حاوره / أكرم يحيى - أكد وزير الاشغال العامة والطرق المهندس غالب مطلق أن العدوان المستمر على بلادنا خلف اضراراً جسيمة على البنى التحتية.
مشيراً إلى أن العدوان تعمد هدم الجسور وتدمير الطرق وجعلها أهدافاً مباشرة له تقصف ليلاً نهاراً.
وأوضح أن الوزارة نجحت في إعادةإنشاء 70٪ من الجسور والطرق التي دمرها العدوان وبتكلفة 7 مليارات ريال.
وحذر الوزير مطلق من خطورة الاقدام على قرار إغلاق صندوق صيانة الطرق لأنه سيؤدي للانهيار الكلي في شبكة الطرق والغاء اتفاق الشراكة مع الأمم المتحدة.
*ونحن نستقبل بكل صمود وشجاعة العام الخامس للعدوان الغاشم على بلادنا وزارة الاشغال صرح كبير على الكثير.. معالي الوزير كيف تقيمون الوضع الخاص بالوزارة ؟
- وزارة الأشغال العامة والطرق من أكثر الجهات التي استهدفت وبصورة مباشرة، حيث عمد العدوان إلى هدم الجسور وتدمير الطرق والمنشآت الحكومية وجعلها أهدافاً مباشرة تقصف ليلاً ونهاراً وتسعى لتدميرها
ها قد مرت أربعة أعوام من الحصار الجائر ولم يتوقف طيران التحالف عن القصف لحظة واحدة وفرض الحصار الشامل على الشعب اليمني ولكن رغم ذلك فالغارات مستمرة والناس يواصلون نشاطهم ويمارسون حياتهم بصورة عادية وطبيعية وما هي إلا أيام معدودات إلا ووصلت الينا أخبار انتصارات وتصدي الجيش واللجان الشعبية لبعض المتسللين. وأكدت لنا هذه المعلومات رغم الفرق الشاسع بين اسلحة الطرفين فالوزارة تقوم بعملها على اكمل وجه رغم كل الضغوطات والممارسات المستهدفة.
*لوحظ معالي الوزير حجم الاعمال الكبيرة التي تقوم بها الوزارة هل لكم ان تخبرونا عن تلك الاعمال وتكلفتها ؟
- الوزارة تعمل في عموم محافظات الجمهورية فهي تقوم بأعمال الصيانة الدورية لشبكة الطرق والجسور وبشكل مستمر وبوتيرة عالية، فقد نفذت الوزارة خلال الأعوام الأربعة الماضية العديد من المشاريع، استطاعت إعادة ترميم وتأهيل ما تم هدمه من جسور وطرق وكذا تدمير المخازن والآليات الخاصة بالوزارة والجهات التابعة لها حيث بلغت التكلفة الإجمالية لأعمال الطوارئ في شبكة الطرق والجسور بالجمهورية (6.769.421.321,80) ريالاً يمنياً وكان ذلك حتى أواخر شهر فبراير 2019، حيث تمت إعادة إنشاء الجسور أو جزء منها بمبلغ وقدره (1.405.583.143) ريالاً وترميم وصيانة الجسور المتضررة بتكلفة (435.173.930) ريالاً، وأعمال الطرق وترميم العبارات وأعمال الحماية بتكلفة (4.396.951.814,80) ريالاً، وكذا ترميم المباني المتضررة من العدوان وقنوات الري بتكلفة (213.775.504) ريالات، كما كلفت أعمال التحويلات الطرق البديلة (317.936.930) ريالاً.
*معالي الوزير كيف استطعتم أن تتابعو أعمالكم في ظل الإمكانات البسيطة؟ وما الأولويات التي تركز عليها الوزارة؟
- ولقد تغلبنا على معظم الصعوبات وذلك دعم وبتلبة واهتمام رئيس المجلس السياسي الأعلى الأخ مهدي المشاط وسنستمر ونسير إلى الأمام ونخلق من القليل الشيء الكثير ونعيد اصلاح ما تم تدميره من قبل طيران العدوان بشكل يومي، والأهم بالنسبة لنا هو ترميم الطرق والجسور الرئيسية التي تتحكم في حركة تنقل المواطنين.
بالنسبة لأولويات الوزارة نحن نقوم بتسهيل حركة المواصلات من أجل إيصال الدواء والغذاء للمواطنين إلى جميع المناطق بأمان ومن أجل ذلك نعطي إصلاح الطرق والجسور الرئيسية أهمية كبيرة، آخذين في الاعتبار شحة الموارد في ظل الحصار الجائر على بلادنا، حيث لا تسمح الإمكانات بإصلاح جميع الجسور فنلجأ لاصلاح الجسور الرئيسية والمهمة لما فيه مصلحة المواطنين أولاً.
وقامت الوزارة بإعادة الكثير من الجسور وخير شاهد على ذلك أن كل الجسور التي تربط العاصمة صنعاء بمحافظة الحديدة بحكم أن هذا الخط شريان الحياة والجسور ومعظم جسور محافظة المحويت استكملت ولم يتبق إلا عبارة وجسر صغير وخلال أسابيع سيتم الانتهاء من العمل فيها.
وكذا طريق(صعدة - عمران - العشمة) وهو من أهم الطرقات التي قامت الوزارة بإعادة تأهيلها، وكذا طريق (مارب - البيضاء)لذي يمثل أهمية كبيرة للمواطن لعملية نقل الغاز والنفط وفي عموم محافظات الجمهورية من المهرة إلى صعدة فقد استطاعت الوزارة من خلال صندوق صيانة الطرق توفير إيرادات شهرية شحيحة من أجل التمكن من مواصلة عملها، ولدينا مشاريع ممولة كمنحة من قبل البنك الدولي 50 مليون دولار ومن خلال هذه المنح بدأنا بالعمل في عموم محافظات الجمهورية مثل (أمانة العاصمة - صنعاء - الشحر - المكلا - الحديدة - عمران - عدن - ذمار - صعدة) حيث نفذت وزارة الأشغال العامة مشاريع وصيانة وترميم لحوالي 7146 كم من الطرق والجسور التي دمرها العدوان، وكذا إعادة إنشاء 70 ٪ تقريباً من الجسور والطرق والبقية لم تتمكن من الوصول إليها بسبب أنها في مناطق غير آمنة وأماكن اشتباكات وقد أثبتت الوزارة مصداقيتها من خلال الأعمال التي تقوم بها وإعادة التمويل إليها مجدداً من قبل الصندوق الكويتي والصندوق العربي.
*استطاعت الوزارة ايجاد حلول ومعالجات طارئة لتفادي ما دمره العدوان في شبكة الطرق.. ما الآلية التي اتخذتموها حيال ذلك؟
-هناك أضرار جسيمة خلفها العدوان حيث قامت المؤسسة العامة للطرق والجسور وبإشراف صندوق صيانة الطرق بتنفيذ أعمال الصيانة الطارئة على عدة مراحل تكمن المرحلة الأولى في التركيز على ضمان استمرارية الحركة المرورية على شبكة الطرق والجسور من خلال إنشاء تحويلات (طرق بديلة) للطرق المتضررة نتيجة القصف في أقل فترة زمنية ممكنة، مع الأخذ بعين الاعتبار أعمال تصريف مياه الأمطار والسيول من التحويلات، وكذا ردم الحفر ورفع المخلفات الناتجة عن القصف، بحسب المواصفات الفنية من حيث سرعة التصميم والأعمال الإنشائية لتصريف المياه وأعمال الحماية والسلامة المرورية.
والمرحلة الثانية تتمثل في معالجة الجسور والعبارات المتضررة بأقل تكلفة ممكنة وفي أقل فترة زمنية وبحسب الظروف الأمنية المناسبة لذلك من خلال معالجة وإعادة بناء الجدران الساندة للجسور والعبارات وعمل وتنفيذ بلاطات خرسانية علوية مسبقة للصب وتنفيذ أعمال الحماية اللازمة وخاصة في المواقع التي تمتاز بغزارة الأمطار والسيول فيها والتي ستكون فيها الطرق البديلة المؤقتة غير مجدية خاصة في مواسم الأمطار..
أما المرحلة الثالثة والأخيرة فنحن بصدد عمل دراسة لمعالجة الجسور والعبارات المتضررة نتيجة القصف التي لم تنفذ خلال المرحلة الثانية نتيجة الظروف الأمنية والمتطلبات المالية اللازمة لتنفيذ أعمال الطوارئ لمعالجة الأضرار في شبكة الطرق والجسور.
*نحن نعلم ان صندوق صيانة الطرق هو المعول الاساسي في دعم واستمرارية اعمال مشاريع الوزارة.. ما مدى حجم المشكلة المترتبة على توقيفه؟
-اغلاق الصندوق حتما سيؤدي الى اهمال بعض الطرق ورفع اليد عنها وتعريضها للانهيار الكلي حيث تم انجاز 9 آلاف كلم بعموم محافظات الجمهورية ونحن حريصون على الحفاظ عليها ومتابعتها أولاً بأول كما ان توقيف الصندوق سيؤدي الى اغلاق مشاريع الامم المتحدة (اليونبس)حيث ان الصندوق هو المخول قانونيا بتوقيع اتفاقيات الشراكة مع الامم المتحدة في صيانة الطرق المنهارة..
حيث تم التوقيع من قبل على مشاريع للاعوام 2018/2019 م بمبلغ اجمالي 60 مليون دولار وفي صدد تفعيل المشروع الطارئ الذي يصل تكلفته التقديرية الى اكثر من (700) مليون دولار تشمل مشاريع الطرق والبنى التحتية الاخرى فليس من المنطق توقف الصندوق او تأخير عمله الحيوي والخدمي بالدرجة الاولى.
*معالي الوزير .. كلمة اخيرة تودون قولها؟
- إن إرادة الشعوب لن تقهر وإرادتها من إرادة الله سبحانه وتعالى ومن كان يؤمن بعدالة قضيته لا بد أن ينتصر، والذين باعوا أوطانهم من المرتزقة والعملاء لن يكون لهم تاريخ ولا وجود بين أبناء شعبهم ولن يرحمهم التاريخ.
كما نقول لتحالف العدوان: لقد أوهمكم ضعفاء النفوس بأن اليمن لقمة سائغة وانكم خلال أسابيع سوف تلتهمونها.. ولكن أثبتت أربع سنوات من الصمود أن هناك شعباً عظيماً جباراً قاوم كل قوى الشر والعدوان التي حاولت النيل من هذا الوطن.. فاليمن محروسة برجالها الصامدين.
|