مطهر تقي - من الآثار الجانبية غير المباشرة للعدوان والحرب بين الأخوة تفشي عدد من الأمراض الاجتماعية التي لا يقل خطرها عن القتل والتدمير بالطائرات والمدافع فتلك الأمراض لا تقتل وتريح المقتول من الجوع والحصار الذي يواجهه شعبنا منذ أربعة أعوام ولكنها تجرح المواطن وتسمّه بمرض عضال فيكون عبئاً على مجتمعه ووطنه.. وآخر من ذكر تلك الأمراض هو الصديق الأستاذ عباس الديلمي في مقاله الأسبوعي بصحيفة 26سبتمبر الغراء(قبل أسبوعين) بعنوان: عن الأكثر حقارة وخسة.. والذي رأى من خلال مقاله أن السلالية والمذهبية والمناطقية هي الأكثر حقارة وخسة من بين الامراض التي تصيب مجتمعنا اليمني اليوم.
ولا شك أن من يروجون لتلك الأمراض الخبيثة ومن ينفذون بقصد أو بدون قصد مآرب أعداء اليمن الذين يهمهم تفكيك أواصر ووحدة المجتمع اليمني ليظل في صراع وخلاف له بداية وليس له نهاية هم ممن يحملون فيروسات تلك الأمراض ويجنون على أنفسهم وعلى شعبهم بلاء التعصب.. وأصدق تماماً إشارة الصديق عباس عن كرهه لتلك الأمراض فقد عرفته عن قرب وعرفت وطنيته وحبه لشعبه ونبذه لتلك الأمراض بل ومقاومته شعراً ونثراً لها ولأخطارها على الشعب اليمني.
وسبق أن شاركت بكتابات عدة عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي منددا من خلالها بطبيعة تلك الأمراض الاجتماعية وخطرها على المجتمع خصوصا عندما يكون حامل فيروسات تلك الأمراض سياسياً او مسؤولاً أو قيادياً يدعي الوطنية بتعصبه لسلالته او منطقته او مذهبه على حساب سلامة وطنه ومجتمعه.
وليسمح لي الصديق الوطني عباس الديلمي وغيره من الوطنيين الشرفاء وخصوصا من يحملون على كاهلهم في هذا الوقت الصعب هموم وطنهم ومحاولة معالجة أمراضه ان اضيف إلى تلك الأمراض مرضاً رابعاً لا يقل خطراً عن الأمراض الثلاثة وهو مرض الانفصالية الذي ينخر اليوم ويفعل فعله الخطير على محافظاتنا الجنوبية وعلى إخوتنا فيها فقد وصل انتشار وخطر ذلك الوباء ما يجعل كل وطني غيور على الشعب والوطن اليمني أن يقاومه بكل أدوات المقاومة، ومن يتصور أنه بمنجى من آثار ذلك المرض فهو مخطئ فما يصيب مدينتنا الغالية عدن يصيب صنعاء بالسهر والحمى والعكس صحيح.
ومن يتابع اليوم حال محافظاتنا الجنوبية من تفكك اجتماعي وفوضى امنية وصل حدها إلى القتل والتصفيات المذهبية والمناطقية ومزايدات سياسية على لسان قيادات ميليشيات عسكرية وصل غيها حد الكفر بيمنية أبناء محافظاتنا الجنوبية والتنكر لنضالات شعبنا اليمني وثورة أكتوبر العظيمة ضد الاستعمار البريطاني بوصفه سنوات الاستعمار البريطاني لأرض اليمن بفترة الشراكة بين أبناء الجنوب العربي (حسب وصفه) وبين بريطانيا العظمى التي كان لها الفضل حسب زعمه على شعب الجنوب وكأن ذلك المتنكر لوطنه وشعبه لم يكتفي بالولاء والطاعة لمن يحتل أرضه ويدير عشرات السجون يملؤها بكل وطني حر يطلب الكرامة لنفسه واهله ووطنه وينشئ ذلك الاستعمار الجديد أحزمة أمنية بماله وسلاحه ليرهب أخوتنا في المحافظات اليمنية الأصيلة والحال كذلك لا يختلف في حضرموت والمهرة وسوقطرة وجزيرة ميون والتي تتعرض لأطماع على حساب شعبنا ووطننا وسيادتنا وكل ذلك يحدث وما تسمى"الشرعية" بكل رجالاتها ومسؤوليها لا ينطقون بكلمة تنديد فما بالكم باتخاذ موقف سياسي مضاد.
أخيراً ونحن نتحدث عن التعصب والأمراض الاجتماعية التي اصابت مجتمعنا إليكم صورة محزنه ومضحكة فـ(شر البلية ما يضحك) لصورة من صور التعصب الذي نعيشه اليوم: حضرنا حفل مناسبة الذكرى الرابعة الأليمة للعدوان وكان من ضمن فقرات الحفل قصيدة لشاعرة هكذا وصفت به والذي اختتمت قصيدتها بترديدها الصرخة وهي حرة في ذلك وبعد انتهائها منها قالت: البعض من الحضور لم يؤدِ الصرخة فهم كما قال فلان هم يهود فضحك من صرخ واستاء من لم يصرخ فقد أصبحوا يهوداً في نظر تلك المدعوة فعلق أحدهم مخاطباً تلك الشاعرة النكرة وهذا يعني: أن علينا أن نعلن إسلامنا من جديد لنخرج من اليهودية... فما رأي عقلاء انصار الله من الشحن الخاطئ والتعصب المقيت؟ ولا أدرى ما هي حكاية بعض المتحوثين الذين ينعتون أخوتهم اليمنيين باليهودية هذه الأيام..
اللهم أعنا و لا تفرق جمعنا في وجه العدوان الظالم.. واشفِ كل مريض بالتعصب..
اللهم آمين.
|