موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الحديدة.. إصابة طفل بانفجار في الدريهمي - وحدة الصف الوطني.. الحصن المنيع لمواجهة المشاريع الاستعمارية - 43846 شهيداً منذ بدء العدوان على غزة - 6364 مهاجر أفريقي وصلوا اليمن في شهر - الرئيس/ علي ناصر يعزّي بوفاة النائب البرلماني الدكتور عبدالباري دغيش - تدشين خطة الانتشار الإسعافي على الطرق السريعة - النواب يجدد الثقة بالإجماع لهيئة رئاسته لفترة قادمة - صنعاء: انطلاق حملة للتبرع لمرضى الثلاسيميا - ارتفاع عدد شهداء غزة إلى 43 ألفاً و799 - مع غزة ولبنان.. مسيرة مليونية بصنعاء -
مقالات
الميثاق نت -

الإثنين, 01-أبريل-2019
‮ ‬إبراهيم‮ ‬ناصر‮ ‬الجرفي‮ ‬ -
بدايةً من المعلوم أن المؤتمر الشعبي العام ، تأسس في بداية عقد الثمانينيات من القرن الماضي ، برعاية المؤسس الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح ، وكان حينها رئيساً للجمهورية العربية اليمنية ، قبل الوحدة ، ونشأ المؤتمر على قيم ومبادئ الوسطية الدينية والفكرية والسياسية‮ ‬،‮ ‬وبهذا‮ ‬النهج‮ ‬الوسطي‮ ‬،‮ ‬ابتعد‮ ‬المؤتمر‮ ‬كثيراً‮ ‬عن‮ ‬الأفكار‮ ‬اليسارية‮ ‬اللادينية‮ ‬،‮ ‬وفي‮ ‬نفس‮ ‬الوقت‮ ‬ابتعد‮ ‬عن‮ ‬الأفكار‮ ‬اليمينية‮ ‬الدينية‮ ‬المتطرفة‮ ‬والمتشددة‮ ..‬
ونظراً لأن مؤسس المؤتمر كان رئيساً للجمهورية ، فإن هذا الحزب قد ترعرع في أحضان السلطة ، وكان لذلك الكثير من المردودات السلبية عليه ، حيث إلتف حوله أصحاب المصالح ، وأصحاب النفوذ ، وأصحاب الشرائح المتعددة ، بحثاً عن مصالحهم ، وبحثاً عن الاحتفاظ بنفوذهم ، وبحثاً‮ ‬عن‮ ‬الجاه‮ ‬والسلطان‮ ‬،‮ ‬بمعنى‮ ‬أن‮ ‬انتماءهم‮ ‬للمؤتمر‮ ‬كان‮ ‬انتماءً‮ ‬مصلحياً‮ ‬ونفعياً‮ ‬ومادياً‮ ‬وسلطوياً‮ ‬،‮ ‬ولم‮ ‬يكن‮ ‬انتماءً‮ ‬مؤسسياً‮ ‬،‮ ‬وعقائدياً‮ ‬،‮ ‬وفكرياً‮ ..‬
ورغم الزخم الكبير الذي ساهمت به السلطة ، في مسيرة المؤتمر ، خلال فترة حكمه الممتدة لثلاثة وثلاثين عام ، إلا أن الكثير من المراقبين كانوا يتوقعون بأن عقد المؤتمر سوف ينفرط ، بمجرد خروجه من السلطة ، أو بمجرد رحيل مؤسسه الزعيم الشهيد الصالح ، لأن المؤتمر من وجهة‮ ‬نظرهم‮ ‬،‮ ‬هو‮ ‬حزب‮ ‬سلطة‮ ‬،‮ ‬وفي‮ ‬أحسن‮ ‬الأحوال‮ ‬حزب‮ ‬شخصي‮ ‬،‮ ‬وبمجرد‮ ‬فقدانه‮ ‬للسلطة‮ ‬،‮ ‬أو‮ ‬رحيل‮ ‬شخص‮ ‬مؤسسه‮ ‬،‮ ‬سوف‮ ‬ينفرط‮ ‬عقده‮ ‬،‮ ‬ويتلاشى‮ ‬وجوده‮ ..‬
وفي حقيقة الأمر تحليلاتهم لم تذهب بعيداً ، فهذا هو حال أحزاب السلطة ، وحال أحزاب الأشخاص ، لكن الذي لم يدخل ضمن حساباتهم ، بأن هناك جيلاً كاملاً من كوادر وأعضاء حزب المؤتمر ، والذين يمثلون القاعدة الشعبية لهذا الحزب ، قد تربوا ونشأوا على منهجيته الفكرية والسياسية الوسطية ، والتحقوا بركاب مسيرته الخالدة والرائدة ، وبداخلهم قناعات تطاول الجبال ، بصوابية المنهج ، وعدالة القضية ، ورقي الفكر ، وسمو الأهداف والغايات ، التي ينشدها حزبهم الوطني الوسطي الرائد ، كيف لا ، وهو يحمل مشروعاً وطنياً ، عروبياً ، سلمياً ، حضارياً‮ ‬،‮ ‬جاء‮ ‬كخلاصة‮ ‬للفكر‮ ‬اليمني‮ ‬،‮ ‬وللتجربة‮ ‬الحضارية‮ ‬لشعب‮ ‬عريق‮ ‬وأصيل‮ ‬،‮ ‬فالحضارة‮ ‬،‮ ‬والسمو‮ ‬،‮ ‬والعزة‮ ‬،‮ ‬والكرامة‮ ‬،‮ ‬والشموخ‮ ‬،‮ ‬تجري‮ ‬في‮ ‬عروق‮ ‬أبنائه‮ ..‬
ولم يكن في حسابات المراقبين أيضاً ، أن هذا الجيل المؤتمري ، قد أضحت منهجية المؤتمر الفكرية والسياسية ، منهج حياة بالنسبة لهم ، يرون العالم من خلاله ، ويتعاملون مع الآخر من خلاله ، ويتعاملون مع كل المتغيرات والمستجدات من خلاله ، وقد أضحى مؤسس الحزب الزعيم الشهيد الصالح ، بالنسبة لهم رمزاً من رموز الوطن ، وعلماً من أعلام العزة والكرامة والسيادة ، ورائداً من رواد النهضة والتقدم والتطور ، وقائداً عظيماً خلد أسمه في أنصع صفحات التاريخ ، بمنجزاته العملاقة ، ومآثره الخالدة ، وحبه الكبير والصادق لشعبه ، وانتمائه العميق‮ ‬لحضارته‮ ‬،‮ ‬وارتباطه‮ ‬الوثيق‮ ‬بدينه‮ ‬وعروبته‮ ‬،‮ ‬وبكل‮ ‬شيء‮ ‬جميل‮ ‬في‮ ‬هذا‮ ‬الوطن‮ ..‬
وبالفعل وبحسب توقعات المراقبين ، فقد تعرضت سفينة المؤتمر ، للعواصف العاتية والقاسية ، بعد خروجه من السلطة بشكل جزئي بعد نكبة فبراير 2011 م ، وبشكل نهائي بعد سبتمبر 2014 م ، ولكنها تجاوزتها ، رغم أن الكثير من أصحاب المصالح ، وأصحاب النفوذ ، وأصحاب الشرائح المتعددة ، خلال تلك العواصف ، قد قفزوا من فوق سفينة المؤتمر ، بحثاً عن مصالحهم ، وحفاظاً على نفوذهم ، فهذا هو ديدينهم ، وهذا هو منهجهم ، أينما كانت المصالح ذهبوا بعدها ، فالبحث عن المال ، والسلطة ، والنفوذ ، هو هدفهم الوحيد في هذه الحياة ..
وفي الرابع من ديسمبر ، أبى الأحرار من قيادات المؤتمر ، وعلى رأسهم الشهيد الزعيم الصالح ، والأمين العام الشهيد عارف الزوكا ، إلا نيل الشهادة ، والالتحاق بركب العظماء والأحرار والشهداء ، وكانت تلك الصدمة القاسية ، والعاصفة العاتية ، التي كانت كفيلة بإغراق سفينة‮ ‬المؤتمر‮ ‬،‮ ‬كون‮ ‬المؤامرات‮ ‬الكثيرة‮ ‬عليها‮ ‬،‮ ‬كانت‮ ‬كفيلة‮ ‬بإغراق‮ ‬أي‮ ‬سفينة‮ ..‬
وبالفعل ظن أصحاب المشاريع الصغيرة ، وأصحاب المشاريع المستوردة ، ومن يقف خلفهم ، أن المؤتمر في طريقه نحو الانفراط والتلاشي ، وكل طرف بدأ يعد العدة ، لأخذ نصيبه من تركة المؤتمر ، وبدأ كل طرف يحد شفرات سكاكينه لينهش في جسده المنهك والمثقل بالجراح ، والموجع لفراق‮ ‬قائده‮ ‬وزعيمه‮ ‬،‮ ‬وبدأ‮ ‬كل‮ ‬طرف‮ ‬وبكل‮ ‬مكر‮ ‬وحقد‮ ‬يرمق‮ ‬سفينة‮ ‬المؤتمر‮ ‬،‮ ‬والعواصف‮ ‬العاتية‮ ‬تضربها‮ ‬من‮ ‬كل‮ ‬مكان‮ ‬،‮ ‬في‮ ‬انتظار‮ ‬لحظة‮ ‬غرقها‮ ..‬
وكانت تلك هي اللحظة الحاسمة ، والمفاجأة السعيدة ، لأن سفينة المؤتمر لم تغرق بفضل الله تعالى ، ثم بفضل القاعدة الشعبية الوفية لهذا الحزب ، والذي غرق هو من كان لا يزال راكباً فوق سفينة المؤتمر من أصحاب المصالح والنفوذ والشرائح المتعددة ، حيث غرقوا في بحر التآمر والخيانة ، ليتبقى فوق سفينة المؤتمر فقط الشرفاء والأحرار من قيادات وكوادر وأعضاء المؤتمر ، ورغم تساقط كل تلك القيادات ، إلا أن القاعدة الشعبية الصلبة لحزب المؤتمر ، وغالبيتها من أوساط المواطنين البسطاء ، صمدت في وجه العواصف والمؤامرات ، لتتجاوز سفينة المؤتمر‮ ‬كل‮ ‬ذلك‮ ‬،‮ ‬رغم‮ ‬الأضرار‮ ‬التي‮ ‬لحقت‮ ‬بها‮ ..‬
وها هم الشرفاء ممن صمدوا من قيادات وأعضاء المؤتمر الأحرار ، يصلحون ما أفسد الدهر ، ويرممون سفينتهم ، ويعيدون ترتيب صفوفهم ، استعداداً للإبحار بسفينتهم وسفينة الوطن نحو مرافئ الأمان ، متحدين كل الصعاب والمحن ، آخذين العظة والعبرة من الدروس القاسية التي تلقوها‮ ‬مؤخراً‮ ..‬
ختاماً .. أطمئن كل الأحرار والشرفاء من أعضاء وكوادر المؤتمر ، القاعدة الشعبية الصلبة ، التي تحطمت عليها كل المؤامرات ، وواجهت كل العواصف بكل جدارة وقوة ، وكانت ولا تزال وستظل الدرع الكفيل بحماية سفينة المؤتمر في كل الظروف والأحوال ، أطمئنكم جميعاً ، حزبكم اليوم أقوى من أي وقتٍ مضى ، كيف لا وهو يستمد القوة منكم ، وحزب يمتلك قاعدة شعبية عريضة ، يتزاحم بين صفوفها الأحرار والشرفاء أمثالكم ، لن ينفرط عقده ، ولن تغرق سفينته بإذن الله ، كما أطمنكم بأن سفينة حزبكم لم يتبقى فوقها سوى الشرفاء والأحرار ، ولن يعتليها في قادم الأيام سوى الأحرار والشرفاء ، وكل ما عليكم هو أن ترفعوا رؤوسكم عالياً ، وتفتخروا بحزبكم الوطني الرائد ، وعليكم الاستمرار في تحمل مسئولياتكم الوطنية والأخلاقية تجاه ربكم ، وشعبكم ، ووطنكم ، وأمتكم ، وتاريخكم ، وحضارتكم ، وإنسانيتكم ، وعليكم أن تتسلحوا‮ ‬بالصبر‮ ‬والمثابرة‮ ‬والطموح‮ ‬وحب‮ ‬الوطن‮ ..‬
طبعاً‮ ‬ما‮ ‬أكتبه‮ ‬ليس‮ ‬من‮ ‬وحي‮ ‬الخيال‮ ‬،‮ ‬ولا‮ ‬مجرد‮ ‬أماني‮ ‬،‮ ‬بل‮ ‬هو‮ ‬نتاج‮ ‬ما‮ ‬أقرأه‮ ‬من‮ ‬خلال‮ ‬استطلاعي‮ ‬للرأي‮ ‬العام‮ ‬،‮ ‬ومن‮ ‬خلال‮ ‬مشاهدتي‮ ‬لحالة‮ ‬الإلتفاف‮ ‬الجماهيري‮ ‬حول‮ ‬المؤتمر‮ .‬
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
في زيارتي للوطن.. انطباعات عن صمود واصطفاف ملحمي
اياد فاضل*

هم ونحن ..!!
د. عبد الوهاب الروحاني

اليمن يُغيّر مفهوم القوة
أحمد الزبيري

مسلمون قبل نزول القرآن الكريم.. فقه أهل اليمن القديم
الباحث/ عبدالله محسن

الأقلام الحُرة تنقل أوجاع الناس
عبدالسلام الدباء *

30 نوفمبر عيد الاستقلال المجيد: معنى ومفهوم الاستقلال الحقيقي
عبدالله صالح الحاج

دماء العرب.. وديمقراطية الغرب؟!
طه العامري

ترامب – نتنياهو ما المتوقَّع من هذه العلاقة؟!
ليلى نقولا*

أين هو الغرب من الأطفال الفلسطينيين السجناء وهو يتشدَّق دوماً بحقّ الطفل؟
بثينة شعبان*

صراع النملة مع الإنسان ولا توجد فرص أخرى للانتصار!!
د. أيوب الحمادي

دغيش.. البرلماني الذي انتصر للوحدة حتى المَنِـيـَّة
خالد قيرمان

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)