موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


189 صحفياً فلسطينياً استشهدوا في غزة - أبو عبيدة يعلن مقتل أسيرة في شمال غزة - زوارق حربية إماراتية في ساحل حضرموت - ارتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 44176 - 17 شهيداً في قصف إسرائيلي على غزة - مجلس النواب يدين الفيتو الأمريكي - المستشار الغفاري يبارك نجاح بطولة العالم للفنون القتالية بمشاركة اليمن - الحديدة.. إصابة طفل بانفجار في الدريهمي - وحدة الصف الوطني.. الحصن المنيع لمواجهة المشاريع الاستعمارية - 43846 شهيداً منذ بدء العدوان على غزة -
مقالات
السبت, 19-يناير-2008
الميثاق نت -  د. نجيب غلاب -
مشكلة أحزاب المشترك أنها تتجه إلى نفسية الفرد لا إلى عقله، وتقوم بمخاطبة غرائزه أو ضميره في أفضل الحالات، وهذه الطريقة في المقاومة ومغالبة المؤتمر أفادت المؤتمر أكثر مما أضرته، كما أن تعاملها مع النخبة الحاكمة بحدّية في خطابها المتداول، ووضع أعضائها في مقام العدو المطلوب إلغائه لتحقيق الأهداف، قد افقد المعارضة قدرة التفكير الواقعي في إحداث التغيير، وجعل خياراتها الفعلية لإصلاح الواقع ضعيفة، إلا من رغبة مكبوتة بالثورة العنيفة التي لا يصرح بها رسميا ولكنها تنمو كخيار لدى كوادرها.
فتعبئة الناس واستغلال أوضاعهم في المواجهة، من خلال الهجوم على الحزب الحاكم وقياداته وعلى النظام والدولة، بطريقة رافضة للشرعية نافية للمصداقية متهمة الجميع بالفساد، أوصلها إلى بناء خطاب محصلته النهائية أن صلاح الحال لن يكون إلا برحيل النخبة الحاكمة، وهذه المحصلة الخطيرة أخافت النخبة الحاكم وأسست للشك وأضعفت ثقة القوى السياسية فيما بينها، وزرعت حالة من الخوف وعدم التيقن لدى المواطن، وهذا رسخ لدى الناس قناعات ان المشترك لا يبحث عن دولة، وإنما يبحث عن السلطة ويسعى جادا للسيطرة عليها.
هذه الطريقة الثورية في التعامل مع العمل السياسي وان بث حالة من الغضب بين عامة الناس، واسهم في شدّ أزر القوى المناضلة من كواد المشترك، ولكنه من ناحية أخرى قاد الناس إلى الخوف من هذا الخطاب الذي ربما تكون نتائجه صراع مدمر لا يهدد المعيشة بل يهدد الحياة.
وسلوك الفرد الطبيعي في ظل هذه الوضعية أن يتجه نحو الحاكم من جهة خوفا من الصراع الذي يمكن ان ينتج من سعي المشترك للإمساك بزمام الحكم وفق إستراتيجية ثورية، ومن جهة أخرى بحثا عن السلام في ظل حاكم قوي يمكن ان يتغير لصالح الشعارات التي يرفعها، فالصراع الذي يهدد المواطن في آمنه واستقراره لا يصنع التغيير، فشظف العيش خير من فقدان العيش وربما التشرد أو فقدان الحياة. ومن المؤكد أنه في وقت الأزمات قد يتأثر المجتمع بالخطاب الثوري والغاضب للمعارضة ولكنه يستجيب للخطاب الآخر الذي يحاول ان يبث التفاؤل بين الناس ويرسخ لديهم الرغبة في الإصلاح وفق إستراتيجية سلمية.
فيما يخص النخب المثقفة والمستقلة وبقية الرأي العام الذي يحمل ثقافة سياسية ولكنه لا مع الحاكم ولا ضد المعارضة هذه الفئة الواسعة والمؤثرة عندما تجد نفسها بين خطابات متناقضة فإنها تبني موقفها بناء على فهم الواقع كما هو، هذه الفئة في الغالب ما يؤثر عليها الصراع السياسي سلبا.
ونتيجة إدراك هذه الفئة لطبيعة المشترك وأحزابه وتركيبته الفكرية وتجارب أحزابه في الحكم، وإستراتيجيتها في النضال الحالي من أجل مشروع سياسي ذا نزوع ثوري يُعيد قراءة أهداف المشروع الوطني بطريقة مهددة لقيمه وأهدافه حتى وان كانت حسب قراءة المشترك صحيحة وعادلة، إلا ان هذه الفئة تستقرى الوضع من الخارج وترى في المشترك كعامل تهديد للأمن والاستقرار.
وفي المقابل هذه القوى المستقلة ترى أن الحاكم يحقق لها الحد الأدنى من الأمن فهو يتمثل في نخبة قوية مسيطرة تحمل خطاب سياسي معتدل ومتوازن ذا نزوع تعبوي لصالح قيم الثورة والوحدة والديمقراطية، وبيدها السلطة والثروة، ولها تحالفات مع أغلب القوى الفاعلة والمؤثرة على سلوك الأفراد، ولها تحالفاتها الإقليمية والدولية، وأيا كانت مشاكلها وأخطائها فإنها قادرة على حماية نفسها، وربما مستقبلا تجاوز سلبياتها، مما يجعل أي صراع قادم في ظل التعبئة التي تستخدمها المعارضة يقع في خانة الإضرار بالمصالح الوطنية لا مصالح النخب الحاكمة، لذا تتجه اغلب هذه الفئة لدعم الحاكم وتؤيد مشاريعه الإصلاحية علّها تخرج البلاد من أزماتها.
وفي تصوري ان النخبة الحالية لديها إستراتيجية واضحة لتغيير الواقع فمصالحها تقتضي الإصلاح لا التخريب والفوضى، لذا لابد من دعم توجهاتها والضغط عليها من خلال دعمها، حتى تتمكن من التخلص من القوى الفاسدة التي تستغل خوف الحاكم من سلوك المعارضة لتنفذ أجندتها وهي مطمأنة أنها لن تحاسب مادام الحاكم بحاجتها في ظل خطاب معارض يهدد النخبة الحاكمة ليس في مصالحها وحسب بل بتاريخها ومستقبلها وحياتها.
أذا استطاع المشترك أن يراجع خطابه، ونجح في تقديم خطاب متزن ومتعقل يولد الثقة لدى الناس، ويتبنى مشاريع تزرع في نفوسهم الأمن والطمأنينة لا الخوف فانه في هذه الحالة سيحقق نجاحات كبيرة وربما يتحول إلى شريك فعلي للحاكم.
وبهذا الخصوص يمكن القول أن سعي المشترك لتحريك أنصاره في مظاهرات شعبية من المخاطر التي تهدد قوة المشترك في الانتخابات القادمة على مستوى الشارع، وهذه المظاهرات قد تدعم قوة المشترك من حيث تعبئة أنصاره، ولكنها تحفز الحاكم للمواجهة مستخدما كل القوة التي يملكها، ومن جهة أخرى تخيف الشارع من الاتجاه نحو الفوضى، وهذا سيجعله يتمسك بالحاكم أكثر ويمنحه صوته في الانتخابات القادمة وهذا ربما يفقد المعارضة ثقتها بنفسها نتيجة هزائمها المتلاحقة وقد تصبح عاجزة عن كبح كوادرها في تفجير الحياة السياسية في ظل خطاب تعبوي يتجه إلى الغرائز ويبحث عن المثاليات في ظل واقع بحاجة إلى التعامل مع السياسة كممكنات وخيارات لا كعقائد ناجزه.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
في زيارتي للوطن.. انطباعات عن صمود واصطفاف ملحمي
اياد فاضل*

هم ونحن ..!!
د. عبد الوهاب الروحاني

اليمن يُغيّر مفهوم القوة
أحمد الزبيري

مسلمون قبل نزول القرآن الكريم.. فقه أهل اليمن القديم
الباحث/ عبدالله محسن

الأقلام الحُرة تنقل أوجاع الناس
عبدالسلام الدباء *

30 نوفمبر عيد الاستقلال المجيد: معنى ومفهوم الاستقلال الحقيقي
عبدالله صالح الحاج

دماء العرب.. وديمقراطية الغرب؟!
طه العامري

ترامب – نتنياهو ما المتوقَّع من هذه العلاقة؟!
ليلى نقولا*

أين هو الغرب من الأطفال الفلسطينيين السجناء وهو يتشدَّق دوماً بحقّ الطفل؟
بثينة شعبان*

صراع النملة مع الإنسان ولا توجد فرص أخرى للانتصار!!
د. أيوب الحمادي

دغيش.. البرلماني الذي انتصر للوحدة حتى المَنِـيـَّة
خالد قيرمان

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)