نجيب شجاع الدين - حملت التحركات التي بدأها الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام الأستاذ غازي احمد الأحول مؤشراً ايجابياً ينبئ بأن المؤتمر على أعتاب مرحلة جديدة يصنع فيها لنفسه واقعاً جديداً تحفظ مكانته وتجعله أكثر عطاءً، نشاطاً، وعنفواناً مما سبق وعلى المستويات كافة.
كان الاستاذ غازي وعقب انتخابه أميناً للمؤتمر في 2 مايو المنصرم دشن أولى اجتماعات الأمانة العامة.. خطوة بروتوكولية قد تعطي انطباعاً تقليدياً عن طبيعة الأداء المتوقع لكنها اجراء لابد منه.. وفقاً لأدبيات التنظيم.
ومع هذا فإنه خرج عن اطار التعبير عن المشاعر الصادقة وتبادل التهاني والتبريكات على المنصب الجديد والمتناسق مع ربطة العنق الانيقة .
استغلت دقائق الاجتماع الاول في مناقشة خطط الاشهر الستة المقبلة وفي القريب العاجل ستكون علة طريق التنفيذ .
على الفور جائت الخطوة التالية للامين غازي وعلى غير المتوقع في محاولة لكسر حالة الجمود وتصحيح المفاهيم المغلوطة في اداء التنظيم وكيف يتم التعاطي مع اولوياته .
انتهت اجازة العيد بعقد لقاء موسع مع القيادات الإعلامية للمؤتمر الشعبي العام.
وهكذا اثبت الأستاذ غازي احمدة جدارته في تحمل المسئولية الملقاة على عاتقه وقدم رسالة واضحة حول رؤيته لما بعد واسلوبه المتفرد.
إن اهتمامه بالإعلام أولاً يعني إيلاء أهمية كبرى بمجمل قطاعات ودوائر الامانة العامة للمؤتمر وهي المعنية بتحقيق التكامل والتفاعل في النشاط المواكب للمتغيرات الحاصلة.
وهنا.. لم يعد هناك مجال أو مكان للارتكان لعبارة »قدك أخبر«!!
بالنسبة للمشتغلين في الاعلام المؤتمري لم يكن مستغرباً لدى بعضهم أن أداء الاعلام لم يكن عند مستوى النجاح الكبير لأعمال الدورة الاعتيادية للجنة الدائمة الرئيسية في مايو الماضي وكأن الحدث كان أكبر منه رغم تشكيل لجنة اعلامية لكن المستغرب أنها لم تتطرق لهذه المسألة بتاتاً!!
والواقع صراحة أن ثمة من يصر على جعل المؤتمر الشعبي العام الاستثناء من بين أحزاب المنطقة والعالم ولسان حاله، الحالة النشاز أيضاً.
لنتصارح.. فمن خلال التجربة القصيرة في جانب الاعلام الحزبي قد تجد أحزاباً ضعيفة ولكن لديها اعلاماً قوياً بيد أنه من غير المعقول والمقبول أن تجد حزباً قوياً وصاحب قاعدة جماهيرية تتجاوز الـ77٪ من اجمالي الشعب ومع هذا يمتلك اعلاماً ضعيفاً الأمر الذي ينعكس بقصد أو دون قصد على واقع المؤتمر اجمالاً.. لا أتحدث هنا عن كفاءة الكوادر الاعلامية للمؤتمر التي لطالما تعرضت للاساءة والاتهامات من اعلام الآخرين.
ولا مراء في مواقف المؤتمر الشعبي العام ذلك أن صموده ضد العدوان العسكري على بلادنا وسعيه لتحقيق سلام عادل وشامل لا يعني خضوعه لارادة أي طرف داخلي أو خارجي وإنما تجسيد عن مبدأ أصيل ووطني لتنظيم برهن خلال عقود تغليبه المصلحة الوطنية على ما عداها وتقديم التضحية في سبيلها مهما كانت وكيفما حسبتها ».
أخيراً.. أتمنى من الأمين الجديد البدء من عند »اعطِ الناس حقوقهم تجدهم ينجزون أفضل الأعمال«. |