راسل القرشي - اختطاف الاطفال والنساء في العاصمة صنعاء وغيرها من المحافظات زادت وكثرت خلال الاشهر الماضية وما زالت إلى اليوم..
ومع هذه الاعمال المنافية لثقافة وعادات وتقاليد مجتمعنا وديننا الإسلامي نراها تتفاقم وتتوسع..، حتى اصبحنا كل يوم نقرأ أو نسمع عن حالة اختطاف لطفل أو فتاة..!!
كثير من الأسر فقدت احد اطفالها او إحدى بناتها نتيجة هذه الأعمال الإجرامية التي يمارسها اصحابها دون أي وازع ديني أو اخلاقي وبتحدٍ مقرف ومقزز..
اصبحت كل اسرة يمنية هنا او هناك تخشى على اطفالها.. وينتابها الخوف من ان يلقى طفل او فتاة من ابنائها هذا المصير في ظل هذا الشتات المجتمعي وانعدام اللامبالاة من الجميع.. وفي ظل غياب المؤسسات الحكومية وغير الحكومية عن أداء دورها في التوعية بهذه الظواهر بين أبناء المجتمعات المحلية..
كثرت هذه الأعمال الإجرامية وينبغي على المجتمعات المحلية ان تتكاتف للقضاء عليها والابلاغ عن كل الشواذ ممن يرتكبونها وتسليمهم لاجهزة الأمن والقضاء لمحاكمتهم وتنفيذ العقاب الرادع بحقهم دون تأخير حتى يكونوا عبرة لغيرهم..
ورغم الجهود الكبيرة التي تبذلها الاجهزة الأمنية في متابعة مثل هذه الحالات إلا ان هناك البعض ممن يعمل في الجهاز الأمني مع كل أسف لا يبالي بالبلاغات المقدمة إليه ويعمل على إهمالها او عدم التحرك الجدي والتفاعل مع بلاغات المواطنين في هذا الشأن لاعتبارات عدة ومنها إن المُبلَّغ عنه أو بعبارة اصح مرتكب هذه الجريمة شخص قريب منه..!!
نعم.. تحولت هذه الاعمال الإجرامية إلى أداة تجارة وإلى عملية ابتزاز يقوم بها اشخاص أو أفراد أو عصابات للحصول على الأموال وقد يكون ذلك بتعاون بعض العاملين في الأجهزة الأمنية..!!
جرائم الاختطافات كثرت وتحولت إلى ظاهرة ترعب ابناء المجتمع بشكل عام.. ولكن ما الذي ينبغي فعله لمواجهة هذه الاعمال والحد منها وانهائها تماماً..؟
إن الأسوأ من هذه الاعمال الإجرامية هو اللامبالاة التي نراها متسيّدة في اطار المجتمعات المحلية وغياب الدور الإعلامي لوسائل الاعلام المختلفة مع كل أسف.. إضافة إلى غياب دور منظمات المجتمع المدني وخاصة العاملة في مجال حقوق الانسان والتي ينبغي عليها ان تكثف من برامجها في هذا الإطار وتبادر إلى تدريب وتأهيل الشباب في إطار كل الأحياء ليقوموا بدورهم في مجالات التوعية بين الأسر والأطفال وارشادهم على اتباع الإجراءات السليمة عند أي حالة غريبة أو تحرك غريب يشاهدونه وخاصة في إطار أحيائهم..
إن الوعي المجتمعي يسهم بشكل كبير في تعزيز الإجراءات الأمنية ويساعد على كشف هذه الجريمة أو تلك قبل وقوعها..
نأمل من الجميع التفاعل مع هذه القضية كونها شأناً عاماً تهم كل أبناء المجتمع.. فما حدث اليوم من عملية اختطاف لهذا الطفل أو تلك الفتاة قد يحدث معك غدا..
فلنستشعر مسئولياتنا المجتمعية ونتكاتف معا للقضاء على هذه الجرائم المشينة والبشعة..
|