عبدالوهاب الشرفي - الامر يبدو مزحة وانا ليس من طبعي التهكم لكن هذا ما أراه على الواقع ، لم تستفد القضية الجنوبية شيئ ، بل لعلها خسرت ، فحجم الاجماع الجنوبي على القضية الجنوبية بمفهومها الانفصالي كان في ذروته قبل ثلاث سنوات ومافعله الزبيدي وشلال وبن بريك من خلال ادائهم هو التاثير السلبي على تلك القناعة وتراجع الفكرة في امزجة كثير ولم يفيد في شيء ولادة المجلس الانتقالي .
شكل شلال اصبح اكثر موضوعية لرجل يمسك بأمن عدن ، وربما ينعكس ذلك على ادائه ، فقد يكون هو نفسه بالفعل غير مقتنع انه مسئول عن امن عدن ، اما الآن فيكفي نظرة واحدة في المرآة ليقتنع وينضبط عن كثير من مجاوزاته للياقة .
لا اعتقد ان محمد بن زايد يحتاج لرسالة #شكرا_امارات_الخير ، فاصلاح اسنان شلال هي مطلب اماراتي ايضا فقد كانت اسنانه تجرح كاريزما رجال الامارات في الجنوب ، وسيتقبل بن زايد ان يمر هذا الانجاز دون شكر كما لم يكن يتقبل الامر عند طلاء الامارات للمدارس او بعد مسابقات نقشة الحناء .
من ناحية شلال ورفاقة في الانتقالي الذي حتما كان لهم دور في اقناع شلال " بالطقم " يمكن الحكم عليهم بقدرات سياسية فائقة ، هذا ما يقوله توقيت تركيب شلال " للطقم " ، وانا لا اقصد هنا ان اسنان شلال الجديدة هي من اغرت سفراء الدول العظمى الثلاث للمسارعة بزيارة عدن وانما لانه سيكون مجحفاً في حق الانتقالي ان يجمع شلال بين عدم القدرة على الحديث السياسي وبين انكشاف اسنان مزعجة اذا تحدث مع السفراء في اي شأن اخر ، كانجازاته الامنية قبل " طقم " الاسنان الجديد مثلا . لهذا فالتوقيت كان موفقاً للغاية .
مسرحية غريبة قام بها الانتقالي باستقباله السفير الروسي باستعراض حرس الشرف ذهل لها السفير الروسي لدرجة تسمره في مكانه تاركا ضابط الانتقالي يستعرض حرس شرفه بنفسه ، ولكم ان تتخيلوا انعكاس الامر على صورة الانتقالي من هذه المسرحية الغريبة واذا ما اضيف لها مدير الامن في المدينة باسنانه الموحشة القديمة.
السؤال الذي يحيرني اذا تطلب اصلاح اسنان شلال كل هذا الجهد والوقت فكم سيتطلب وضع الجنوب مع الانتقالي ليصلح وضعه ، وهل سيبدأ العمل بعد التوفيق وانجاز اسنان شلال فورا للقضية الجنوبية ام سيدخل على الخط اصلاح كاريزما هاني بن بريك ومعالجة هيئته المتطرفة وبعض الدكمات ثم الانطلاق لاصلاح حال الجنوب .
في كل الحالات هناك ماتم اصلاحه ، واصبح شلال اكثر جاذبية كمسئول والقضية الجنوبية ستأتي و الزمن لايفرق كثيرا فهناك الكثير مما يمكن البدء باصلاحه جنوبا وشمالا لحين نضوج ظروف القضية الجنوبية ، وهنا يأتي الخوف الحقيقي وتأخذني الهواجس بعيدا، فماذا اذا كانت هذه الحرب الملعونة التي تشن على البلد منذ اربع سنوات هي ما يتطلبه اصلاح " صلعة " هادي ، هل سينهي التحالف السعودي اليمن قبل ان يكون لهادي " قعشة " !
ايضا قد يظهر الامر هنا مزحة وكما قلت ليس من طبعي التهكم ، لكن الواقع يقول انه ما من هدف اعلنه التحالف السعودي وحققه او حتى حقق جزءاً منه ، بل ان العمل كله لحد الان لاعلاقة له بما اعلنه التحالف من اهداف له فلم يمكن هادي من الجنوب بعد ثلاث سنوات من " التحرير " ، و شلال والامارات فاجأنا بعد اربع سنوات ان الانجاز كان اسنانه - على الاقل حتى الان - وان يفاجئنا هادي والتحالف السعودي ان كل هذه الحرب اللعينة هي لزراعة شعر جديد لهادي اصبح امرا غير مستبعد وماعاد فيه من غرابة .
انه زمن بن زايد وبن سلمان ، زمن عجيب ، بل اكثر من عجيب ، زمن اقنعا فيه مواطنيهم لتقبيل احذيتهما على الهواء مباشرة واعتبار ذلك نعمة من جزيل نعم الله .
|