوطنية كانت وستبقى شاهدة على ثبات هذا الحزب العظيم، وأنتم مدرسة سيتعلم منها الأجيال دروس الوطنية والديمقراطية.
|