حاوره/ يحيى علي نوري - أكد النائب حسن سود هفج أن اليمن في هذه المرحلة الحرجة بأمس الحاجة ألى جهود كل أبنائها المخلصين.
داعاً في حوار مع صحيفة الـ»الميثاق« إلى استشعار الجميع مسئوليتهم تجاه وطنهم وشعبهم..
لأفتاً إلى أن استعادة المؤتمر دوره الوطني والريادي يعد هدفاً استراتيجياً لمستقبل اليمن.
وأشار النائب هفج إلى أن بقاء البرلمان قوياً مرهون بقيامه بدوره على أكمل وجه والاستجابة لمطالب الشعب والعمل على تخفيف معاناته الناتجه عن العدوان الغاشم والحصار الجائر.
قضايا أخرى في سياق الحوار التالي:
* وحدة المؤتمريين وتماسكهم في هذه المرحلة ما دلالاتها؟
- لايختلف اثنان في الرأي ان وحدة المؤتمريين ضرورة ملحة بل ومطلب الساعة والذي يحتاج الى المزيد من الجهود الصادقة في سبيل جعل هذه الوحدة في منأى تماماً عن كافة الممارسات التي تحاول عبثا النيل من وحدة المؤتمر الشعبي العام ومكانته الشعبية وامتداده الطبيعي على مستوى الأرص اليمنية والنيل من وثيقته التاريخية المتمثلة في الميثاق الوطني الذي تعد اعظم وثيقة ليست مؤتمرية وانما وطنية في تاريخ اليمن الحديث وانا لا ابالغ في قولي هذا وانما يتفق معي كل من قرأ بتمعن الميثاق الوطني ووقف بمسؤولية أمام مختلف حقائقه ومثله حيث سيجدها تلبي متطلبات الواقع اليمني الراهن بل وتمتلك معالجات ناجعة لكل مشكلات وطننا برؤية ثاقبة.
وهنا تكمن قيمة وحدة المؤتمريين من اجل مواصلتهم لخدمة وطنهم واستغلال تأثير تنظيمهم الايجابي في الحياة اليمنية عموماً..
* هناك من يرى أن المؤتمريين في الواقع لايمكنهم الحفاظ على وحدتهم .. تعليقكم؟
- لهؤلاء نقول انظروا إلى عظمة ما سجله المؤتمريين منذ احداث ديسمبر المؤسفة من اصطفاف وتوحد حول قيادتهم برئاسة الشيخ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام بالرغم من الكثير من المعطيات والتحديات الكبرى والتي كانت بفظاعتها كفيلة بالقضاء على المؤتمر لكن المؤتمريين بفضل هذا الاصطفاف حول تنظيمهم وقيادتهم تمكنوا من الاصطفاف وتعاملوا مع الواقع الراهن الذي يعيشه وطنهم وتنظيمهم بدرجة عالية من المسؤولية الوطنية والتنظيمية وأمكن لهم ان يقوموا بالعديد من الخطوات الكفيلة بتأكيد وجودهم كتنظيم فاعل قادر على التعامل مع مختلف التحديات من حولهم واستطاعوا ان يهيئوا المشهد المؤتمري بصورة تعبر عن حكمة ويقظة وادراك كبير لكل مايعتمل من سيناريوهات تهدف الى تقويضهم وجعلهم يتخلون عن حلمهم وتطلعهم في الحفاظ على تنظيمهم..
ولنا هنا ان نرى درسهم العظيم في الولاء التنظيمي من خلال ما ابدوه من جهود جبارة في مواجهة محاولات تشتيت وتجزئة تنظيمهم من خلال المزيد من الالتفاف حوله ودون ان يعطوا لكل محاولات تشظيه اية اهمية.. الأمر الذي جعل كل الانظار تتوجه إلى صمودهم على الارض بتقدير واجلال لموقفهم هذا والذي يعد تاريخيا بكل ماتعنيه الكلمة من مضمون بل ويعد درسا يفاد منه في الولاء الحزبي القائم على الوعي الوطني والتنظيمي والذي شكلوا من خلال هذين العاملين انجازات مهمة على صعيد الحفاظ على وحدة المؤتمر..
* يرى المراقبون ان لاخوف على وحدة المؤتمر من قاعدته العريضة وانما الخوف من بعض قياداته التي تجنح وراء سيناريوهات التقسيم للمؤتمر .. تعليقكم؟
- نعم هذا القول فيه مصداقية فالقاعدة المؤتمرية العريضة ترقب باهتمام بالغ كل سلوك يجنح نحو التشتيت بل وتعبر عن استهجانها الصريح لكل هذه الممارسات..
وطالما القاعدة المؤتمرية هي صاحبة المصلحة الأولى والأخيرة من المؤتمر وهي أيضاً مصلحة وطنية فلا خوف من جنوح أي قيادة في الخارج باتجاه التقسيم والتشتيت للمؤتمر فهى بذلك تبدو ضعيفة وهزيلة في كل ماتعرض له من أفكار ورؤى تشتيتية ولا تعبر عن قراءة واقعية وموضوعية لها للواقع الراهن بل وتضرب بعرض الحائط الحاجة الماسة للمؤتمر في المزيد من الاصطفاف كما تخسر مكانتها في صفوف قواعد المؤتمر وهذا أمر اصبح واضحا لكل المتابعين في ان التفاعلات الايجابية للقاعدة يجدونها في تفاعل مستمر مع كل الاصوات المطالبة بضرورة الحفاظ على المؤتمر وهذا يعني ان وحدة المؤتمر لابد ان تكون هدفا استراتيجيا يعلو دائما على كافة الاهواء والاجندة الضيقة والمصالح الآنية..
* كيف تقيمون سلوك قيادة المؤتمر الشعبي باتجاه تحقيق وبلورة هذا الهدف الاستراتيجي؟
- كل ما يصدر على لسان الشيخ صادق بن أمين أبوراس وزملائه بقيادة المؤتمر يعبر بوضوح وشفافية عالية عن هذا الهدف وانتم كإعلاميين ترصدون كل ما تعرض له قيادة التنظيم .. تدركون عظمة هذا الموقف كما تقف امامه مختلف القواعد بتقدير عالٍ كونه يعبر عن آمالها وتطلعاتها وحرصها الشديد على اعادة المؤتمر الى الحياة اليمنية بنفس قوة تأثيره الايجابي..
ولعل ما تنشره "الميثاق" على مستوى كل عدد من مضامين لموقف القيادة هو ذلك التعبير الرائع والوطني والتنظيمي لرئيس المؤتمر وهو يؤكد بلسان حال كل المؤتمريين انه لايوجد مؤتمري اصيل يسعى بأي صورة من الصور الى الاضرار بتنظيمه او استهداف قيادته سواء أكانوا في الداخل او الخارج وأن هؤلاء المؤتمريين الاصيلين سيظلون صامدين مع تنظيمهم وأدبياته وعلى رأسها الميثاق الوطني..
ولاشك انه من خلال هذا التأكيد لرئيس المؤتمر نكون مطمئنين بلا حدود ان قيادة المؤتمر حددت بدقة أهدافها المحافظة على المؤتمر وبأنها ستعمل على الاستغلال الامثل لمصداقية القواعد والسير بها باتجاه مستقبل افضل يستحقه المؤتمر وقواعده..
* وفقاً لهذه المعطيات التي اشرتم إليها كيف تنظرون لدورة الدائمة القادمة وما اذا كانت ستعزز من تطلعات المؤتمريين؟
- بالطبع ستمثل اضافة استطيع ان أقول إنها نوعية وسيكون لها تأثيرها الايجابي على كل ماله علاقة بالمؤتمر ويعزز من توجهاته الوطنية وفي الدفاع عن الوطن وفي سير المؤتمريين معا نحو الحفاظ على وحدتهم وتهيئة المشهد بصورة أكثر لمواصلة المزيد من الجهود على طريق انعقاد المؤتمر العام، وهذا أيضاً أكد عليه رئيس المؤتمر ان تسليم القيادة لن يتم إلا من خلال انعقاد المؤتمر العام وتسليم السلطة لأعضاء المؤتمر وإن شاء الله يكون بانعقاد المؤتمر العام تتويجا لكل الجهود التي حافظت على المؤتمر وهى جهود تاريخية سيوثقها المؤتمريون في أنصع صفحات تاريخهم..
* بالنسبة للحياة البرلمانية وكعضو في البرلمان.. نسألكم عن رأيكم حول دور البرلمان في الواقع اليمني الراهن؟
- مهما تعرضت الحياة البرلمانية لهزات عنيفة فإن على مجلس النواب ان يواصل دوره بمهنية عالية رقابة وتشريعاً وفي تنفيذ قراراته وتوصياته ، ولكي نحافظ على ذلك لأبد من التصدي لأي ممارسات تهدف إلى جعل دور البرلمان شكلياً وعلى البرلمان ان يقوم بواجبه في مواجهة مختلف الجوانب السلبية التي تشوب حياة شعبنا بالصورة التي تسهم في التخفيف من معاناة شعبنا جراء العدوان وجراء كافة الممارسات غير المسئولة..
وحقيقةً أننا كأعضاء في البرلمان لانستطيع اقناع الجماهير بدورنا وأهميته مالم نقم بدورنا أولاً على أكمل وجه وهذا هو المعيار الحقيقي الذي يجعل الجماهير تنظر للبرلمان بدرجة من الأهمية بل وتلجأ له عند حدوث آية ممارسات لايقافه وفقاً للدستور والقانون..
* اشرتم الى التدخلات التي تعترض سير قرارات وتوصيات البرلمان .. ألستم كنواب اول من سيسائلكم الشعب بالسكوت عن ذلك؟
-نعم ومع ذلك يجب ان يكون للبرلمان دوره وتأثير مباشر ولا اعتقد ان أي عضو يريد ان يكون لدوره والمجلس الذي اكسبه الشعب عضويته ان يكون شكليا، واعتقد ان هذا الدور هو الرد العملي لمطالب الشعب وفي نفس الوقت الرد العملي لكل محاولات اضعاف مجلس النواب سواء أكان ذلك في لجوء الخارج الى مجلس جديد أو في التدخل في شئونه وعمله بالداخل، وان شاء الله يتعزز دور مجلس النواب أكثر وأكثر باعتبار ذلك اتجاها اجبارياً في الوفاء للشعب والاستجابة لمطالبه في التخفيف من معاناته..
*ما الذي تحبون ان توجهونه عبر "الميثاق" إلى قيادة المؤتمر؟
-أوجه لقيادة المؤتمر وعلى رأسها الشيخ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر كل معاني العرفان والتقدير لعظمة جهودها العظيمة التي بذلتها ومازالت تبذلها منذ احداث ديسمبر المؤسفة وماقامت به من مهام ومسئوليات جسيمة في الحفاظ على المؤتمر ومقاره ومتابعة أعضائه المعتقلين حتى تمكنت بحمد الله من إطلاق عدد كبير منهم، إضافة إلى ما توليه من اهتمام كبير بمختلف قضايا المؤتمر والمؤتمريين والذي تعكف جل وقتها في الاتصال والتواصل مع مختلف الفعاليات المؤتمرية وتبدي تفاعلا مع كل قضاياهم حسب امكاناتها المتاحة.. انها جهود عظيمة حققت لدى المؤتمريين حالة من الطمأنينة وجعلتهم يثقون بجهودها في السير بالمؤتمر نحو المستقبل وان يتجاوز في القريب كل التحديات والمخاطر التي هددت وجوده كتنظيم يمني كما طمأنت القاعدة بأنها كقيادة ستواصل السير باتجاه خدمة الوطن والانتصار لتطلعاته وعلى هدى ومضامين ميثاقه الوطني ومن عظمة انجازاته التي تحققت للوطن منذ قيامه وعبر محطات مسيرته الحافلة بالإنجازات وفي الوفاء للقائد المؤسس الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح والامين العام الشهيد عارف الزوكا رحمهما الله وفي العمل بكل ما من شأنه ان يحقق مصلحة الوطن والتنظيم..
كما اننا نؤكد بأننا اعضاء المؤتمر سنظل الى جانب قيادتنا حتى تتمكن من تحقيق كل الاهداف وان شاء الله تكون مرحلة ما بعد انعقاد دورة الدائمة مرحلة تتعاظم فيها تطلعاتنا وان تجد قيادتنا التنظيمية الحكيمة آفاقا اكبر للمزيد من العطاء الوطني والمؤتمري..
* كلمة أخيرة ؟
-كلمتنا الأخيرة أن التحديات الكبيرة والجسيمة تتطلب المزيد من الاصطفاف والتوحد كما أنني كأي مواطن اتطلع إلى أن تشهد الساحة اليمنية المزيد من التوافق والاتفاق بالصورة التي تضع حداً لكل مايعتمل من صراع وأن تحقيق ذلك يعد مسؤولية وأمانة تقع على عاتق الجميع وإن الله سيحاسب كل مقصر إزاء هذا المطلب الوطني بل والديني والاخلاقي.
|