حاوره/ رئيس التحرير -
أكد الإعلامي علي الزهري أن الإعلام الوطني يقوم بواجبه في مواجهة قوى العدوان وقد ازعجها ولا يمكن التقليل من دوره في المعركة المصيرية .
وأضاف الزهري: إن الإعلام اليمني يواجه بامكانات ضعيفة مكنة إعلامية لا يستهان بها مطالباً بإنشاء مجلس للدفاع الوطني الأعلى يضم ممثلين عن كافة وسائل الإعلام .. إلى التفاصيل:
* كيف تقيمون الاداء الاعلامي المواجه للعدوان بعد أربع سنوات خاصة في ظل رغبة جماهيرية لدخول العام الخامس برؤية اعلامية اكثر فاعلية؟
-في البداية أحييكم وأحيي جمهور صحيفة »الميثاق« الغراء ، في اعتقادي أن الإعلام الوطني الرسمي والأهلي خلال فترة العدوان قام بجزء مهم من الواجب عليه ، إن من ناحية نقل جانب من مظلومية الشعب اليمني أو من ناحية نقل جزء أيضاً من صموده وصبره وشموخه وعظمته وبأسه ،وإن رافق الأداء نوع من القصور بأي شكل من الأشكال ، ولكن الإعلام الوطني الحر كان مزعجاً لقوى العدوان ولعل استهدافه بصور مباشرة وغير مباشرة خير دليل على ذلك ، فقد تم إنزال عدد من القنوات الفضائية الوطنية من القمر الصناعي وحجبها والتضييق عليها ومحاولة تغييبها عن جمهورها ، أو من خلال استهداف مقراتها بصورة مباشرة وقتل طواقمها ، ووصل عدوانهم على الإعلام الوطني إلى مواقعه في صفحات التواصل الاجتماعي أو حتى اليوتيوب ، ولذلك لا يمكن التقليل من كل الدور الذي قام ويقوم به الإعلام اليمني الحر في هذه المعركة المصيرية .
*واضح ان الاطارات المعنية بالإعلام تعمل في اطار جزر منعزلة تفتقد كثيراً للتعاون والتنسيق فيما بينها.. ما اسباب ذلك من وجهة نظركم؟
-اتفق معكم في ذلك أن مستوى التنسيق لم يكن عند بمستوى الحدث على الإطلاق ولا يزال كذلك ، قد يرى البعض أن ما حدث لليمن كان مفاجئاً وأن امتصاص الضربة كان بحاجة لوقت لترتيب كل الأوراق والجبهات بما فيها الجبهة الإعلامية ، ولكن مع استمرار العدوان وطول الفترة ونظراً لأهمية المعركة الإعلامية في اعتقادي أنه كان لا بد من تشكيل مجلس تنسيقي أعلى للإعلام يضم ممثلاً عن كل الجهات المعنية بهذه الجبهة ، وأن توضع استراتيجية متوسطة وطويلة المدى وأن لا يترك الموضوع للاجتهادات من هنا أوهناك وعلى قاعدة " ما بدى بدينا عليه " ، نحن في معركة كبيرة ونواجه مكنة إعلامية بإمكانات لا يستهان وتحديناهم بإمكاناتنا المتواضعة جداً وعريناهم مازلنا ، ما نحتاجه مزيد من تضافر الجهود والتنسيق والتواصل الدائم .
*لتجاوز هذا الإشكال ما الذي يتطلب فعله على وجه السرعة؟
-يتطلب انشاء مجلس للدفاع الإعلامي على غرار مجلس الدفاع الوطني الأعلى يضم في عضويته ممثلاً عن الوسائل الإعلامية الرسمية والأهلية ويكون له غرفة عمليات مشتركة تستقبل كل المقترحات والتصورات والرؤى وتصدر في حال إقرارها على هيئة سياسات عامة وعريضة تترجمها للتنفيذ كل وسيلة على حسب طريقتها وطابعها وطابعها الخاص بها .
*هناك مبادرات تقام بين الحين والآخر كالبث المشترك بين المحطات الإذاعية لكن ما يقدم خلال ذلك لا يحمل جديدا ولا يختلف عما تقدمه الاذاعات كل على حدة هل الاشكال يقع في سوء الاعداد لهذه الفعاليات ام ماذا؟
-مبادرات طيبة وإيجابية وهي بحاجة للبناء عليها وتطويرها وتوسيع دائرتها وتنظيمها أكثر حتى تحقق أعلى درجة من الفائدة وتحقق نسبة عالية من أهدافها .
* ايضا كيف تقيمون بصراحة متناهية التنسيق بين محطات التلفزة ام ان الحرص بينها على السبق يغلب على متطلبات التنسيق بينها؟
-التنسيق لا يرتقي إلى مستوى المرحلة وإن كان موجواً د فهو بطريقة شخصية أو مبادرات ثنائية ولم يكن يوماً بطريقة رسمية ودورية ومنتظمة للأسف الشديد ، صحيح لكل محطة خارطتها وجمهورها وآلية خاصة بعملها ولكني لا أعتقد أن هذه المرحلة مرحلة تنافس بالمعنى التجاري ، المرحلة مرحلة تنافس وتسابق لمن يقدم المعلومة الحقيقة ومن يقترب أكثر من هموم الناس وآلامهم وآمالهم ، من يكبر بهم ولا يكبر عليهم ، ولذلك نحن بحاجة لتضافر كل الجهود وتكاملها لنحقق هذه الأهداف .
* بالتحديد ما الذي يمكن ان تفعله القنوات التلفزيونية وتراه مناسبا من حيث تقديم رؤية جديده في مواجهة العدوان؟
- بإمكانها فعل الكثير وأول ما يمكن عمله الخروج عن الرتابة واستشعار أننا نمر بمرحلة ليست بالعادية ومواجهتها ومواكبتها لا يمكن أن تكون أيضاً بالعادية ، نحن في قناة الساحات على سبيل المثال من أول أيام العدوان سارعنا إلى عمل خارطة مواجهة في كل شيء ، اطلقنا خارطة برامجية خاصة بالمرحلة ولكل برنامج مهمة معينة وأهداف محددة ، برامج بطريقة جديدة أو ما يمكن أن نسميه بالإعلام الحديث بعيد عن الرتابة المعتادة ، وأعتقد أننا حققنا نسبة من النجاح على هذا الصعيد والجمهور هو من يقيم تجربتنا في هذا الجانب ، بعض القنوات الوطنية حاكت تجربتنا وأطلقت بعض البرامج بنفس الطريقة والآلية .
* واضح ان معظم ما تعرض له القنوات هو احاديث اليمنيين يخاطبون انفسهم بمعزل عن الانفتاح مع المفكرين العرب وما اكثر المتعاطفين منهم مع القضية اليمنية والسؤال ما السبب في عدم هذا الانفتاح وهل يعود لافتقار امكانات مادية او فنية؟ -بالعكس المواطن اليمني هو المعني الأول بما يحدث له وهو من يواجه كل هذه الهجمة عليه ونحن في الإعلام الوطني معنيون بمخاطبته والوقوف إلى صفه وعرض مظلوميته ومعاناته والسعي للتخفيف منها بمحاولة عرضها ومعالجتها قدر المستطاع ، دورنا كبير في المساهمة في تنامي حالة الوعي والتحصين من أي تهديد يمس الأمن القومي اليمني القادم عبر وسائل إعلام العدو.. وفيما يتعلق بالمفكرين من يتضامن مع اليمن ويجاهر بموقفه بشجاعة وسائلنا مفتوحة لهم وعلى تواصل معهم وهنا أتحدث عن الساحات تحديداً بحكم أننا خارج اليمن ، ولكن هنالك من لا يجاهر بمواقفه الرافضة للعدوان على اليمن نظراً لحسابات في نفسه وخوفاً من تعرض مصالحه إن وجدت مع دول ومؤسسات البترودولار .
*لكن مع هذا هناك وسائل اتصال عبر الشبكة العنكبوتية يمكن لها تحقيق هذا التواصل؟
-صحيح هذا فيما يتعلق ببقية الوسائل الإعلامية الوطنية المتواجدة في اليمن يمكنها تجاوز أي صعاب للتواصل مع من تريد عبر الاستفادة من وسائل التواصل الحديثة والمتاحة والممكنة .
*هناك من يقترح ايجاد استديو جماعي لمختلف القنوات في بيروت لتحقيق هذا الانفتاح او في تونس وهل مثل هذا الطموح ممكن ؟
-نحن مع هذه الخطوة ومستعدون للعمل مع الجميع لتحقيق ذلك ، ولكن مشروعاً كهذا من الذي سيتبناه أو يتحرك لإطلاقه ؟ أعتقد أن هذه الفكرة تعود بنا إلى الحاجة لإنشاء مجلس للدفاع الإعلامي لتبني مثل هذه الأفكار وغيرها .
*التشابه الكبير فيما تعرض له الوسائل الإعلامية يعكس سوء اعداد.. هل هناك حاجه لرفع مهارات الاعداد وكيف؟
-طبيعة العمل في الوسائل الإعلامية هو إما نشرات إخبارية أو برامج وطبيعي يكون هنالك تشابه فلكل وسيلة خارطتها ومسارها ، ولكن قد تركز معظم الوسائل على موضوع معين وتغفل جوانب أخرى وهذا يعود إلى أن العمل فردي أو أحادي لكل وسيلة ، نحن بحاجة للجلوس مع انفسنا ونقيم وضعنا الإعلامي وما قدمناه وما يمكن أن نقدمه وفق استراتيجية واضحة وأهداف معلومة نسعى جميعاً لتحقيقها .
*لضمان تدفق المعلومات لمختلف الوسائل الإعلامية ما الوسيلة التي ترونها مفيدة لتحقيق ذلك؟
-إيجاد منصة واحدة مشتركة تتبع مجلس الدفاع الإعلامي الأعلى ، تضخ إليها كل المعلومات من مختلف الجهات بالصورة والصوت وتكون متاحة لكل الوسائل الإعلامية الوطنية المختلفة وكلاً يستفيد من الذي يهمه ويعنيه .
*هناك افكار وتصورات إعلامية لدى الجمهور لا يتم التقاطها هل يعبر هذا عن انغلاق الاطارات الإعلامية عن نبض جمهورها وما ينبغي عمله للاستفادة من هذه المقترحات؟
-مشكلة كبيرة أن تكون هنالك فجوة بين الإعلام والجمهورولا أعتقد أن من الطبيعي اليوم أن تكون موجودة بحكم أن هنالك العديد من الوسائل والوسائط التي يمكن أن تشكل حلقة وصل بين الوسائل الإعلامية والجمهور ، ولعل من ابسطها وأسرعها صفحات هذه الوسائل على مواقع التواصل الاجتماعي ، نحن في الساحات متواجدون على الفيس بوك والتويتر ونستقبل كل رسائل جمهورنا العزيز وما يمكن تلبيته والاستفادة منه لا نتردد لحظة واحدة في ذلك.
*بالنسبة لبرنامجكم الجماهيري المتمتع بخفة ونكهة في اسلوب تقديمه ما الجديد على صعيده وماذا عن حلمكم الاعلامي ؟
-برنامجي وجهة نظر كان ولا يزال وسيظل لسان حال الناس يتحدث بلسانهم وبلهجتهم ووجعهم وآملهم وصبرهم وشموخهم ، جديده جديد الناس ، فهو برنامجهم ، وهم أبطاله وجمهوره ، فعندما يتوجهون إلى زراعة الحقول يجدون صورهم وأهازيجهم ومغاردهم تصدح من الحقل إلى فضاءات العالم عبر برنامجهم وجهة نظر ، عندما ينفرون في الساحات والميادين يشاهدهم من يتابع الساحات في أي مكان فنحن فضاؤهم الرحب ، وجهة نظر انعكاس لليمن الكبير الأرض والإنسان ، لذلك أنا أتشرف بقيامي بهذا الدور ، وحلمي الإعلامي أن يمنحني الله المزيد من الشرف في خدمة أهلي وناسي وأن لا يحرمني هذه النعمة .
*كلمه أخيرة ؟
-التحية لليمن الكبير ولكل محبيه ومناصريه ولكل حر شريف ، والسلامُ لليمن وعلى اليمن ورحمة الله وبركاته .
| 
الإعلامي الزهري لـالميثاق: يجب تشكيل مجلس للدفاع الإعلامي على غرار مجلس الدفاع الوطني
