بقلم الأستاذ غازي أحمد علي - لاشك ان يوم 22 مايو 1990م الذي اعلن فيه قيام الجمهورية اليمنية واعادة تحقيق الوحدة اليمنية كان وسيظل انجازا تاريخيا هو الاعظم لشعبنا في تاريخه المعاصر فقد جسد اهداف ومبادئ الثورة اليمنية »26 سبتمبر و14 اكتوبر و30 نوفمبر« الخالدة، وحقق طموحات وتطلعات الحركة النضالية الوطنية التي استطاعت ان تنهي الحكم الامامي وتطرد المحتل البريطاني وتنتصر للشعب اليمني وكفاحه.
لقد مثلت اعادة تحقيق الوحدة اليمنية محطة وطنية ذات ابعاد متعددة في دلالاتها وآثارها حيث كانت هذه اللحظة هي اول محطة حقيقية لاستقلال القرار الوطني من الوصاية خصوصا وان 22مايو جاءت في لحظة كانت المنطقة والعالم تعيش مخاضات عسيرة تنعكس تأثيراتها وآثارها السلبية على الواقع اليمني المشطر آنذاك والمتباين والمتضاد بين نظامين مختلفين ومتعاركين،وهنا كانت عظمة ذلك المنجز الذي نفخر نحن في المؤتمر بأنه كان منجزا وطنيا حققته قيادة المؤتمر الشعبي العام ممثلة بالشهيد الزعيم علي عبدالله صالح الى جانب قيادة الحزب الاشتراكي اليمني ممثلة بالرئيس علي سالم البيض آنذاك.
ان اعادة تحقيق الوحدة كان منجزا كبيرا بالنظر الى ما حققه لليمن واليمنيين من تحولات على المستوى الجيوسياسي والاقتصادي واقترانه بالنهج الديمقراطي والتعددية السياسية وحرية الرأي والتعبير ووضع حقوق الانسان كأولوية في مسار نهج الدولة ولذلك فان خطط التآمر عليها بدأت منذ اليوم الاول وعبر مشاريع كثيرة منها ما نفذ بأيدٍ محلية ومنها ما وقفت وتقف وراءه ايادٍ خارجية كانت ولا تزال تخطط لتمزيق وتقسيم وتفتيت اليمن وتحويله الى مجرد كانتونات صغيرة متناحرة فيما بينها بعيدا عن مفهوم المشروع الوطني لبناء دولة يسودها الامن والاستقرار والتنمية والنظام والقانون.
ومن المؤسف حقا ان هذه المشاريع الصغيرة التي تستهدف تمزيق وحدتنا الوطنية استغلت بعض الاخطاء التي حصلت هنا أو هناك وحملت وزرها منجز الوحدة العظيم، فيما ان الحقيقة التي لا مراء فيها هي ان هذه الاخطاء هي اخطاء بشر يتحملون كأفراد مسؤوليتها ونتائجها ومآلاتها مهما كانت كارثية،والتاريخ كفيل بأن يظهر الحقائق التي ستكشف زيف وتضليل الاطروحات التي تستهدف الوحدة اليمنية وتعتبرها منجزاً غير قابل للاستمرار.
انه لمن المحزن جدا اننا نحتفي بالعيد الوطني التاسع والعشرين لقيام الجمهورية اليمنية في ظل ظروف عصيبة يعيشها شعبنا ووطننا الذي يتعرض للعدوان الغاشم والحصار الجائر من قبل التحالف الذي تقوده السعودية وأجزاء من وطننا ترزح تحت الاحتلال، فيما تستمر المؤامرات الهادفة ليس الى تمزيق اليمن الى جنوب وشمال فحسب بل الى دويلات متعددة فاليمن بشماله وجنوبه وشرقه وغربه مستهدف في وحدته وسلمه الاجتماعي وفكره وثورته ونظامه الجمهوري، وما تعرض ويتعرض له الوطن من تدمير لكل مكتسباته ومنجزاته التي بناها خلال نصف قرن إلا خير دليل على حجم تلك المؤامرات والمخططات التي تنفذ ضد شعبنا ووطننا وتستهدف تركيع الشعب اليمني وسلب حريته وكرامته واستقلالية قراره.
إننا في المؤتمر الشعبي العام وكما نفخر بأننا حملنا مشروع اعادة تحقيق الوحدة اليمنية فإننا نفخر اليوم ايضا بأننا كنا وسنظل في مقدمة الصفوف للدفاع عن الوطن وثوابته ووحدته وسيادته واستقلاله ومقاومة العدوان الغاشم والحصار الجائر ومشاريع الغزو والاحتلال.. وهي مناسبة نجدها فرصة لنتوجه بالتحية والإشادة والثناء لكافة ابناء المحافظات الجنوبية والشرقية الذين يقاومون مشاريع المحتل ويواجهون مؤامرات الاعداء بثبات وصمود.. كما اتوجه بالشكر لكافة ابناء شعبنا اليمني العظيم الصامد والصابر والذين يواجهون العدوان بأنفة وشموخ وكبرياء رافضين الخضوع والانحناء مقدمين التضحيات في سبيل الدفاع عن كرامتهم، كما هي التحية للأبطال من الجيش والأمن واللجان الشعبية والمتطوعين من رجال القبائل الذين يقدمون التضحيات.
وعوداً على بدء سنظل نؤكد دوما ان الوحدة اليمنية كانت وستظل هي مِلْك الشعب اليمني الذي سيسقط كل الرهانات والمؤامرات التي تستهدفها..
الرحمة والخلود لشهداء الوطن..
والشفاء العاجل للجرحى..
والنصر لليمن..
*الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام
|