معاذ بجاش - يبدو ان علاقتنا نحن اليمنيين بكلمة دولة علاقة غير جادة، لقد تسببت ثقافة الفوضى التي تشربناها خلال عقود عبر التأرجح بين الدولة واللادولة الى تكوين مفهوم سلبي لمصطلح الدولة في وعي المواطن.
وذلك كلما كانت الدولة ألعوبة بيد الحاكم حتى أصبح هو الدولة والدولة هو!!
ما اريد قوله هو هل يوجد لدينا قانون واحد يتم تنفيذه بحذافيره دون اي خروقات او استثناءات او تجاوزات؟!!
من اجل إثبات او نفي ذلك هل الدولة تدرك مقتضيات استيعابها لكلمة دولة؟!!
اورد المثال الآتي للتوضيح:
هل تستطيع الدولة منع دخول صنف تجاري بسيط جدا لنقل مثل المسبحة المستوردة من الهند او الصين؟!او منع دخول الكوافي الباكستانية والهندية والافغانية؟! او منع دخول اعواد الاسنان (المناخيخ) الآتية من الصين؟!!
او منع دخول الاحذية البلاستيكية ( الشنابل) ؟!!
ليس لشيء وليس من اجل تشجيع الصناعات المحلية او باعتبارها منتجات ثانوية او غير مهمة او باعتبارها كماليات!! كلا بل من اجل ان نعرف هل يمكن للدولة مواجهة المبررات التي سيسوقها المشتغلون في مجالات الاصناف التي ذكرتها؟!!
وهل يمكنها الصمود امام الضغوطات التي قد يمارسها التجار او اي جهة مرتبطة بهم؟!!
او يمكنها قبول ان تفوتها الايرادات العائدة عليها من رسوم الجمارك والضرائب لتلك الاصناف التافهة والبسيطة التي لو قررت ذات يوم ان تمنع استيرادها ودخولها البلد ليس من اجل أي شيء آخر بل من اجل اختبار قدرتها على ان تكون دولة؟!!
|