إبراهيم ناصر الجرفي - بدايةً يجب على قيادات وكوادر المؤتمر ، أن يدركوا جيداً حجم المؤامرة التي تعرض لها حزبهم الوطني الرائد منذ مؤامرة الربيع العربي وما تعرض له من استهداف مباشر لقياداته ، وكل ذلك يصب في إطار المؤامرة الكبرى ، واستكمال للمسلسل الممنهج والمخطط للهدم والتخريب والتدمير والجهل والتجهيل الذي تدير فصوله وحلقاته بعض القوى المعروفة التوجه والغاية..
تلك القوى التي اجتمعت على صعيدٍ واحد في ساحات مؤامرة الربيع العربي ، وتحت شعارٍ واحد ، وهو اسقاط النظام ، واسقاط المشروع المدني والديمقراطي والحضاري لحزب المؤتمر ، واسقاط كل القيم والمبادئ الدينية والمدنية والحضارية للشعب اليمني ، واسقاط كل ما هو جميل في هذا الوطن ، خدمةً لأجندة خارجية ، هدفها تخريب اليمن ، وتدمير اليمن ، وتمزيق اليمن ، والتدخل في شئون اليمن ، وتصدير ثوراتها وأفكارها لشعب اليمن ، والسيطرة على أرض اليمن ، وتصفية حساباتها الاقليمية والدولية على أرض اليمن ، وعلى حساب شعب اليمن ، وأمن ومستقبل اليمن..
تلك القوى اجتمعت في ساحات مؤامرة الربيع العربي لهدم المعبد على رؤوس أبناء اليمن ، وهدم منجزات ومكاسب الوطن ، والانقضاض على النظام السياسي اليمني ، القائم على المدنية والديمقراطية ، لتؤكد بذلك تبعيتها وعمالتها للخارج وخدمتها للأجندة والمشاريع الخارجية ، على حساب المصالح العليا للوطن..
وها هي اليوم كل تلك القوى وبعد تحقيق هدفها في إسقاط النظام اليمني الجمهوري المدني ، تتسابق فيما بينها إلى من يدمر الوطن أكثر ، ومن يمزق الوطن أكثر ، ومن يجرع أيناء الشعب اليمني الويلات أكثر ، ومن يسفك دماء أبناء الشعب اليمني أكثر ، ومن يعيث فساداً في أرض اليمن أكثر ، ومن ينفذ أجندة أسياده الخارجية أكثر ، ومن يقدم لهم فروض الولاء والطاعة أكثر ، ومن يشوه كل شيء جميل في أرض اليمن أكثر..
والدليل على أن ما نقوله ليس من نسج الخيال ، ولا من كتاب ألف ليلة وليلة ، هو ما يعيشه الشعب اليمني اليوم..
كل ذلك وغيره كثير من السلبيات والويلات ، التي يتجرعها أبناء الشعب اليمني اليوم ، وهو واقع تحت سطوة تلك القوى وأجندتها ، جعلت الشعب اليمني يعلم علم اليقين ، بأنه تعرض لمؤامرة كبيرة ، وجعلته يدرك حق الإدراك بأن هذه القوى قد انقلبت على المشروع المدني والحضاري لحزب المؤتمر ، وجعلته يدرك أن هذه الأحزاب والقوى قد تآمرت على حاضره ومستقبله..
وبات الشعب اليمني اليوم على قناعة كبرى ، بأن مستقبله الأفضل ومستقبل أجياله ، يكمن في المشروع المدني والحضاري لحزب المؤتمر ، ذلك المشروع العملاق ، المشروع الوطني الجامع ، الذي قاد اليمن نحو المدنية والحضارة ، نحو المستقبل الأفضل ، نحو البناء والتنمية ، وهذا ما يجعل من حزب المؤتمر أمل الشعب اليمني بعد الله تعالى ، وهذا الأمر يتطلب من كل قيادات وكوادر حزب المؤتمر ، أن يكونوا على قدر هذه المسئولية ، وأن يرفعوا رؤوسهم عالياً ، وأن يفخروا كل الفخر بحزبهم ، وبقياداته الوطنية ، وبمشروعه المدني والسلمي والحضاري ، وهذا الأمر يتطلب منهم المزيد من التلاحم ورص الصفوف ، والتمسك أكثر بمشروعهم المدني والحضاري ، والمزيد من العزيمة والتحدي والإصرار والتفاؤل ، فالشعب ينظر إليهم ، ويأمل فيهم ، وحضورهم وتفاؤلهم وقوتهم ، تنعكس بشكل إيجابي على أبناء الشعب اليمني ، الذين ينتظرون منهم الكثير ، ويرون فيهم القوة المدنية والسلمية والحضارية ، القوة التي تمتلك القدرة على إعادة الوطن إلى مسارات البناء والنهضة والتقدم والمدنية والديمقراطية والعدالة والمساواة والشراكة والسلام والحضارة..
وعلى قيادات وكوادر حزب المؤتمر أن يدركوا جيداً ، أن أي انكسار أو يأس يتسلل إلى نفوسهم ، سيكون له آثار سلبية على الشعب اليمني ، لأنهم اليوم وبعد فشل مشاريع تلك القوى ، قد أصبحوا أمل الشعب ، ومستقبل الوطن ، ورواد المستقبل ، وأصحاب المشروع المدني والسلمي والديمقراطي والحضاري ، القابل للتنفيذ ، والذي بات الشعب اليمني يتعطش لدعمه والوقوف إلى جانبه بكل قوة ، لبناء مستقبل أفضل للجميع ، بعيداً عن السلبيات والويلات التي أفرزتها المشاريع الصغيرة..
ويجب على قيادات وكوادر حزب المؤتمر الشرفاء والأحرار ، أخذ العظة والعبرة من التجربة المريرة التي مروا بها فالحياة مدرسة مفتوحة ، وعليهم أخذ الحيطة والحذر من أصحاب المصالح ، وأصحاب الشرائح المتعددة ، الذين كشفتهم الأحداث ، وعرتهم المواقف ، فالمؤمن لا يلدغ من جحرٍ مرتين ، وعليهم أن يكونوا على أتم الاستعداد للقيام بالمهام الوطنية الكبرى ، التي ستوكل اليهم قادم الأيام ، متسلحين بالمنهج الفكري والسياسي لحزبهم الوطني الرائد ، القائم على التوازن والاعتدال والوسطية ، والمدنية والسلمية والديمقراطية ، والاعتراف بالآخر ، والقبول بالآخر ، واحترام الآخر ، والشراكة الوطنية ، والعدالة والمساواة ، والإيجابية..
وعلى قيادات وكوادر المؤتمر ، أن يكونوا إيجابيين في كل تحركاتهم ، فبناة الأوطان ، ورواد المستقبل والنهضة والبناء ، وعشاق الحرية ، وحماة المدنية والديمقراطية ، ودعاة السلمية ، لا مكان على الإطلاق لليأس والإحباط والانكسار والسلبية في تفكيرهم ووجدانهم ، اتركوا السلبية والفشل لأصحاب المشاريع الصغيرة ، أما انتم فانتم أصحاب مشروع وطني كبير وجامع ، مشروع مدني وسلمي وحضاري ، يستوعب كل أبناء اليمن على اختلاف مشاربهم وتوجهاتهم ومذاهبهم ومناطقهم ، كونكم اليوم أمل شعب..
كما أن على قيادات وكواد المؤتمر أن لا يستغربوا في قادم الأيام ، وهم يشاهدون الجميع يتسابقون لنيل ود حزب المؤتمر ، في الداخل وفي الخارج ، فهذا هو الأمر الطبيعي والمنطقي ، بعد أن أدرك الجميع بأن برنامجه السياسي ، ومنهجه الفكري ، هو من يسكن في قلوب الشعب ، وهو من تتوق إليه الجماهير ، وبعد أن أدرك الجميع أن حزب المؤتمر هو من يمتلك المشروع الوطني الجامع ، وهو من يمتلك المشروع المدني والحضاري والسلمي ، القادر على تحقيق طموح وآمال الشعب اليمني ، والقادر على تحقيق المستقبل الأفضل للوطن ، وهو من يمتلك المشروع القابل للبقاء ، كونه حصيلة فكر وتجارب وطنية بحتة ، وهذا يتطلب من قيادات وكوادر حزب المؤتمر ، أن يكونوا على قدر المسئولية ، من خلال إعادة ترتيب صفوفهم ، والمزيد من التلاحم فيما بينهم ، والتعاطي الإيجابي مع كل المتغيرات والأحداث والمستجدات ، على كل المستويات المحلية والإقليمية والدولية..
وعليهم أن لا ينخدعوا بمظاهر القوة والعنف ، وبمظاهر السلطة والمال ، التي يحاول أصحاب المشاريع الصغيرة ، إخفاء فشل وعجز وضعف مشاريعهم خلفها ، فكلها مظاهر خادعة وزائفة وزائلة ، ولن يبقى إلا ما ينفع الناس ، ويتجاوب مع تطلعاتهم وطموحاتهم ، ويتجاوب مع متطلبات العصر والحاضر والمستقبل ، ومن يمتلك القوة الحقيقية هو من يمتلك التأييد والقبول بين أوساط الجماهير ، وهو من يمتلك المشروع الوطني الجامع ، الذي يلتف حوله غالبية أبناء الشعب اليمني ، وهو من يمتلك المشروع المدني والحضاري والسلمي ، وهو من يحظى بالاحترام والتقدير على كل المستويات المحلية والاقليمية والدولية ، وكل ذلك وغيره كثير من المقومات الإيجابية ، التي تؤكد أن المؤتمر هو أمل شعب ومستقبل وطن ، قد يراه المتشائمون والحاقدون والمتآمرون بعيداً ، لكننا نراه قريباً بإذن الله تعالى.
|