موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الحديدة.. إصابة طفل بانفجار في الدريهمي - وحدة الصف الوطني.. الحصن المنيع لمواجهة المشاريع الاستعمارية - 43846 شهيداً منذ بدء العدوان على غزة - 6364 مهاجر أفريقي وصلوا اليمن في شهر - الرئيس/ علي ناصر يعزّي بوفاة النائب البرلماني الدكتور عبدالباري دغيش - تدشين خطة الانتشار الإسعافي على الطرق السريعة - النواب يجدد الثقة بالإجماع لهيئة رئاسته لفترة قادمة - صنعاء: انطلاق حملة للتبرع لمرضى الثلاسيميا - ارتفاع عدد شهداء غزة إلى 43 ألفاً و799 - مع غزة ولبنان.. مسيرة مليونية بصنعاء -
مقالات
الميثاق نت -

الأحد, 30-يونيو-2019
طه‮ ‬العامري‮ ‬ -
في 2010م غادر جوليان أسانج واشنطن حاملا معه كنزا ثمينا من المعلومات المتعلقة بالولايات المتحدة الأمريكية واسرارها بما في ذلك المراسلات اليومية بين واشنطن وبعثاتها الدبلوماسية في جميع انحاء العالم..
جوليان أسانج هو صاحب موقع ويكيليكس وقد حط رحاله في مطار موسكو ولموسكو سلم كل ما لديه من المعلومات لروسيا الاتحادية ومن خطورة المعلومات ودقتها واسرارها اضطرت موسكو لترحيل أسانج لأن بقاءه في موسكو كان يعني مواجهة مباشرة بين موسكو وواشنطن..
تفهم جوليان الوضع وغادر موسكو الى لندن..وضفرت موسكو بالكنز المعلوماتي أو بالأصح الأسرار العسكرية والأمنية والدبلوماسية والثقافية وخطط واشنطن الاستراتيجية لخدمة مصالحها وبدقة متناهية..فاقدمت واشنطن عام 2011 على صناعة ما اطلق عليه بـ(الربيع العربي) في محاولة منها للتغطية على فضيحتها وحرف انظار الرأي العام عن المعلومات المسربة وهي كارثية لكن روسيا كانت حريصة على سمعة ومكانة واشنطن ولم تسرب ما حصلت عليه إلا بمقدار يمكنها من تطويع جموح واشنطن..؟!!
وهكذا‮ ‬استطاعت‮ ‬موسكو‮ ‬فرملة‮ ‬جموح‮ ‬واشنطن‮ ‬في‮ ‬العالم‮ ‬ولم‮ ‬تسرب‮ ‬ما‮ ‬لديها‮ ‬من‮ ‬معلومات‮ ‬إلا‮ ‬بمقدار‮ ‬5‭? ‬محتفظة‮ ‬بالكم‮ ‬الهائل‮ ‬من‮ ‬المعلومات‮ ‬لوقت‮ ‬الحاجة‮..‬
بمعنى أن جوليان أسانج أدخل الادارة الأمريكية بكل جبروتها وتقنيتها وعظمتها إلى غرفة الاعدام والبسها الطاقية السوداء بعد أن لف حول رقبتها حبل المشنقة ثم سلم عصا الشنق للسيد فلاديمير بوتين وترك قرار تنفيذ حكم الاعدام للسيد بوتين الذي وبعد أن حصل على مراده لم يطغ ولم يجاهر بالخصومة بل وظف الأمر لمصلحة بلاده وأصدقاء بلاده ولمصلحة أمريكا ذاتها حين لم يغامر ولم يغتر بما تحصل عليه من معلومات وقاعدة بيانات كفيلة بإنهيار دولة عظمى ، بل وظف كل ما تحصّل عليه لتطويع واشنطن وإجبارها على احترام القانون الدولي ولايزال يعمل على ترويضها إنطلاقا من رؤية روسية اكثر تحظرا وأكثر عدلا وتعمل على الحد من غطرسة وجنون واشنطن وحماقتها وهذا ما يبدو واضحا في تصرفات واشنطن التي رغم سعارها ضد موسكو إلا أن هذا السعار اخذ طريق العقوبات الفردية والجماعية للشركات والمؤسسات الروسية وحلفائها في إيران‮ ‬والصين‮ ‬وفنزويلا‮ ‬وسورية‮ ‬وحتى‮ ‬منظمة‮ ‬التحرير‮ ‬الفلسطينية‮..‬
بيد أن أبرز الخطوات الروسية التي جسدت ما وقع تحت يديها من معلومات هو ضم جزيرة القرم التعاطي الشفاف والمسؤول مع الحالة في كل من اوكرانيا وجورجيا القيام بمزيد من الاستقطاب لدول آسيا الوسطى التي كانت تحت السيادة السوفيتية سابقا..استقطاب تركيا والتعامل بمرونة سياسية ودبلوماسية مع دول الخليج كشف المخطط الذي كان يستهدف سورية والعراق ومصر والتعامل الجدي والحازم مع أحداث هذه الدول عبر التعاون المشترك والمباشر أولا ومن خلال مجلس الأمن ثانيا ولم تتردد موسكو في تسريب بعض خطط واشنطن عند الضرورة فيما يتصل بدورها الخفي في‮ ‬المنطقة‮ ‬وأهدافها‮..‬
لم تكن ظاهرة جوليان أسانج وليدة اللحظة أو الصدف ولا هي نتاج فعل ورد فعل بل هي حصيلة تراكمات واحتقانات وخلافات عاصفة داخل مؤسسات صناعة القرار الأمريكي فالرجل بكل طموحه وأحلامه في الشهرة لم يكن سوى ضحية وأداة من أدوات الصراع الذي تشهده أعظم دولة في العالم دولة وصفت نفسها حين سقط الاتحاد السوفييتي بأنها الدولة المنتصرة وقائدة العالم الحر وجنة الليبرالية وواحة الحرية..لكنها بعد قرابة عقد من أنهيار المنافس القطبي لها - الاتحاد السوفييتي - تحت وقع الأزمة الأقتصادية والأدارة البيروقراطية المتكلسة وجدت نفسها في حالة أحتقان حضاري شامل وفي حالة تصادم وتناقض بين مؤسسات صناعة القرار فيها فكانت أحداث 11 إيلول سبتمبر 2001م تعبيرا عن حقيقة الاحتقان المكتسب وعن حقيقة الصراع المحتدم داخل مفاصل الدولة العظمى التي لو كان ما حدث فيها عام 2001م حدث والاتحاد السوفييتي بأوج قوته وحضوره وجدار برلين لايزال منتصبا وحلف وارسو ينشط لكانت أمريكا تشظت وتمزقت وحل بها ما حل بجمهورية يوغسلافيا السابقة أو ما حدث للاتحاد السوفييتي ، لكن ما حدث في 2001م حدث وأمريكا تعربد على الخارطة الدولية ليس كدولة عظمى حارسة للعدالة وقيم الحرية حتى بصورتها الليبرالية‮ ‬بل‮ ‬حدث‮ ‬وهذه‮ ‬الدولة‮ ‬قد‮ ‬تجردت‮ ‬من‮ ‬كل‮ ‬القيم‮ ‬والاخلاقيات‮ ‬متجاهلة‮ ‬القانون‮ ‬الدولي‮ ‬ومتجاوزة‮ ‬حتى‮ ‬الدستور‮ ‬الأمريكي‮ ‬ذاته‮..!!‬
جوليان أسانج جاء كحصيلة لصراع يحتدم داخل مؤسسات الدولة العظمى وبين رموز صناع القرار فيها..وكما كانت أحداث إيلول سبتمبر صناعة تيار المحافظين الجدد - بوش الابن - ديك تشيني - رامسفيلد - وول ولفيز - ترتب عليها إقدام أمريكا على إستباحة خارطة العالم بجيوشها بادية‮ ‬في‮ ‬افغانستان‮ ‬ثم‮ ‬العراق‮ ‬عبر‮ ‬الاحتلال‮ ‬العسكري‮ ‬المباشر‮ ‬وايضا‮ ‬احتلالها‮ ‬غير‮ ‬المباشر‮ ‬لغالبية‮ ‬دول‮ ‬العالم‮ ‬التي‮ ‬انتهكت‮ ‬واشنطن‮ ‬سيادتها‮ ‬بكل‮ ‬غطرسة‮ ‬وصفاقة‮..‬
تداعيات الغطرسة هذه التي مارستها واشنطن خلال حكم بوش الابن وعصابة المحافظين الجدد أدت إلى تعميق الصراع الداخلي الأمريكي الذي تشكل من (البنتاجون وأجهزته) ومن المخابرات الأمريكية وأدواتها وأيضا من الخارجية التي ترسم السياسة الخارجية وحل رابعهم البيت الابيض إضافة لهذه الأطراف الأربعة كان هناك أربعة أطراف أخرى تخوض معترك الصراع وهي الكونجرس ومجلس الشيوخ وتياران انبثقا من رحمي الحزبان الرئيسيان في أمريكا هما الحزب الجمهوري ومنه جاءت ترويكا (المحافظين الجدد) والحزب الديمقراطي ومنه جاءت ترويكا (الليبرالية السلفية‮) ‬وبين‮ ‬كل‮ ‬هؤلاء‮ ‬كان‮ ‬هناك‮ ‬ترويكا‮ (‬الكارتل‮ ‬الاقتصادي‮) ‬الذي‮ ‬تطغي‮ ‬رؤيته‮ ‬على‮ ‬كل‮ ‬هؤلاء‮..‬
كانت النتائج التي توصلت إليها واشنطن في غزوها لافغانستان والعراق بنظر أطراف الصراع الداخلي الأمريكي (كارثية) بما في ذلك الكارتل الاقتصادي وكانت المسألة الأقتصادية قد فاقمت سياسة عدم الثقة بين الحزبين الرئيسيين اللذين يتبادلا حكم أمريكا منذ انهيار أكبر وأضخم شركة للطاقة في أمريكا هي شركة (أنرون) التي انهارت خلال ساعات وليس خلال أيام أو شهور أو أعوام وعلى يد (ديك تشيني) وقد انتحر رئيس الشركة وحكم بالسجن مدى الحياة على مديرها العام وكانت الشركة تابعة للحزب الديمقراطي وتزود أمريكا والمكسيك ودول اخرى بالطاقة الكهربائية ثم آلت أصولها لشركة اخرى اسسها بوش الابن وتشيني ورامسفيلد وول ولفيز وآخرين من صقور المحافظين الجدد كما منحت هذه الشركة الوليدة حق تزويد القوات الأمريكية في افغانستان والعراق بالوقود والتغذية عبر صفقات خيالية..!!
في هذه الأثناء كان في الضفة الاخرى من المحيط وتحديدا في لندن الحليف التقليدي لواشنطن ثمة تحقيقات تجري مع رئيس الوزراء الاسبق طوني بلير شريك أمريكا في غزو العراق وافغانستان وقد توصلت لجنة التحقيق إلى حقائق مذهلة ومعلومات اربكت حتى لجنة التحقيق البريطانية التي‮ ‬أنتحر‮ ‬أثنان‮ ‬من‮ ‬أعضائها‮ ‬لظروف‮ ‬لاتزال‮ ‬مجهولة‮ ‬حتى‮ ‬الآن‮ ‬وإن‮ ‬كانت‮ ‬الاسباب‮ ‬لا‮ ‬تخرج‮ ‬عن‮ ‬نطاق‮ ‬فظاعة‮ ‬ما‮ ‬أرتكبه‮ ‬بلير‮ ‬ويوش‮ ‬وخاصة‮ ‬في‮ ‬العراق‮..‬
والخلاصة أن من صنع أحداث إيلول سبتمبر 2001م ليستبيح بعدها العالم وينتهك سيادة دول هو ذاته الذي صنع جوليان أسانج وعلى قاعدة مكارثية مفادها أن أردت حل أزمة وسع نطاقها وأن أردت اخفاء حقيقة قل نصفها..!
وخوفا من إنتقام الديموقراطيين مكنت مجموعة من صناع القرار جوليان أسانج من ذلك الكم الهائل من المعلومات التي هدفها إحداث صدمة في الوعي السياسي داخل أمريكا وخارجها من ناحية ومن الأخرى طمس معالم مرحلة داخلية وخارجية ودفع العقل الإنساني للتفكير والانشغال بكيفية‮ ‬خروج‮ ‬تلك‮ ‬الوثائق‮ ‬وليس‮ ‬بما‮ ‬تحتويه‮ ‬من‮ ‬معلومات‮ ‬خطيرة‮ ‬بل‮ ‬وجرائم‮ ‬حدثت‮ ‬بحق‮ ‬شعوب‮ ‬ودول‮ ‬وأنظمة‮ ‬راح‮ ‬ضحيتها‮ ‬الملايين‮ ‬من‮ ‬البشر‮..!!‬
والملاحظ‮ ‬أن‮ ‬نتائج‮ ‬ما‮ ‬قام‮ ‬به‮ ‬أسانج‮ ‬أوصلت‮ ‬دونالد‮ ‬ترامب‮ ‬الجمهوري‮ ‬للبيت‮ ‬الابيض‮ ‬وسقطت‮ ‬المرشحة‮ ‬الديمقراطية‮ ‬هيلاري‮ ‬كلينتون‮ ‬لماذا‮ ‬؟‮! ‬
لأن التسريبات حدثت في عهد الديموقراطيين أو في عهد (السلفية الليبرالية) الذين كانوا مصرين على تفعيل نظرية الدبلوماسية الناعمة أو بمعنى أدق (فلسفة العمليات القذرة) المتمثلة بنظريتي الاحتواء المزدوج لزيجينو بريجينسكي مستشار الامن القومي الأمريكي الاسبق فيما العمليات القذرة تعني - تصفية الخصوم - عبر أدوات داخلية ودعم لوجستي غير معلن من قبل المخابرات الأمريكية وهذا منطق الحزب الديمقراطي الأمريكي وبعكسه الجمهوريين الذين يعتمدون على البنتاجون والتدخلات العسكرية المباشرة..!
أسانج‮ ‬حمل‮ ‬ما‮ ‬تحصل‮ ‬عليه‮ ‬إلى‮ ‬موسكو‮ ‬وفي‮ ‬مطارها‮ ‬أفرغ‮ ‬ما‮ ‬بجعبته‮ ‬وأن‮ ‬تزامن‮ ‬لجوئه‮ ‬لموسكو‮ ‬مع‮ ‬لجوء‮ ‬العميل‮ ‬الفيدرالي‮ (‬سنودن‮) ‬إلا‮ ‬أن‮ ‬وضعهما‮ ‬يختلف‮ ‬ذاتيا‮ ‬وموضوعيا‮ ‬وايضا‮ ‬مهمتهما‮ ‬وأهدافهما‮..‬
إذاً‮ ‬لماذا‮ ‬موسكو‮ ‬؟‮ ‬وماذا‮ ‬حمل‮ ‬وفد‮ ‬مكتب‮ ‬الأمن‮ ‬القومي‮ ‬الرفيع‮ ‬الذي‮ ‬زار‮ ‬موسكو‮ ‬في‮ ‬اليوم‮ ‬الخامس‮ ‬عشر‮ ‬لوصول‮ ‬جوليان‮ ‬أسانج‮ ‬لمطارها‮ ‬؟‮ ‬وماذا‮ ‬قال‮ ‬الروس‮ ‬للوفد‮ ‬الأمريكي‮.‬؟‮!‬
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
في زيارتي للوطن.. انطباعات عن صمود واصطفاف ملحمي
اياد فاضل*

هم ونحن ..!!
د. عبد الوهاب الروحاني

اليمن يُغيّر مفهوم القوة
أحمد الزبيري

مسلمون قبل نزول القرآن الكريم.. فقه أهل اليمن القديم
الباحث/ عبدالله محسن

الأقلام الحُرة تنقل أوجاع الناس
عبدالسلام الدباء *

30 نوفمبر عيد الاستقلال المجيد: معنى ومفهوم الاستقلال الحقيقي
عبدالله صالح الحاج

دماء العرب.. وديمقراطية الغرب؟!
طه العامري

ترامب – نتنياهو ما المتوقَّع من هذه العلاقة؟!
ليلى نقولا*

أين هو الغرب من الأطفال الفلسطينيين السجناء وهو يتشدَّق دوماً بحقّ الطفل؟
بثينة شعبان*

صراع النملة مع الإنسان ولا توجد فرص أخرى للانتصار!!
د. أيوب الحمادي

دغيش.. البرلماني الذي انتصر للوحدة حتى المَنِـيـَّة
خالد قيرمان

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)